رياضة

العنصرية في الليغا

| فاروق بوظو

أثارت الهتافات العنصرية التي تعرض لها لاعب ريال مدريد (فينيسيوس جونيور) في مباراة فريقه مع فالنسيا في الجولة 35 من الدوري الإسباني استياء كبيراً وردود أفعال واسعة شملت العديد من نجوم اللعبة على مستوى العالم الذين تضامنوا مع فينيسيوس عبر رسائل الدعم إضافة لاستنكار رؤساء الاتحاد الدولي والأوروبي والإسباني لهذه الجريمة, كما تضامن معه العديد من الوسائل الإعلامية المختلفة وصولاً إلى تدخل بعض القيادات السياسية التي دعت إلى إجراءات أكثر جدية لمكافحة هذه الآفة، وكان فينسيوس قد تعرض لطرد بعد تدخل حكم الفيديو المساعد الذي تم إيقافه فيما بعد لتركيزه فقط على لقطة قيام فينيسيوس بضرب منافسه على الوجه دون التركيز على تفاصيل أخرى كانت السبب المباشر لانفعال فينسيوس الذي كان يشعر قبلها بالإحباط نتيجة الهتافات العنصرية التي تعرض لها في ظل ظروف متوترة أحاطت باللحظات الأخيرة من المباراة ليقوم فالنسيا بالتقدم الذي يمنحه البقاء، وهذه الحادثة لم تكن الأولى من نوعها هذا الموسم حيث تعرض اللاعب نفسه لثمانية أحداث عنصرية دون قيام الاتحاد الإسباني باتخاذ أي إجراءات حازمة لمعالجة هذا الوضع بما يمتلكه من صلاحيات حصرية في فرض العقوبات، وهذا بالتأكيد قد أدى إلى تفاقم المشكلة التي أضرت بسمعة كرة القدم الإسبانية وبسمعة إسبانيا أيضاً على مستوى حقوق الإنسان والتي جاءت نتيجة عدم جدية الاتحاد الإسباني في معالجة المشكلة المتكررة أو لوجود قصور في اللوائح يتعلق بإجراءات واضحة لمواجهة جرائم العنصرية أو كراهية الأجانب والتي يطبقها الاتحاد الدولي في مسابقاته وفقاً للبروتوكولات الصادرة عنه والتي جرى تحديدها عبر ثلاث خطوات واضحة ورادعة في حال التعرض للإساءات العنصرية وهي:

1- إيقاف المباراة من الحكم 2- مغادرة اللاعبين ميدان الملعب مع إعلام الجمهور بأن المباراة ستعلق إذا استمرت الهتافات العنصرية وبعد فترة ستتم العودة لاستئناف اللعب 3- إذا استمرت الهتافات يلجأ الحكم إلى إلغاء المباراة وبالتالي سيعتبر الفريق المنافس فائزاً وسيحصل على نقاط المباراة.. وبالطبع كل هذه الإجراءات لا يمكن للحكم القيام بها من دون وجود تعليمات واضحة من قبل الاتحاد الإسباني الذي تدارك الموقف بعد موجة الاستنكار والغضب التي سادت الأوساط الرياضية والإعلامية، فلجأ الاتحاد الإسباني إلى إلغاء عقوبة الطرد على فينسيوس بعد الاطلاع على تقرير الحكم الذي أوضح الظروف الإنسانية والقضية التي مر بها اللاعب والتي جعلته يفقد السيطرة على تصرفاته ويرتكب مخالفة ضرب المنافس باليد على وجهه والتي تعامل معها الحكم باعتبارها سلوكاً مشيناً من دون إمكانية التغاضي عنها ليستعيد بعد ذلك الاتحاد الإسباني زمام المبادرة بمجموعة من القرارات التي أدت إلى إغلاق جزئي لملعب نادي فالنسيا ولخمس مباريات قادمة إضافة إلى عقوبات مالية كبيرة.. ولنستفيد من الدرس لابد أن ندعو اتحاداتنا إلى المزيد من الاهتمام باللوائح الداخلية الفنية منها والانضباطية والعمل على تطويرها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن