أسدلت الستارة يوم السبت الفائت على مباريات الدوري الألماني موسم 2022-2023 وجاءت النهاية عكس ما يشتهي دورتموند وجماهيره الغفيرة التي تهيأت للاحتفال سواء في ملعب سيغنال أيدونا بارك أو خارجه أو في المدينة عموماً ولكن الأحزان كانت هي العنوان خلافاً لبايرن ميونيخ الذي احتفل بلقب الدوري للمرة الحادية عشرة على التوالي معززاً الرقم القياسي في القارة وهو الذي قدم موسماً متواضعاً من جميع الجوانب، وخير دليل أن لقب الدوري لم يكن شفيعاً للمدير التنفيذي أوليفر كان والمدير الرياضي صالح حميدزيتش حيث أقيلا ومنعا من الاحتفال باللقب.
دورتموند دخل الجولة الأخيرة مطالباً بالفوز على ضيفه ماينز ولكنه وجد نفسه متأخراً في الشوط الأول بفارق هدفين مع ركلة جزاء بددها لاعب دورتموند سباستيان هيلر، والأخبار الواردة على الضفة الأخرى فوز البايرن بأرض كولن 1/صفر بتوقيع كومان، وهذا يعني أن البايرن كان متوجاً منذ الشوط الأول.
وفي الشوط الثاني قلص دورتموند الفارق عبر غيريرو عند الدقيقة التاسعة والستين وجاءت الأخبار السارة من ملعب كولن الذي أدرك التعادل عند الدقيقة الثمانين من علامة الجزاء ترجمها لوبيسيتش واحتفل جمهور دورتموند مجدداً ولكن البايرن سجل قبل دقيقة من النهاية بفضل موسيالا وتقدم 2/1 فانتقلت الأفراح مجدداً إلى ميونيخ وبات لزاماً على دورتموند تسجيل هدفين فسجل في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع عبر سولي فتعادلا 2/2 ولكن ذلك لم يكن كافياً لأن فارق الأهداف لمصلحة البايرن ولكل منهما 71 نقطة.
ودورتموند هو أول فريق يهدر لقب الدوري في المرحلة الأخيرة بعدما كان متصدراً منذ نسخة 1999-2000 عندما حقق البايرن اللقب على حساب ليفركوزن.
موسم كارثي
البايرن عاش موسماً كارثياً لدرجة أنه أضاع 31 نقطة وهذا أكبر رقم بين كل الدوريات التي حقق فيها اللقب، ففي دوري 2013 أضاع 11 نقطة ثم 12 نقطة لدوري 2014 ثم 23 لدوري 2015 و14 لدوري 2016 و20 لدوري 2017 و18 لدوري 2018 و24 لدوري 2019 و20 لدوري 2020 و24 لدوري 2021 و25 لدوري الموسم الفائت، ومع كل ذلك أهدر دورتموند الفرص الكثيرة هذا الموسم حيث لم يستفد من الهدية التي قدمها له لايبزيغ في الجولة قبل الأخيرة عندما هزم البايرن بعقر داره 3/1.
واللافت أن دورتموند جمع 76 نقطة في دوري 2019 و78 في دوري 2016 و71 في دوري 2014 وهو الرصيد ذاته هذا الموسم، متقدماً بنقطتين عن حصيلة الموسم الفائت، بينما البايرن تراجع بست نقاط حيث توج الموسم الفائت برصيد 77 نقطة.
كومان ومولر عملاقان
يحسب لكومان أنه حقق لقب الدوري مع باريس سان جيرمان ثم لقبين مع اليوفي وثمانية ألقاب متتالية مع البايرن ليكون كلمة السر في تحقيق لقب الدوري على مدار المواسم الـ12 الأخيرة.
وهذا لم يحققه أي لاعب في الدوريات الأوروبية الخمسة الكبرى.
وعلى الجانب المغاير فقد احتفل توماس مولر بلقبه الثاني عشر مع البايرن كرقم قياسي لم يحققه أي لاعب آخر في الدوري الألماني.
وللعلم فإن دراما الجولة الأخيرة كررها البايرن للمرة الثالثة بعد 1986 و2000، وبات توخيل ثاني مدرب يقود البايرن في النصف الثاني من الموسم ويحقق اللقب بعد بيكنباور موسم 1993-1994، ومع ذلك ليس هناك ثناء على المدرب توخيل الذي لم يحسن التعامل مع مانشستر سيتي أوروبياً، وكأن خروج الهداف ليفاندوفسكي الذي انتقل إلى برشلونة مطلع الموسم أصاب البايرن بالعطب وليس أدل على ذلك أكثر من أن ليفا سجل في الموسم الفائت 35 هدفاً مقابل 14 لغنابري أفضل هدافي البافاري في هذه النسخة التي ذهب لقب الهداف فيها إلى نكونكو لاعب لايبزيغ وفولكروغ لاعب بريمن بستة عشر هدفاً.
الهبوط
بعد هبوط هيرتا برلين في الجولة قبل الأخيرة فقد هبط شالكه عندما خسر بأرض لايبزيغ بهدفين لأربع وسيلعب شتوتغارت مع صاحب المركز الثالث في الدرجة الثانية بعد تعادله مع هوفنهايم 1/1 وكان بحاجة إلى الفوز ولكن بوخوم استغل الموقف وانتقل إلى المركز الرابع عشر عقب فوزه على ليفركوزن 3/ صفر.
وهكذا سيلعب البايرن ودورتموند ولايبزيغ ويونيون برلين في دوري الأبطال للموسم القادم وسيلعب فرايبورغ في الدوري الأوروبي وليفركوزن في دوري المؤتمر.