شؤون محلية

مسؤول في محافظة دمشق لـ«الوطن»: رصد مختلف مواقع تجمع المياه لمعالجتها … غزارة الأمطار «المفاجئة» تستنفر المحافظة بمديرياتها الخدمية .. الأرصاد الجوية: لـ«الوطن»: الأمطار الربيعية طبيعية

| محمد منار حميجو- فادي بك الشريف

برهنت الأمطار التي شهدتها العاصمة أمس على رداءة وسوء عدد من الطرقات وسط عدم استكمال العديد من مشروعات الصيانة، الأمر الذي جعل بعض الشوارع والطرقات في دمشق عبارة عن بحيرات صغيرة.

خمس عشرة دقيقة فاضت بها دمشق كانت كفيلة باستنفار محافظة دمشق بمختلف مديرياتها الخدمية المعنية من صيانة وإشراف وخدمات والصرف الصحي، لمعالجة الاختناقات الحاصلة في بعض المناطق، خاصة بعد حدوث بعض تجمعات الوحل في بعض الأماكن، وتحول عدد من الطرقات إلى برك مائية مع بدء تساقط الأمطار.

«الوطن» تواصلت مع مدير مركز التنبؤ الجوي المركزي في دمشق شادي جاويش الذي أكد أن الأمطار التي شهدتها البلاد أمس تجاوزت المعدل في معظم المناطق ولم يبق إلا بعض المناطق لم تصل إلى المعدل، مشيراً إلى إلى أن نسبة الأمطار في فصل الشتاء الماضي كانت قليلة بسبب التأخر في وصول الكتل الهوائية الباردة على البلاد نتيجة التغيرات المناخية التي شهدتها البلاد وبالتالي تم تعويض الهطل القليل في الشتاء بفصل الربيع.

وفي تصريح لـ«الوطن» بين جاويش أن الأمطار الربيعية طبيعية ولكن هذا العام كانت ضمن المعدلات الطبيعية كما أننا شاهدنا انخفاضاً لدرجات الحرارة في هذا الفصل لم نكن معتادين عليها سابقاً، لافتاً إلى أن الأمطار التي تساقطت في فصل الربيع لا تفيد المزروعات بشكل كامل فالفائدة منها جزئية حتى إنها من الممكن أن تسبب ضرراً لبعض المزروعات في بعض المناطق كانجراف التربة بسبب تشكل السيول وغير ذلك.

وأضاف: هذه الأمطار تفيد السدود والبحيرات وغيرها من تجمعات المياه إضافة إلى أنها تكون داخلة في المعدل، موضحاً أن أمطار الشتاء تشكل نسبة 55 بالمئة من المعدل و25 بالمئة في فصل الخريف وفي فصل الربيع تكون 20 بالمئة، معتبراً أن أمطار الشتاء مفيدة كثيراً وخصوصاً الأمطار التي تساقطت في شهر شباط الماضي.

وفيما يتعلق بتساقط البرد أوضح جاويش أن حبة البرد هي عبارة عن قطرات مياه مكثفة وتحملها الغيوم ذات الامتداد الشاقولي والتي تحملها إلى الطبقات العليا في الجو، مشيراً إلى أنه ليست لها فائدة بل بالعكس من الممكن أن تسبب ضرراً للمزروعات.

وأشار جاويش إلى أنه أمس كانت ذروة المنخفض وأن درجات الحرارة تبدأ بالارتفاع بشكل طفيف اعتباراً من اليوم وتبقى هناك فرصة ضعيفة لهطل الأمطار على بعض المناطق الشمالية الشرقية وبالتحديد في منطقة الجزيرة ومن ثم تتلاشى الفرصة يومي الأربعاء والخميس ومن ثم تستقر الأجواء وتبدأ درجات الحرارة بالارتفاع، متوقعاً أن تصل درجات الحرارة يوم الجمعة المقبل إلى 35 درجة مئوية وهي تعتبر معدل شهر تموز وآب في فصل الصيف.

وفي تصريح لـ«الوطن» أكد مسؤول في محافظة دمشق (فضل عدم الكشف عن اسمه) أن سبب تجميع المياه ببعض المناطق يعود إما إلى عدم تعزيل المصارف المطرية الموجودة في أماكن تجمع المياه ما يجعلها غير سالكة بالشكل المطلوب، أو بالوضع الفني للطرقات.

وأضاف المصدر: فيما يخص تنفيذ أعمال الصيانة لأي طريق بإجراء تسوية وميل عرضي للطريق بالشكل الصحيح، ليتم تصريف المياه باتجاه الأطراف (الميل العرضي الجانبي) لتذهب باتجاه مصارف الطريق.

وقال: تم وضع عدد من مشروعات التزفيت طور التنفيذ خلال الفترة القادمة، مؤكداً أنه حسب خطة الخدمات حالياً يتم استكمال تنفيذ العقود من مديرية الإشراف بينما عقود عامي 2021-2022 يتم الإشراف عليها من مديرية الصيانة، علماً أن هناك 4 عقود قيد التنفيذ، ونسب إنجازها وصلت إلى 70 بالمئة، مع وجود مشروعات أخرى في مديرية الصيانة.

وحول وجود أي تراخ أو تقصير، بين المصدر أن دوائر الخدمات هي المسؤولة عن رفع الخطة لمديريات الدراسات والصيانة والإشراف، مؤكداً أن هناك توجيهاً بتنفيذ عقود التزفيت من مديرية الصيانة والإشراف عليها من المديرية، مقارنة مع السابق حيث كان يتم عبر مديرية الإشراف، مضيفاً: في حال لوحظ وجود سوء في الزفت والموقع المعني تنحصر المسؤولية بجهة الإشراف على الموقع.

وفيما يخص الطرقات أو الشوارع التي لم يطرأ عليها أي صيانة أو تزفيت، قال المصدر: من الممكن القيام بمد قميص إسفلتي لتوضع ضمن خطة التزفيت، علماً أن موضوع الشبكات المطريات من مسؤولية الصيانة ودوائر الخدمات.

وبين المصدر أنه يتم رصد مختلف المواقع وتجمع المياه في عدد من الحفر والطرقات ليصار إلى متابعة الموضوع، والقيام بأعمال المعالجة إما من دوائر الخدمات أو الصيانة.

من جانبه بين مدير شركة الصرف الصحي ميخائيل سمعان لـ«الوطن» استنفار جميع كوادر الشركة وتدخلها على صعيد تعزيل عدد من المصارف المطرية، مع القيام بأعمال تعزيل للأنفاق بشكل دوري.

في السياق تضع مديرية الصيانة خطة سنوية لعملية التزفيت وقشط العديد من الطرقات وحتى أعمال تأهيل الأرصفة بما فيها القيام بأعمال ترميم وقشط وتأهيل أرصفة، علماً أنه مع بداية كل عام تقر الخطة كاملة بالنسبة للشوارع المدرجة ضمن الصيانة لتتولى المديرية تنفيذ نسبة من الأعمال.

وكانت مديرية الصيانة قد حملت واقع تردي العديد من الشوارع والطرقات خلال السنوات الماضية، لظروف الأزمة وخاصة بعد التراكمات خلال 10 سنوات من عمر الحرب على سورية حيث توقفت فيها الأعمال، ما انعكس سلباً على إجراءات الصيانة خلال الفترة السابقة، لتقتصر الأعمال على التأهيل والمسائل الضرورية، ناهيك عن وجود معاناة وصعوبات في مسألة تأخر العقود وتوريد المواد وهذا ما ينعكس على موضوع الأسعار وتغيرها، منوهاً إلى الأولوية للطرقات التي تشهد أعداداً كبيرة من السكان.

فيما تؤكد المعلومات وجود متابعة ضمن توجيهات المحافظ بالعمل على تأهيل العديد من الشوارع والطرقات ضمن تنسيق بين مديريتي الإشراف والصيانة ومختلف المديريات والجهات المعنية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن