37 قتيلاً بعمليات إطلاق نار خلال عطلة نهاية الأسبوع في شيكاغو … «واشنطن بوست»: أزمة في أجهزة الشرطة تهدد أمن الولايات المتحدة
| وكالات
كشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية عن أزمة في أجهزة الشرطة تهدد أمن الولايات المتحدة تكمن في عزوف الأميركيين عن التقدم للحصول على وظائف في هذا السلك واستقالة آخرين، في حين أفادت الشرطة الأميركية بوقوع 37 قتيلاً وجريحاً في شيكاغو خلال عطلة نهاية الأسبوع نتيجة عمليات إطلاق نار.
وتحدثت «واشنطن بوست» في تقرير لها عن عزوف الأميركيين عن التقدم للحصول على وظائف لدى الشرطة الأميركية، واستقالة آخرين من سلكها، ما يؤدي إلى نقصٍ في عديدها ويهدد أمن الولايات المتحدة.
وقالت الصحيفة: إن نزوح رجال الشرطة المخضرمين زاد وسط تشديد إجراءات المساءلة بعد مقتل الشاب الأميركي من أصول إفريقية جورج فلويد عام 2020، وزيادة العداء من المجتمعات التي يراقبونها، وتطبيق قوانين العدالة الجنائية التي تسعى إلى تقليل عدد الأشخاص في السجون.
وأوضحت «واشنطن بوست» أن تعداد ضباط قسم شرطة سان فرانسيسكو انخفض بواقع أكثر من 600 ضابط، أي ما يقرب من نسبة 30 بالمئة من قوته، فيما تحتاج مدينة فينيكس في ولاية أريزونا إلى نحو 500 ضابط إضافي، كما أصبحت قوة شرطة العاصمة واشنطن أصغر مما كانت عليه منذ 50 عاماً.
ووفقاً لما قاله عدد من المسؤولين الحاليين والسابقين للصحيفة، فإن إدارات الشرطة في جميع أنحاء البلاد، تكافح لملء الوظائف الفارغة، لدرجة وصلت إلى إعلان حالة الطوارئ بين الموظفين بسبب تهديد الأمر للسلامة العامة.
ونقلت الصحيفة عن عدد من أستاذة القانون قولهم إن هذا الوضع لا يبشر بالخير بالنسبة لمستقبل الشرطة، وسيعطل عمليات التفاوض على خطط التحسين التي فرضتها المحكمة على الإدارات التي شابها سوء سلوك.
وحذّر خبراء القانون من انخفاض المعايير الأكاديمية للتوظيف من أجل ملء المناصب، كما سيعزز هذا الأمر ثقافة تُفضل الاحتفاظ بالضباط على المساءلة.
ومخاوف الخبراء تحققت بالفعل، حسب «واشنطن بوست»، عندما اعترف رؤساء أقسام شرطة إلينوي إنهم كانوا يخفضون معايير السجلات التعليمية والجنائية حتى يتمكنوا من تعيين الحد الأدنى من الموظفين.
ووفقاً للصحيفة، أدى هذا النوع من أزمة التوظيف إلى قيام رئيس بلدية ممفيس جيم ستريكلاند، بالإعلان عن حملة تجنيد لقسم الشرطة وسط ارتفاع معدل الجريمة في عام 2017.
وخفضت مدينة ممفيس معايير التدريب بشكل كبير استجابة للضغط لتخريج مزيد من الأفراد. ومن بين هؤلاء المجندين، أطلق خمسة رجال شرطة النار واتهموا بالقتل، في وقت سابق من العام الجاري.
ولملء أكاديميات الشرطة، وسّعت مدن المنطقة الجغرافية التي تجذب منها المجندين، وقدمت مكافآت توظيف وعقوداً متعددة السنوات وعدلت شروط القبول، وتم تخصيص كثير من موارد المدن في الإعلانات، وهي إستراتيجية يحذر دعاة إصلاح الشرطة من أنها ستؤدي إلى نتائج عكسية ما لم تنقل الإعلانات رسالة جديدة حول الغرض من الوظيفة.
وفي ظل هذا الواقع، أعلنت وسائل إعلام أميركية نقلاً عن الشرطة الأميركية مقتل وإصابة 37 شخصاً نتيجة عمليات إطلاق نار في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وحسب الشرطة الأميركية فإن تسعة أشخاص قتلوا وأصيب 28 آخرون، ومن بين المصابين فتاة تبلغ 14 عاماً، وأخرى في الـ16 من عمره، مشيرة إلى أن جميع القتلى فوق سن 20 عاماً، ومن بينهم امرأة تبلغ 69 عاماً.
ووقع إطلاق النار الأول في وقت متأخر من ليلة الجمعة، وأسفر عن إصابة فتى يبلغ 17 عاماً، فيما وقع إطلاق النار الأخير في وقت مبكر من يوم الأحد، ما أسفر عن مقتل رجل يبلغ 35 عاماً، وإصابة امرأة تبلغ 30 عاماً.
وتشهد الولايات المتحدة الأميركية مشكلة متزايدة تتمثل في حوادث إطلاق النار التي تحدث في أنحاء البلاد.
وفي بداية الشهر الجاري، أفاد موقع «سيمافور» بأن عدد عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة خلال عام 2023 بلغ ما يقرب من 202، أي ما يعادل 10.6 عمليات إطلاق نار أسبوعياً.
ويعد إطلاق النار الذي وقع في مدينة ألين، إحدى ضواحي دالاس الشمالية، ثاني أكبر حوادث إطلاق النار دموية في الولايات المتحدة هذا العام، وجزءاً من سلسلة هجمات قاتلة بالأسلحة النارية منذ بداية الشهر.