موسكو حذرت من انفجار كبير «يختمر» في أوروبا على خلفية الأحداث في كوسفو … بوتين يوقع قانون انسحاب روسيا من معاهدة القوات المسلحة التقليدية
| وكالات
وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس على قانون انسحاب روسيا من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، بعد تصويت البرلمان الروسي في وقت سابق بالموافقة، بينما جدد وزير الخارجية سيرغي لافروف تحذيره للغرب من مغبة تزويد أوكرانيا بطائرات «إف 16»، على حين دمرت القوات الروسية أهدافاً عسكرية معادية ومخازن أسلحة بمطارات في أوكرانيا بضربات عالية الدقة.
وحسب الموقع الإلكتروني لقناة «روسيا اليوم» فإن الكرملين نشر أمس الوثيقة التي وقعها الرئيس بوتين على بوابة الإنترنت الرسمية للمعلومات القانونية.
ومطلع الشهر الجاري، أصدر بوتين مرسوماً حول عزم روسيا الانسحاب من معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا، وتم تعيين نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ممثلاً للرئيس عند النظر في المبادرة أمام البرلمان الروسي بمجلسيه.
وتم التوقيع على معاهدة القوات التقليدية في أوروبا في باريس عام 1990، وفي عام 1999 تم توقيع نسخة محدثة من المعاهدة في قمة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في إسطنبول، وجرى التصديق على المعاهدة المعدلة من 4 دول فقط هي روسيا وبيلاروس وكازاخستان وأوكرانيا.
وفي عام 2007، علقت روسيا مشاركتها في معاهدة القوات المسلحة التقليدية في أوروبا «حتى تصدق دول الناتو على الاتفاقية وتبدأ في تنفيذ هذه الوثيقة بحسن نية».
في الغضون، جدد لافروف، تحذيره الدول الغربية من نيتها تدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات «إف-16»، وأكد أن لدى روسيا الوسائل اللازمة للرد على ذلك.
وقال لافروف في مؤتمر صحفي في العاصمة الكينية نيروبي التي وصلها أمس: «بالنسبة للدنمارك وهولندا وعزمهما على أن يكونا في طليعة أولئك الذين يدربون الطيارين الأوكرانيين على الطائرات الغربية، أولاً وقبل كل شيء، تسعيان لإرضاء رغبة المهيمن (الولايات المتحدة)، هذه الدول تتبع بنشاط خط واشنطن في الشؤون الأوروبية».
وحول رد الفعل الروسي، قال لافروف: «ليس لدي شك في أن قواتنا المسلحة لديها القدرة اللازمة على الرد على ذلك».
ونهاية الأسبوع الماضي، أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن الدنمارك وهولندا ستقودان «تحالفاً أوروبياً» من أجل تدريب قوات كييف على قيادة المقاتلات «إف-16».
وخلال المؤتمر الصحفي ورداً على سؤال بشأن المبادرة الإفريقية لإحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا قال لافروف: «هناك أطراف غربية لن تقبل إلا بما يسمى صيغة (الرئيس الأوكراني فلاديمير) زيلينسكي للسلام» مشيراً إلى أن «صيغة زيلينسكي للسلام هي التي يريدها الجميع والتي تنادي بها مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي ويطالبون الآخرين بالالتزام بها».
وأضاف لافروف بالقول: «اسمحوا لي أن أذكركم أن هذه الصيغة تعني انسحاب روسيا وقواتها من جميع الأراضي، بما فيها شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس والأراضي التي انضمت أخيراً إلى السيادة الروسية مثل مقاطعة زابوروجيه وخيرسون، وكذلك اعتزام الغرب عقد محكمة بشأن روسيا وقيادتها ودفع تعويضات من حسابات روسيا وفقط بعد كل هذا ستوافق أوكرانيا بلطف على توقيع نوع من معاهدة السلام».
من جهة ثانية، قال لافروف، إن روسيا تسعى مع الدول الإفريقية وكذلك دول أميركا اللاتينية لاعتماد العملات الوطنية وتقليص الاعتماد على الدولار.
وفي سياق منفصل، حذر وزير الخارجية الروسي من الأزمة الراهنة في بلغراد حول كوسوفو، وقال إنها تنبئ بانفجار كبير يختمر في وسط أوروبا.
وفي وقت سابق، وضع الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش الجيش الصربي في حالة تأهب قصوى، وذلك بعد شكاوى من مجلس الأمن القومي الصربي، يوم السبت الماضي، بأن وحدة «الناتو» في كوسوفو وميتوهيا «KFOR» لا تتصرف وفقاً لسلطتها بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1244، أثناء تحرك قوات شرطة كوسوفو شمال الإقليم واحتلالها بالقوة مباني بلديات مدن ليبوسافيتش وزوبين بوتوك وزفيكان.
ميدانياً، أعلنت الدفاع الروسية تدمير أهداف عسكرية معادية ومخازن أسلحة بمطارات في أوكرانيا بضربات عالية الدقة.
وحسب البيان اليومي لوزارة الدفاع الروسية عن سير العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا: «شنت القوات الروسية ضربة بأسلحة دقيقة بعيدة المدى من الجو ضد أهداف عسكرية معادية في المطارات في أوكرانيا، وتم تدمير مراكز قيادة ومراكز رادار، ومعدات طيران ومرافق تخزين ومستودعات أسلحة وذخائر مختلفة».