عربي ودولي

طهران ومسقط وقعتا أربع وثائق للتعاون في مجالات مختلفة … سلطان عُمان يختتم زيارة لإيران.. والخامنئي: تصب في مصلحة البلدين

| وكالات

أعلنت إيران وسلطنة عمان الاتفاق على تنظيم وثيقة تعاون إستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، وأكدتا على دور القطاع الخاص في تعزيز أفق التعاون الاقتصادي، وزيادة التبادل التجاري بينهما، كما رحبتا بتوطيد ثقافة الحوار في المنطقة لتسوية الأزمات والقضايا العالقة.

وفي بيان إيراني عماني مشترك صدر أمس في ختام زيارة السلطان هيثم بن طارق آل سعيد إلى طهران، أعرب الجانبان عن ارتياحهما للمستوى «الراقي» للعلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرين إلى نموها المتزايد وخاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التي تمت بدعوة من السلطان هيثم العام الماضي، وذلك وفق وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إرنا».

وعبر الجانبان عن حرصهما على توسيع متزايد للعلاقات في المستقبل، ودعمهما اللجان المشتركة وفرق العمل، وتبادل الزيارات في المجالات المتنوعة لمتابعة تنمية العلاقات.

وفي إطار تمتين العلاقات بين البلدين، ووضع أسس للمحافظة على ديمومتها، وجهت قيادتا البلدين حكومتيهما للعمل على التوصل إلى وثيقة التعاون الاستراتيجي بين البلدين والتوقيع عليها في مختلف المجالات التي تعزز التعاون المشترك والمنافع المتبادلة.

ووفق البيان، تبادل سلطان عمان والرئيس الإيراني آراءهما بشأن عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وأكّدا على أهمية مواصلة الجهود والمساعي الحميدة في المجالات الأمنية والسياسية والاقتصادية والثقافية المختلفة لترسيخ قواعد السلام والاستقرار في المنطقة، ورحّبا بتواصل المحادثات والمشاورات السياسيّة بين البلدين.

كما رحّب الطرفان بتوطيد ثقافة الحوار في المنطقة لتسوية القضايا العالقة، وتوطيد العلاقات بين دول الجوار بما يحقّق السّلام والازدهار الذي تطمح إليه جميع شعوب المنطقة.

وأعرب الرئيس الإيراني عن تقديره الكبير لجهود السلطان هيثم بن طارق وللنهج الحكيم والسياسات البنّاءة على الساحتين الإقليمية والدولية، والذي يسهم في تحقيق الاستقرار بالمنطقة.

بدوره، عبّر سلطان عُمان عن تقديره العالي لسياسة حسن الجوار التي تنتهجها الحكومة الإيرانية الثالثة عشرة، واعتبر التقارب والتعاون بين دول المنطقة عاملا مهما لتوطيد الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.

جاء البيان بعد محادثات الرئيسين ومسؤولي البلدين وعقب لقاء جمع قائد الثورة الإسلامية في إيران علي الخامنئي مع سلطان عمان أمس.

وأكد الخامنئي خلال اللقاء أن تعزيز العلاقات بين إيران وعمان يصب في مصلحة البلدين مرحباً في الوقت ذاته برغبة مصر استئناف العلاقات مع إيران وذلك حسب وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء.

وخلال اللقاء، وصف الخامنئي العلاقات بين إيران وسلطنة عمان بأنها عريقة ومتجذرة، وقال: نعتقد أن تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات يعود بالفائدة على الجانبين.

وأشار قائد الثورة الإسلامية في إيران إلى المباحثات بين الجانبين الإيراني والعماني، وقال: إن «النقطة المهمة في المباحثات بين الجانبين الإيراني والعماني هي أن هذه المباحثات ينبغي متابعتها بجدية حتى الوصول إلى نتائج ملموسة وتوسيع التواصل في نهاية المطاف».

وأكد الخامنئي أن زيادة التعاون بين عمان وإيران أمر مهم لأن البلدين يشتركان في ممر مائي مهم للغاية وهو مضيق هرمز.

ولفت إلى تصريح سلطان عمان بشأن رغبة مصر استئناف العلاقات مع ايران وقال: «نرحب بهذا الموقف وليس لدينا مشكلة في هذا الصدد»، كما رحب باستئناف العلاقات بين إيران والسعودية معتبراً أن استئناف العلاقات بين طهران والرياض جاء نتيجة السياسة الجيدة لحكومة رئيسي بشأن تعزيز العلاقات مع الجيران ودول المنطقة.

من جهة ثانية، أشار قائد الثورة الإسلامية الإيرانية إلى خطر وجود الكيان الصهيوني في المنطقة، وأكد أن الكيان الصهيوني وداعميه ينتهجون سياسة خلق الفتنة وانعدام السلام في المنطقة، داعيا جميع دولها للانتباه إلى هذه القضية.

وأعرب في الختام عن أمله في أن تستعيد الأمة الإسلامية «عظمتها» عبر تعزيز العلاقات بين الحكومات، وأن تعود طاقات وإمكانات الدول الإسلامية بالفائدة على جميع الشعوب والدول والحكومات الإسلامية.

بدوره شدد سلطان عُمان على أن سياسة بلاده مبنية على أساس تطوير العلاقات مع جيرانها، ولاسيما إيران، وقال: «تم خلال المباحثات في طهران، البحث وتبادل وجهات النظر حول مختلف مجالات التعاون، ونأمل عبر استمرار هذه المحادثات بالمزيد من تطوير العلاقات بين البلدين وأن تكون نتائجها العملية ملموسة لكلا الجانبين».

واختتم سلطان عمان أمس الإثنين، زيارة إلى إيران تلبية لدعوة رسمية من نظيره الإيراني استغرقت يومين أجرى خلالها محادثات مع رئيسي وكبار المسؤولين الإيرانيين حول العلاقات الثنائية بين البلدين وآخر المستجدات في المنطقة، ورافق سلطان عمان عدد من الوزراء وكبار المسؤولين العمانيين.

وأول من أمس الأحد وصل سلطان عمان إلى العاصمة الإيرانية طهران، حيث عٌقد في اليوم ذاته اجتماع مشترك بين الوفد العماني برئاسته والرئيس الإيراني وجمع من كبار المسؤولين الإيرانيين.

وخلال الزيارة، وقع مسؤولو البلدين أربع وثائق للتعاون في المجالات الاقتصادية والاستثمارات والتعاون في المناطق الحرة وقطاع الطاقة.

وقال الرئيس الإيراني خلال الاجتماع المشترك للوفدين رفيعي المستوى الإيراني والعماني إن طهران ومسقط لديهما وجهات نظر مشتركة حول التعاون الإقليمي وتعزيز واستقرار الأمن والسلام والازدهار لشعوب المنطقة وأضاف إن العلاقات بين البلدين ارتقت من المرحلة التجارية إلى مرحلة الاستثمار.

سلطان عمان، بدوره أكد تحسن مستوى العلاقات الثنائية بين البلدين، وقال: «بعد زيارة الرئيس رئيسي إلى عمان العام الماضي، تحسن مستوى العلاقات الثنائية والتعاون الإقليمي بين البلدين بشكل ملحوظ، وعلى الرغم من أن حجم التبادل التجاري قد تضاعف، ولكن بالنظر إلى الطاقات والمجالات المتنوعة والمواتية للبلدين، ما زلنا بعيدين عن المستوى المطلوب للعلاقات ويجب أن نجعل هذه القدرات حقيقة واقعة بمزيد من الجهود».

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن