سورية

التنظيم يحكم قبضته على اقتصاد إدلب … مصادر محلية: «النصرة» نقل نحو 90 «مسيّرة» من تركيا إلى إدلب

| وكالات

بينما تحدث تقرير عن أن تنظيم «جبهة النصرة» الإرهابي يحكم سيطرته من خلال شبكة مؤلفة من عدة أشخاص وعدد من الشركات على المفاصل الاقتصادية في مناطق سيطرته شمال غرب البلاد، كشفت مصادر محلية عن حصول التنظيم على ما يقرب من 90 طائرة مسيّرة معدلة تم نقلها من الأراضي التركية باتجاه مدينة سرمدا بريف إدلب منذ نحو شهر.
وأفادت المصادر المحلية حسبما ذكر موقع «أثر برس» الإلكتروني بأن أحد قياديي «النصرة» المدعو أبو خطاب، استقدم هذه الطائرات بعد التنسيق مع حرس الحدود التركي «الجندرما» وأدخلها على دفعات عبر أحد المعابر باتجاه مدينة سرمدا القريبة من الحدود السورية- التركية ونقلها إلى أحد المقرات التابعة لـلتنظيم في تلك المنطقة.
وأكدت أن «النصرة» أنشأ معملاً لتعديل الطائرات المسيّرة بالقرب من أحد المخيمات في منطقة سرمدا الحدودية مع تركيا، وذلك منعاً لاستهدافه من الطيران الحربي، حيث يشرف على هذا المعمل عناصر من الجنسية الفرنسية والبريطانية يعملون على تعديل الطائرات المسيّرة وتذخيرها بمواد شديدة الانفجار، ليتم نقلها لاحقاً بسيارات تابعة لمنظمة «الخوذ البيضاء» التابعة لـ«النصرة» سرياً ولحمايتها من الاستهداف، مشيرة إلى أن هذه الطائرات تصل إلى مناطق الاشتباك القريبة من خطوط التماس جنوبي إدلب وغربي حماة وريف اللاذقية الشمالي الشرقي.
ونقل الموقع عن مصدر ميداني تأكيده أن الجيش العربي السوري أسقط في الأشهر القليلة الماضية 12 طائرة مسيّرة في محور ريف إدلب وسهل الغاب وريف اللاذقية، ويعتمد كمائن متقدمة مهمتها الرصد والاستطلاع والتعامل مع مثل هذه الطائرات بالمضادات الأرضية.
وخلال الأيام القليلة الماضية استهدف الطيران الحربي الروسي أحد مقرات «النصرة» بمحيط بلدة فليفل بجبل الزاوية جنوبي إدلب، وتبيّن أن المقر هو ورشة تحوي داخلها معدات لوجستية حيث يتم وضع اللمسات الأخيرة على الطائرات المسيّرة قبل استخدامها، وقد تم تدمير الورشة بالكامل وقتل 9 مسلحين بينهم جنسيات أجنبية، في حين أسقط الجيش العربي السوري طائرة مسيّرة مذخرة بمحيط مدينة سراقب أول من أمس باستهدافها بالمضادات الأرضية.
في الأثناء تحدث تقرير نشرته مصادر إعلامية معارضة عن أن مفهوم «النخبة أو الصفوة» بات هو الأكثر جدلاً في شمال سورية، ولاسيما في إدلب الخاضعة لسيطرة «النصرة»، موضحاً أن من يتصفون بهذا المفهوم هم القلة التي لديها إمكانات كثيرة وتحتكر الثروة والسلطة ومصادر القوة، ما يؤدي إلى الطغيان والفساد الذي يعجّل بالانهيار.
ونقل التقرير عن مصدر من «النصرة» أن الشخصيات والشركات المتحكمة بالمفاصل الاقتصادية في مناطق نفوذ التنظيم جميعها تعود إلى شخص واحد، في إشارة إلى زعيم التنظيم الإرهابي أبو محمد الجولاني.
وذكر المصدر أن «المعابر» وإدخال المواد الغذائية والمحروقات والسيارات، وقطاع العقارات واللحوم والدواجن تسيّرها هيئات وشركات عدّة تحت أسماء مختلفة تابعة لـ«النصرة»، والمسؤول المباشر عنها شخص يدعى «مصطفى قديد» الملقب «أبو عبد الرحمن الزربة» ويراقب عملها شخص آخر يُطلق عليه اسم «المغيرة».
وأشار إلى أن هنالك في مدينة إدلب شركة يُطلق عليها اسم «زاجل» وهي تسيطر على شركات النقل الداخلي، وهي المسؤولة الأولى عن إدخال المواد الغذائية ودخول وترخيص السيارات الأوروبية أيضاً في إدلب.
أمّا ما يتعلق باللحوم والدواجن، فذكر المصدر أن الشركة المسيطرة على هذا القطاع تدعى «شركة اليمامة»، ويديرها رئيس ما يسمى مجلس مدينة إدلب، خير الدين السيد عيسى، وظهرت مؤخراً شركة أخرى تدّعي أنها منافسة، إلا أنهما يتبعان لجهة واحدة.
وبما يتعلق بقطاع المحروقات، فقد أوضح المصدر أن الشركات التي رخصت مؤخراً تشرف على عمل هذه الشركات وتمولها شركة تدعى «نماء» وهي مختصة بتشغيل الأموال للمواطنين، مبيناً أن الشركة تبيع أسهماً للأهالي بسعر 100 دولار أميركي للسهم الواحد، ومن عائدات المحروقات ومحطات الوقود توزع أرباحاً لأصحاب الأسهم بما يعادل 2 أو 3 بالمئة شهرياً، وكل ذلك تحت إشراف «الزربة».
وأشار مصدر محلي آخر، إلى أن قطاع العقارات والمقاولات والإنشاءات مسؤول عنها المدعو «أبو إبراهيم سلامة» وهو متزعم في «النصرة» بحلب.
ولفت إلى أن المدعو «خليفة»، الذي وصفه بـ«الأخطبوط»، اسمه محمود خليفة، وهو المسؤول الآن عن كل عمليات «الاستيراد»، وله نفوذ واسع بريف حلب الشمالي ومناطق إدلب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن