مقتل مستوطن إسرائيلي في عملية للمقاومة شمال طولكرم … رام اللـه تدعو أعضاء مجلس الأمن لزيارة الأرضي المحتلة ومشاهدة معاناة الفلسطينيين
| وكالات
دعت وزارة الخارجية الفلسطينية أمس الثلاثاء أعضاء مجلس الأمن وجميع المنظمات الدولية إلى زيارة الأرض الفلسطينية المحتلة لمشاهدة ما يواجهه الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال من استيطان واضطهاد وتنكيل ونظام فصل عنصري «أبرتهايد»، في حين نفذت المقاومة الفلسطينية أمس رداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة عملية شمال مدينة طولكرم في الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل مستوطن.
وحسب وكالة «وفا»، أدانت الخارجية الفلسطينية في بيان أمس جرائم المستوطنين ضد الفلسطينيين وأرضهم وممتلكاتهم ومنازلهم ومقدساتهم والتي كان أحدثها إشعالهم النار أول من أمس في المزروعات والأشجار والمنازل في بلدتي برقة شمال نابلس ودير دبوان شرق رام الله، مشيرة إلى أن هذه الاعتداءات تشهد تصعيداً خطيراً ومتسارعاً في القدس وعموم الضفة الغربية بحماية من قوات الاحتلال.
وأعربت الخارجية الفلسطينية عن استيائها الشديد لضعف ردود الفعل الدولية على تلك الجرائم وعدم ارتقائها إلى مستوى معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال مطالبة بضغوط حقيقية على سلطات الاحتلال لوقفها وإجبارها على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية.
في غضون ذلك، ورداً على جرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة نفذت المقاومة الفلسطينية أمس عملية بطولية شمال مدينة طولكرم في الضفة الغربية، أسفرت عن مقتل مستوطن.
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية أن شاباً فلسطينياً أطلق النار على مستوطن قرب مستوطنة مقامة شمال طولكرم، ما أدى إلى إصابته بجروح خطيرة قتل لاحقاً متأثراً بها، بينما تمكن المنفذ من الانسحاب.
وبمقتل المستوطن يرتفع عدد قتلى الاحتلال في العمليات التي نفذتها المقاومة الفلسطينية منذ مطلع العام الجاري إلى 20، إضافة لإصابة أكثر من 50.
في المقابل، أصيب عدد من الطلبة والمعلمين الفلسطينيين أمس، نتيجة اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي عليهم في بلدة حوارة جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية.
وأوضح رجا عواد مدير مدرسة عمر بن الخطاب الأساسية للبنين في البلدة لوكالة «وفا» أن قوات الاحتلال أطلقت قنابل الصوت والغاز السام تجاه الطلبة والمعلمين أثناء خروجهم من المدرسة، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بحالات اختناق.
وأشار عواد إلى أن قوات الاحتلال تحاول منذ شهر عرقلة المسيرة التعليمية في المدرسة عبر إرهاب الطلبة وملاحقتهم ومحاولة اقتحام المدرسة أكثر من مرة، مشيراً إلى أن المعلمين بالتعاون مع الأهالي يضطرون يوميا إلى الانتشار على طول الطريق المؤدية إلى المدرسة، لتأمين وصول الطلبة إلى المدرسة ومغادرتهم.
وأكد عواد أن طلاب المدرسة التي تضم 500 طالب من الصف الأول حتى السابع الأساسي يعانون التوتر والخوف من الوصول إلى المدرسة، نتيجة ممارسات الاحتلال العدوانية.
على خطٍّ موازٍ، أطلقت قوات الاحتلال المتمركزة على المدخل الغربي لقرية المغير شرق رام اللـه قنابل الغاز السام والصوت باتجاه طلبة المدارس والأهالي، دون أن يبلغ عن تسجيل إصابات، بينما تواصل حصارها للقرية لليوم الثامن عشر.
في الغضون، شارك مئات الفلسطينيين أمس في وقفات بمدن عدة في الضفة الغربية دعماً للأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، مطالبين المجتمع الدولي بالضغط عليه للإفراج عنهم.
وذكرت وكالة «وفا» أن المشاركين في الوقفات التي دعت لها القوى الوطنية الفلسطينية أمام مقار الصليب الأحمر في مدن قلقيلية وطوباس وجنين وبيت لحم والبيرة رفعوا العلم الفلسطيني واللافتات المنددة بانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى وصور الأسرى المرضى، وفي مقدمتهم وليد دقة وعاصف الرفاعي المصابان بالسرطان.
وقال مدير هيئة شؤون الأسرى والمحررين في قلقيلية نائل غنام: إن سلطات الاحتلال تمعن في التنكيل بالأسرى، وما يتعرض له الأسير وليد دقة هو تصفية علنية أمام مرأى العالم ومسمعه ودليل جديد على ممارسة الاحتلال لسياسة إعدام الأسرى داخل الزنازين.
من جهته أوضح ممثل هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير في طوباس جمال بني عودة أن ما يتعرض له الأسرى من انتهاكات وممارسات عدوانية يتطلب تدخلاً من المؤسسات الحقوقية ومؤسسات حقوق الإنسان الدولية للضغط على الاحتلال والإفراج عنهم، مشدداً على أهمية مواصلة وقفات الدعم للأسرى في جميع أنحاء فلسطين والعالم.
من جانبه، أشار منسق فصائل العمل الوطني في جنين راغب أبو دياك إلى أن عدد الأسرى المرضى داخل معتقلات الاحتلال وصل إلى 600 أسير بينهم 200 مصاب بأمراض مزمنة و23 مصاباً بالسرطان، مطالباً أحرار العالم بالتحرك العاجل للإفراج الفوري عنهم.
بدوره بين ممثل القوى الوطنية الفلسطينية في بيت لحم محمد الجعفري أن الأسرى أفنوا أعمارهم لتعبيد طريق الحرية، وأن الفلسطينيين باقون على عهد الوفاء للأسرى وسيواصلون النضال حتى تحريرهم.
مدير نادي الأسير في البيرة عبد اللـه الزغاري لفت من جانبه إلى أن سلطات الاحتلال ترتكب أبشع الجرائم بحق الأسرى، وفي مقدمتها سياسة الإهمال الطبي المتعمد وحرمان الأسرى المرضى من الحصول على العلاج اللازم، موضحاً أن الفلسطينيين سيواصلون جهودهم للإفراج عن الأسيرين دقة والرفاعي وإنقاذهما من الموت المحدق الذي يواجهانه.