السعودية وأميركا تجددان التأكيد على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار في السودان … «يونيسيف»: 14 مليون طفل بحاجة للمساعدات والبرهان: الجيش لم يستخدم بعد «كامل قوته»
| وكالات
أعلن رئيس مجلس السيادة الانتقالي قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، أمس الثلاثاء، أن قواته لم تستخدم بعد «كامل قوتها المميتة» في الصراع الدائر بالبلاد منذ أسابيع، في حين جددت السعودية والولايات المتحدة التأكيد على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية في السودان، بدورها أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» أمس أن الصراع الدائر في السودان، تسبب في احتياج نحو 14 مليون طفل لمساعدات إنسانية بشكل عاجل.
وحسب موقع «سكاي نيوز»، أوضح البرهان في بيان نشره مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية خلال تفقده قوات الجيش ببعض المواقع أن القوات المسلحة تخوض المعركة نيابة عن شعبها، ولم تستخدم بعد «كامل قوتها المميتة» لكنها ستضطر إلى ذلك إذا لم ينصع العدو أو يستجب لصوت العقل، حسب تعبيره، في إشارة إلى قوات «الدعم السريع».
وأشاد البرهان بما اعتبرها «وقفة الشعب السوداني بكامله خلف جيشه، رغم المعاناة التي يعيشها منذ ما يقرب من الشهرين»، مشيراً إلى أن جميع المناطق والفرق لا تزال محتفظة بكامل قواتها، بعد أن بسطت سيطرتها على جميع أنحاء البلاد.
وبشأن تمديد الهدنة، أكد البرهان الموافقة عليها بغرض تسهيل انسياب الخدمات للمواطنين الذين أنهكتهم تعديات المتمردين، ونهبوا ممتلكاتهم وانتهكوا حرماتهم وعذبوهم وقتلوهم من دون وازع أو ضمير، حسب البيان.
بدورها جددت السعودية، والولايات المتحدة أمس التأكيد على أهمية اتفاقية وقف إطلاق النار والترتيبات الإنسانية في السودان.
وحسب «سبوتنيك»، قالت الخارجية السعودية، في بيان لها: إن «الأطراف السودانية المتنازعة قد اتفقتا على تمديد اتفاقية 20 أيار وتمديد وقف إطلاق النار بينهما لمدة 5 أيام أخرى، وذلك لإتاحة الفرصة للمنظمات الإنسانية للقيام بأعمالها، واستلام المزيد من المساعدات الإنسانية للشعب السوداني».
وأدانت السعودية والولايات المتحدة استمرار الهجمات الجوية مناشدين الطرفين بضرورة الالتزام بالهدنة لمدة خمسة أيام جديدة والامتناع الكامل عن أي أعمال مسلحة.
وختم البيان: ونظراً لاستمرار معاناة الشعب السوداني كنتيجةٍ لهذا الصراع المدمر، فإن المملكة والولايات المتحدة تجددان التزامهما للشعب السوداني، وتطالبان بالتزام الطرفين بما وقّعا عليه من التزامات لوقف إطلاق النار المؤقت لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية.
واتفق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مساء أمس الأول، على تمديد وقف إطلاق النار لمدة 5 أيام.
وقال المكتب الأميركي للشؤون الإفريقية، في بيان له: إن التمديد سيتيح الوقت لمزيد من المساعدات الإنسانية واستعادة الخدمات الأساسية ومناقشة احتمال التمديد لفترة أطول.
وأشار البيان إلى أن الولايات المتحدة والسعودية رحبتا باتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 20 أيار 2023 لمدة خمسة أيام.
في غضون ذلك، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف»، أن الصراع الدائر في السودان، تسبب باحتياج 14 مليون طفل لمساعدات إنسانية بشكل عاجل.
وحسب وكالة «سبوتنيك»، قالت المديرة الإقليمية لليونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أديل خضر، في تقرير للمنظمة: إنه مع تجاوز الصراع في السودان عتبة ستة أسابيع، هناك أكثر من 13.6 مليون طفل في حاجة ماسة للدعم الإنساني المنقذ للحياة، وهو أعلى رقم تم تسجيله على الإطلاق في البلاد، وأضافت في هذا الصدد إن «يونيسف» تطالب بجمع مبلغ 838 مليون دولار أميركي لمعالجة الأزمة.
وفي السياق ذاته، قالت المديرة الإقليمية لليونيسف: إنه مع احتدام الصراع في السودان، تستمر الخسائر بين الأطفال بالتزايد كل يوم، مضيفة: هؤلاء الأطفال ليسوا مجرد أرقام، بل هم أفراد لديهم عوائل وأحلام وتطلعات، هم مستقبل السودان، ولا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي في حين يمزق العنف حياتهم، ويستحق أطفال السودان فرصة للبقاء والازدهار، ولا ينبغي أن يدخر جميع الفاعلين أي جهد لحماية الأطفال وحقوقهم.
وأشارت خضر إلى أن الوضع قبل النزاع في السودان كان بالفعل مأساوياً بالنسبة للأطفال، وبلغ الآن مستويات كارثية، إذ لا يمكن الاعتماد على الغذاء والمياه الصالحة للشرب والكهرباء والاتصالات السلكية واللاسلكية، ولا يمكن الوصول إليها ولا يمكن تحمل تكاليفها، وفرّ أكثر من مليون شخص من ديارهم وتشردوا داخلياً في السودان، بما في ذلك 319 ألف شخص عبروا الحدود إلى البلدان المجاورة حتى الآن، ويعتقد أن نصفهم من الأطفال.
وأكدت أنه من دون استجابة إنسانية فورية وواسعة النطاق، سيكون لعواقب النزوح ونقص الخدمات الاجتماعية الأساسية والحماية آثار مدمرة -وطويلة الأجل- على الأطفال.
وحسب «سكاي نيوز»، قال سكان: إن الاشتباكات هدأت في العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، بعد اتفاق الجيش وقوات الدعم السريع على تمديد وقف إطلاق النار، لكن كان بالإمكان سماع دوي إطلاق النيران في بعض المناطق.
ووافق طرفا الصراع الذي اندلع في منتصف نيسان الماضي على تمديد وقف إطلاق النار الذي استمر أسبوعاً لمدة 5 أيام أخرى قبيل موعد انتهائه الذي كان مقرراً مساء أول من أمس الإثنين، ويهدف الاتفاق على تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وقبل ساعات من توقيع تمديد وقف إطلاق النار، تحدث سكان عن اندلاع قتال عنيف في مدن الخرطوم وأم درمان وبحري التي تشكل معاً ولاية الخرطوم ولا يفصلها عن بعضها بعضاً سوى ضفاف النيل المتقابلة.
وتسبب الصراع في نزوح ما يقرب من 1.4 مليون شخص من ديارهم ومن بينهم ما يربو على 350 ألف شخص عبروا الحدود إلى بلدان مجاورة.
وتعرضت مناطق في العاصمة لأعمال نهب كبيرة وتعاني انقطاعاً متكرراً للكهرباء والمياه، وتوقفت معظم المستشفيات عن العمل.
واندلع الصراع منتصف نيسان بسبب خلافات حول خطة مدعومة دولياً تحدد تفاصيل عملية انتقالية تنتهي بإجراء انتخابات تحت إشراف حكومة مدنية.
وأعلن المبعوث الأممي إلى السودان، فولكر بيرتس، مقتل 900 شخص بينهم أطفال، وإصابة 3500 آخرين في السودان جراء الاشتباكات المسلحة، متهماً طرفي الصراع بانتهاك القانون الإنساني الدولي.