تحية للأستاذ المعلم ولذلك الإنسان نزار صابور … د. لبانة مشوّح: من الجميل أن يكرم المرء من طلابه في حياته وقد أينعت ثمارهم وأصبحوا زملاء إبداع له
| مايا سلامي - تصوير طارق السعدوني
بمشاركة 12 فناناً وفنانة اجتمعوا على حب وتقدير معلمهم الذي سار معهم خطوة بخطوة يلقنهم الفن وأسمى معاني الحب والوفاء التي صاغوها بأعمالهم وبرسائل الشكر التي رافقتها في معرض « تحية للأستاذ المعلم ولذلك الإنسان.. نزار صابور» الذي افتتح في غاليري آرت هاوس مساء الإثنين بدمشق.
بذرة طيبة
وفي تصريح لوسائل الإعلام بينت وزيرة الثقافة د. لبانة مشوّح أن المعرض هذا لخريجين أصبحوا فنانين سوريين نعتز بهم أينما كانوا، وأثبتوا أنهم بذرة طيبة في أرض طيبة تزهر وتثمر الآن، منوهة بأن أجمل ما في المعرض غير التقنيات الرائعة والموضوعات الجميلة هو الوفاء والإهداءات التي كتبها كل فنان لأستاذه المعلم الكبير نزار صابور أطال اللـه في عمره وأمده بالصحة ودوام العطاء، فكلهم محب له يعترف بفضله.
ولفتت إلى أن هذا ثالث معرض للفن التشكيلي يكون إهداؤه لهذا الأستاذ العظيم، مؤكدة أنه من الجميل أن يكرم المرء من طلابه في حياته وأن يراهم وقد أينعت ثمارهم وأصبحوا زملاء إبداع له في العالم، وهو فخور بهم جداً بقدر محبتهم وفخرهم به.
فخر شديد
وقال الفنان التشكيلي نزار صابور: «أنظر بفخر شديد لكل هذه التجارب وأعتقد أنه أينما ذهب هؤلاء الشباب فسيرفعون اسم البلد عالياً، فقسم كبير منهم استطاع أن يحقق لنفسه حضوراً كبيراً ليس على المستوى التقني فقط وإنما على المستوى الفكري أيضاً، وأريد أن أقول إنه إلى جانب المشاركين اليوم كان هناك مجموعة كبيرة من الشباب الذين أرادوا المشاركة في هذا المعرض ولكن للأسف لم يجدوا طريقة لنقل الأعمال من خارج سورية».
وأضاف: «أنظر لهم جميعاً بفخر ولليوم هم أصدقائي، ولا يسعني أن أجد كلمات مناسبة تعبر عن شعوري في مثل هذا اليوم، لكنني سعيد بأن كل هذا الوقت الذي أمضيته معهم لم يذهب سدى دون فائدة أو أثر، وأنا أعتقد أن أهم ما علمته للطلاب على مدى 30 عاماً هو أنه من خلال الفن يمكن أن نصبح بشراً أكثر وننتصر على الشر، أتمنى لهم التوفيق والاستمرار».
تعبير عن المحبة
كما تحدثت منسقة المعرض الفنانة سراب عيسى عن آلية تنظيم هذا المعرض قائلة: «فكرة المعرض بدأت عندما زرت الكلية مصادفة في شهر أيلول الماضي والتقيت الدكتور نزار وأخبرني أنه يعمل على أوراق استقالته، فشعرت أنه من الواجب تكريمه بعد الجهد الكبير الذي بذله في تعليمنا، والمشاركون اليوم ينتمون لعدة دفعات بدءاً من خريجي عام 1991 وصولاً إلى خريجي عام 2022، وفكرتنا كانت أن نعبر له عن محبتنا قبل سفره إلى روسيا، فتواصلت مع جميع طلابه وبعضهم من المقيمين في الخارج وكلهم وافقوا على هذه الفكرة وأرسلوا أعمالهم».
وأشارت إلى أن الدكتور نزار على الصعيد المهني يقوي شخصية طلابه ويجعلهم أحراراً في تعاملهم مع لوحاتهم وأعمالهم، وعلى الصعيد الروحي يعلم الحب ونشر الخير والسلام وأجمل شيء حدث معنا أننا تعلمنا الفن على يد الأستاذ الكبير نزار صابور.
إنسان استثناء
وقالت الفنانة التشكيلية د. محار داؤد: «أتذكر الدكتور نزار صابور بشكل رائع وهو أستاذي الأول قبل أن أدخل كلية الفنون الجميلة التي درسني بها أيضاً، وبعد تخرجي بقينا على تواصل دائم وأخذت جزءاً كبيراً من أعماله كنماذج لرسالتي في الدكتوراه، وهو إنسان استثناء عاقل ومفكر حر جداً، لكن فقط في العمل الفني وبالحياة هو شخص يلتزم منظومة عقلية وأخلاقية جيدة جداً كمعلم وكفنان».
وأضافت: «شاركت في هذا المعرض بعملين الأول هو غرافيك أنجزته عام 2021 في أثناء فترة دراستي في موسكو، والعمل الثاني أنجزته عام 2023 وهو مكرس لتكريم الدكتور نزار برؤيته الفنية، والعملان يصبان بفكرة قراءة بصرية قديمة كجزء من عمل معاصر وهو المبدأ العام الذي يعمل به الأستاذ نزار».