رياضة

نهائي الدوري الأوروبي يجمع ضيفي المسابقة … الجيلاروسي بقيادة مورينو أول مدافع عن سمعة الكالشيو … الزعيم الأندلسي لتعويض الموسم المحلي المخيب

| خالد عرنوس

تتجه أنظار عشاق الكرة الأوروبية عموماً والإيطالية والإسبانية على وجه الخصوص إلى ملعب بوشكاش استاديوم في العاصمة المجرية بودابست الذي سيكون مسرحاً لنهائي الدوري الأوروبي لموسم 2022/2023 والذي يجمع إشبيلية الإسباني زعيم المسابقة مع روما الإيطالي حامل لقب دوري المؤتمر الأوروبي في نسختها الأولى والساعي إلى لقب أول على مستوى المسابقة، وتعد المواجهة الثالثة بين الفريقين من البلدين العريقين على مستوى البطولات القارية في المسابقة وهما الضيفان الطارئان على المسابقة هذا الموسم، فالفريق الإسباني شارك أولاً بدوري الأبطال وحل ثالثاً في مجموعته لينزل إلى اليوروباليغ كما تقر قوانين الاتحاد الأوروبي على حين أحمر العاصمة الإيطالية شارك في المسابقة بعد تتويجه بطلاً لمسابقة دوري المؤتمر، والمواجهة هي الثانية فقط بين الفريقين والأولى كانت في دور الستة عشر للمسابقة ذاتها في موسم 2019/2020 وأقيمت من مباراة واحدة بسبب كورونا وفاز يومها إشبيلية بهدفين دون ردّ، المباراة تنطلق في العاشرة مساءً بتوقيت دمشق ويقودها الحكم الإنكليزي أنتوني تايلور الذي سبق له أن أدار نهائي مسابقة دوري الأمم الأوروبية 2021 للمنتخبات ومباراة السوبر الأوروبية 2020 وكانت على الملعب ذاته وجمعت بايرن ميونيخ وإشبيلية.

تعويض مثالي

بنظرة سريعة إلى طرفي النهائي نجد أنهما يبحثان عن اللقب لإضافة لقب سابع بالنسبة لإشبيلية في المسابقة ولقب قاري ثانٍ لروما والأهم في الوقت الحالي تعويض خيبات الموسم محلياً خاصة أن الفائز باللقب سيحجز مقعداً في دوري المجموعات لدوري أبطال أوروبا للموسم القادم، فكبير الأندلس لن يحتل أفضل من المركز الثامن مع بقاء جولة واحدة من الليغا وهو ما يعني غيابه عن المشاركة الخارجية ولم يكن الجيلاروسي أفضل كثيراً خاصة وهو يحتل المركز السابع حالياً بالدوري وربما يحجز مقعداً في الدوري الأوروبي بأحسن الأحوال وهو ما يجعل من نهائي الليلة غاية في القوة والإثارة، ولا ننسى سعي المدرب جوزيه مورينو للظفر باللقب الثالث في اليوروباليغ مع ثلاثة أندية مختلفة وبالتالي إعلان أنه مازال فاعلاً في ساحة المدربين الكبار، وأشرف ابن الستين عاماً على روما في 108 مباريات في كل المسابقات منذ صيف 2021 ففاز بـ54 مباراة وتعادل بـ24 وخسر 30 مرة، على حين يطمح المدرب الإسباني خوسيه ميندليبار لتحقيق إنجازه الأول على مستوى الكبار محلياً وأوروبياً علماً أنه يبلغ من العمر 62 عاماُ، وقد تسلم هذا المدرب العجوز الإدارة الفنية لإشبيلية في الحاد والعشرين من شهر آذار وقاده خلال 15 مباراة بكل المسابقات (8 انتصارات و5 تعادلات وهزيمتان).

نجوم وأضواء

على أرض الملعب تبدو كفة الفريقين متساوية تقريباً من خلال استعراض أبرز نجوم الفريقين والتشكيلة المتوقع أن يبدأ بها المدربان، فجوزيه مورينو يعتمد على الحارس روي باتريسيو والمدافعين: البرازيلي روجر إيبانيز والإنكليزي كريس سمولينغ والتركي زكي سيليك وربما الإيطالي ليوناردو سبينازولا في الوسط هناك الهولندي جورجينيو فينالدوم والطليان لورينزو بيليغريني وجيانلوكا مانشيني وبريان كريستانتي إضافة إلى الصربي نيمانيا ماتيتش والبولندي نيكولا زيلنيسكي، وفي الخط الأمامي الإنكليزي تامي إبراهام والإيطاليان أندريا بيلوتي وستيفان الشعراوي والأرجنتيني باولو ديبالا.

وفي الطرف المقابل يبدأ الأمر وينتهي بالمغربيين الحارس ياسين بونو ورأس الحربة يوسف النصيري سيكون الاعتماد على الأرجنتينيين غونزالو مونتيل وماركوس أكونيا في الدفاع وإيريك لاميلا ولوكاس أوكامبوس في الهجوم ويبقى الكرواتي إيفان راكتيتش صمام الأمان في خط الوسط إلى جانب الإسبان جوان جوردان وأوليفير توريس وخيسوس نافاس والصربي نيمانيا غودلي والبرازيلي فرناندو، ويدخل الإسبان رافا مير فيسينتي وسوسو وريان جيل في الحسابات الهجومية.

مشوار الفريقين

عندما وصفناهما بالضيفين فقصدنا أن روما شارك في هذه المسابقة كمكافأة على تتويجه بدوري المؤتمر الأوروبي على حين إشبيلية شارك بالأساس بدوري الأبطال بعدما احتل المركز الرابع بالليغا في الموسم الماضي، وحل كبير الأندلس بالمركز الثالث ضمن المجموعة السابعة عقب خسارتيه أمام مان سيتي الإنكليزي صفر/4 و1/3 وتعادله مع دروتموند الألماني 1/1 عقب الخسارة في إسبانيا 1/4 وفوزه على كوبنهاغن الدانماركي 3/صفر بعد التعادل سلباً، وفي أول أدوار الإقصاء تجاوز إيندهوفن الهولندي بالفوز 3/صفر والهزيمة إياباً صفر/2، وفي دور الـ16 تخطى فنربخشه التركي بالسيناريو ذاته ففاز ذهاباً 2/صفر وخسر إياباً صفر/1، وفي ربع النهائي تعادل مع مانشستر يونايتد الإنكليزي 2/2 ثم فاز عليه بالثلاثة، وفي نصف النهائي تعادل مع يوفنتوس الإيطالي في تورينو 1/1 وفاز في الأندلس 2/1 بعد وقتين إضافيين.

وحل روما وصيفاً لريال بيتيس الإسباني جار إشبيلية اللدود في المجموعة الأولى للدوري الأوروبي بعدما خسر أمامه في الأولمبيكو 1/2 وتعادلا إياباً 1/1، وفاز روما على لودغوريتس البلغاري 3/1 بعدما خسر ذهاباً 1/2 وفاز على هلسنكي الفنلندي 3/صفر و2/1، وفي دور البلاي أوف أبعد سالزبورغ النمساوي بالفوز عليه 2/صفر بعدما خسر ذهاباً بهدف ثم تخطى فريقاً إسبانيا آخر هو ريال سوسيداد بالفوز عليه 2/صفر والتعادل فيما بعد سلباً، وفي ربع النهائي أقصى فينيورد الهولندي فخسر ذهاباً بهدف قبل أن يرد إياباً 4/1، وفي نصف النهائي تجاوز باير ليفركوزن الألماني ففاز عليه بهدف ثم تعادلا في ألمانيا سلباً.

خصمان لا يخسران

هما إشبيلية وجوزيه مورينو، فالفريق الأندلسي لم يسبق له أن خسر في ست مباريات نهائية خاضها على مستوى المسابقة فتوج بها كاملة فأصبح حامل لواء المتوجين فيها بفارق ثلاثة ألقاب عن أقرب المنافسين، وبدأ ت الحكاية في موسم 2005/2006 عندما سحق ميدلسبره الإنكليزي برباعية نظيفة واحتفظ باللقب في الموسم التالي على حساب مواطنه إسبانيول بركلات الترجيح 3/1 عقب التعادل 2/2، وفي موسم 2013/2014 توج بالطريقة ذاتها 4/2 عقب التعادل السلبي مع بنفيكا البرتغالي، واحتفظ باللقب في الموسم التالي على حساب دينبرو الأوكراني 3/2، وعاد واحتفظ بالكأس موسماً ثالثاً على التوالي وهذه المرة على حساب ليفربول الإنكليزي بنتيجة 3/1، وعاد في موسم 2020/2021 وحاز اللقب السادس على حساب إنتر ميلانو في النهائي فتغلب عليه 3/2.

أما المدرب البرتغالي جوزيه مورينو الملقب (سبيشل وان) فقد بلغ خمسة نهائياًت على صعيد المسابقات الأوروبية فتوج بالدوري الأوروبي مع بورتو البرتغالي موسم 2002/2003 على السلتيك الاسكتلندي 3/2 في النهائي وفي الموسم التالي توج بدوري الأبطال مع بورتو على حساب موناكو الفرنسي بثلاثية نظيفة، وعاد فتوج بطلاً للشامبيونزليغ مع إنتر ميلانو موسم 2009/2010 على حساب بايرن ميونيخ الألماني بهدفين دون ردّ.

وعاد مجدداً ليتوج بلقب اليوروباليغ مع مانشستر يونايتد موسم 2016/2017 على حساب أياكس الهولندي بهدفين، وفي الموسم الماضي قاد روما لأول لقب قاري من خلال النسخة الأولى لدوري المؤتمر الأوروبي وتغلب في النهائي على فينيورد الهولندي 1/صفر.

يذكر أن مورينو سبق له مواجهة إشبيلية كمدرب لريال مدريد 8 مرات ففاز بسبع منها وخسر مرة واحدة على حين واجه المدرب مينديلبار 4 مرات عندما كان الأخير مدرباً لأوساسونا ففاز بثلاث منها وتعادل بالرابعة.

وجهاً لوجه

تواجه الفريقان مرة واحدة ضمن منافسات ثمن نهائي المسابقة ذاتها في العام 2020 ففاز إشبيلية يومها بهدفين نظيفين سجلهما ريغيليون ويوسف النصيري، وسبق لإشبيلية أن واجه الطليان في 15 مباراة ففاز بسبع منها مقابل 3 تعادلات و5 هزائم ولعل أبرزها مواجهة فيورنتينا في نصف نهائي الدوري الأوروبي 2015 وفاز يومها 3/صفر و2/صفر إضافة إلى لقاء يوفنتوس في نصف نهائي النسخة الحالية.

أما روما فقد واجه الإسبان في 39 مباراة بداية من لقاء سرقسطة في الدور الأول لمسابقة كأس الكؤوس الارووبية 1986/1987 ويومها تبادلا الفوز 2/صفر قبل أن تبتسم ركلات الترجيح للإسبان ولعل أبرز المواجهات تلك التي جمعته ببرشلونة في ربع نهائي دوري الأبطال 2018 ويومها خسر ذهاباً 1/4 قبل أن يعود من بعيد إياباً ويفوز 3/صفر، وبالمجمل فقد سجل روما 12 انتصاراً على أندية الليغا مقابل 20 هزيمة و7 تعادلات.

ولعب إشبيلية 157 مباراة في 17 مشاركة بالمسابقة ففاز 92 مرة وتعادل 32 مرة وخسر 33 والأهداف 282/132، على حين خاض روما 159 مباراة في 19 مشاركة ففاز بـ85 منها مقابل 31 تعادلاً و43 هزيمة وأهدافه 278/156، وهذه الأرقام قبل مواجهة الليلة.

نهائيات سابقة

ومن باب المواجهات المباشرة فإن نهائي الليلة يجمع الطليان بالإسبان فهو النهائي السابع عشر بين أندية البلدين على مستوى كل البطولات الأوروبية للأندية وهو النهائي الثالث في هذه المسابقة بالذات بعد نهائي 1977 بين يوفنتوس وبلباو وكان يقام على مباراتي ذهاب وإياب ففاز اليوفي 1/صفر في تورينو وخسر 1/2 في سان ماميس ليتوج بفضل الهدف خارج الأرض، أما النهائي الثاني فذلك الذي جمع إشبيلية وإنتر في 2020 وفاز الأندلسي بهدفين.

وفي كأس الكؤوس (المسابقة الملغاة) فاز أتلتيكو مدريد على فيورنتينا 3/صفر عام 1962 وبرشلونة على سامبدوريا عام 1989 2/صفر وفاز لازيو على مايوركا 2/1 في 1999، أما في السوبر فقد فاز ميلان على برشلونة 1989 بهدف بعد التعادل 1/1، وفاز ميلان على إشبيلية 2007 بنتيجة 3/1 وفاز أتلتيكو مدريد على إنتر 2010 بهدفين.

وفي المسابقة الأهم دوري الأبطال فقد فاز ريال مدريد على فيورنتينا 2/صفر عام 1957 وعلى ميلان 3/2 في 1958 بعد التمديد وفاز إنتر على الريال 3/1 في نهائي 1964، وتوج برشلونة على حساب سامبدوريا عام 1992 بهدف بعد التمديد وفاز ميلان على برشلونة 4/صفر عام 1994 ثم فاز ريال مدريد على يوفنتوس بهدف 1998 وعاد يوفنتوس ليخسر أمام برشلونة عام 2015 بنتيجة 1/3 وأمام الريال عام 2017 بنتيجة 1/4، وبالمجمل نجد أن الإسبان توجوا بعشرة ألقاب مقابل 6 للطليان عندما يتقابلون في النهائياًت.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن