رياضة

فرح وأسى

| مالك حمود

من الغرابة أن تقترن مشاعر الفرح والحزن في آن واحد، وللحدث نفسه.

فرحت وأنا أشاهد جمهور حمص يتوافد قبل ساعات إلى صالة مدينته الوحيدة لتشجيع فريقه الكرامة في مباراته مع الأهلي بإياب دوري المحترفين لكرة السلة.

وحزنت لعودة الآلاف من الجمهور إلى بيوتهم يائسين لعدم تمكنهم من الدخول إلى الصالة.

فرحت لرؤية ذلك العشق الكبير للرياضة لدى أبناء وطني.

وحزنت لعدم وجود صالة كبرى تليق بأحلام جمهور حمص، وتقدر على استيعاب أعداده الكبيرة.

فرحت لمحاولة استثمار كل شبر من أرض صالة حمص لتأمين جلوس العدد الفائض من المدرجات وخصوصاً الإناث وكوادر النادي.

وحزنت على ذلك الرجل المقعد الذي لم تمنعه إعاقته من متابعة حبه للرياضة وتشجيع فريقه، لتصطدم أحلامه بمحاولات إبعاده من أكثر من مكان حاول التموضع فيه، حيث كان يقابل بمحاولات الإبعاد من دون مراعاة لحالته وظروفه، وبعضهم راح يهدده بإخراجه من الصالة وأمام أطفاله الصغار الذين حضروا معه، وتألموا معه.

فرحت لانتهاء واحدة من قمم سلتنا الجماهيرية من دون مشاكل أو إشكاليات.

وحزنت لمنظر السلة وهي تهوي على أرض الصالة، بعدما اختل توازنها نتيجة صعود بعض المشجعين فوقها تعبيراً عن ابتهاجهم بالفوز، ما أدى لإصابة أحدهم، والحمد لله أن الضرر انتهى عند ذلك ولم يكن فادحاً، وعسى أن تكون الحادثة درساً مفيداً لجمهور صالة حمص في القادمات.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن