رياضة

فرحة بلد

| بسام جميدة

بالأمس انتهى الدوري الكروي بكل ما حمله من قلق ومنغصات وهفوات، وذهب اللقب لمن يستحقه، وهبط من هبط، ولم تحسم الأمور في القمة ولا في القاع إلا مع انتهاء المباريات الأخيرة، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على شدة المنافسة هذا الموسم.

نبارك لفريق الفتوة الذي عمل جاهداً لكي يعود باللقب إلى خزائنه بعد انقطاع 32 عاماً عن الألقاب، وفي ظروف أقل ما يمكن أن يقال عنها إنها قاهرة ومن دون أن يلعب على أرضه، وسجل سابقة كأول فريق في القارة الآسيوية ينال اللقب في ظروف كهذه.

وأهلي حلب الذي بقي مطارداً تأخر بفارق نقطة عن البطل وكان نداً قوياً، كما كان جبلة والوثبة والجيش التي خانتهم قواهم في الأمتار الأخيرة.

صراع الهبوط أسفر عن وقوع المجد في الفخ إلى جانب الجزيرة الهابط سلفاً، وصحوة المجد الفنية لم تسعفه للبقاء، فيما نجا الوحدة وحطين والطليعة بفوارق بسيطة.

هذه سنة كرة القدم التي تشعل المنافسة، ولكن الدخان الأسود الذي رافق الجولات الأخيرة من الدوري حوّلت مواقع التواصل إلى براكين فيها الكثير من السفاسف التي لانريدها أن تكون سمة لبعض جماهيرنا التي تخرج عن النص.

والمؤسف أكثر أن عدداً من الموجودين داخل الفرق والأندية انخرطت في هذا السجال وصرحت بوجود تواطؤ وحالات بيع وشراء، واتهمت وأشارت علانية لتغطية فشلها أو تقصيرها، وساهمت بتأجيج أجواء الدوري.

نتفهم ذلك كمتابعين للمشهد الكروي منذ أكثر من أربعة عقود، ونعرف كيف كانت تدار الأمور، ومع أن شيئاً كبيراً لم يتغير في التعاطي مع اللعبة، إلا أننا ندرك اليوم تأثير السوشيال ميديا ونعرف بوجود قانون الجرائم الإلكترونية الذي يعاقب على القدح والذم والتشهير وإلقاء التهم جزافاً، وتوجد لوائح انضباطية تعاقب المصرح من دون دليل، ومن المفترض أن من يدلي بكلام يجب أن يعرف ما عواقبه..؟

لاتزال كرة القدم بكل ما فيها من شقاء وحرقة قلب، تحمل إلينا السعادة والفرح، وقد شهدنا وتابعنا كيف تحاملت مدينة دير الزور على جراحها وخرجت عن بكرة أبيها بشيبها وشبابها ونسائها ورجالها إلى الشوارع تحتفل، وتناست أوجاعها.

إنها كرة القدم أيها السادة، هي مصدر للسعادة والحب وتآلف للقلوب، فلا تفسدوها، واتركوها للجماهير التي تعرف كيف تفرح بها وتداريها.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن