اقتصاد

أحدث نقابة في سورية… نقابة البحارة بـ80 ألف عضو … طعمة: النقابة ستلاحق حقوق البحارة مع مالكي السفن وشركات التأمين في جميع أنحاء العالم

| طرطوس - ربا أحمد

ما بين زرقة السماء والبحر.. حياة أخرى يعيشها آلاف البحارة يومياً.. ومن كالسوريين بحارة وهم أبناء أرواد والبحر وصناع السفن؟ ولكن من يعلم كيف حالهم في غمار العواصف والبحار؟ وكيف يتم التعامل مع مشاكلهم في حالة الغرق أو إصابات العمل؟

عشرات الشكاوى من بحارة سوريين عن أوضاع حياتية سيئة على ظهر السفن من دون أدنى مقومات العمل والحياة وهذه بعضها: «يوضع البحارة السوريون في جمهورية مصر بعد انتهاء الرحلة في أماكن ممنوع مغادرتها كالسجناء حتى موعد الطائرة إلى الوطن، وبعضهم يوضع ضمن اللنشات».

«بعض البحارة يعانون من سوء الطعام وكميته، وأحياناً يخلط الماء المالح مع مياه الشرب للوصول إلى أقرب ميناء، ولا يعطى للبحارة المصروف الشهري على متن الباخرة إضافة إلى العنصرية ضد بعض السوريين، وترك البحارة يواجهون مصيرهم بمجرد الوصول إلى المطارات وعدم تأمين مواصلات للوصول إلى البيت».

أحد البحارة يقول: «بعد عشرة أشهر عمل أصيبت ركبتي ولم أحصل على الدواء اللازم إلا بعد 15 يوماً وبقيت أعمل وأصوات الركبة تسمع فتبين تمزق كامل بالغضروف وخروجه من عظم الساق وتمزق بالرباط الصليبي فدفعت الملايين ولم تعوضني الشركة بأي مبلغ على الرغم من التواصل مع القبطان وإرسال الصور والتقارير الطبية وفيديو العمليات».

إضافة إلى أن التخلي عن السفن والطاقم بات أمراً شائعاً في البلدان التي لم تصدق على الاتفاقية البحرية الدولية، بسبب تراكم الديون على مالك السفينة ومنعها قانونياً من الرسو في أي ميناء، وهو ما حصل مع البحار السوري محمد عائشة.

«بعض البحارة قضوا غرقاً ولم يستلم أهاليهم الجثمان بسبب تهرب مالك السفينة»..

هي عشرات المشاكل التي يواجهها يومياً البحار السوري المعروف بخبرته وقدراته المميزة.. ولكن هل يحصل على كامل حقوقه؟ هل سيبقى تحت رحمة القباطنة وملاك السفن؟ من يقف بجانبه ويحصّل له حقوقه قانونياً؟؟

نقابة البحارة في اتحاد عمال طرطوس انطلقت لتشكل نظامها الداخلي وتعمل على تنظيم عمل البحارة وملاحقة حقوقهم ومتطلباتهم، فقد حان لهذا القطاع المهم في القطر أن ينظم وخاصة في محافظتي طرطوس واللاذقية.

تواصلت «الوطن» مع رئيس نقابة البحارة بطرطوس محي الدين أحمد طعمة الذي أكد أن النقابة ولدت بداية هذا العام، وبدأت تعمل على انطلاقتها الكاملة من خلال إعداد النظام الداخلي والتفاصيل القانونية اللازمة، ولكن لم تنتظر إلى أن تتم تلك الأمور الإجرائية وإنما بدأت بمد يد العون نحو البحارة السوريين من خلال حادثة غرق الباخرة في تركيا والتواصل لعودة من استطاع النجاة من البحارة السوريين الذين وصلوا إلى مطار بيروت بإشراف النقابة وتقاضوا مرتباتهم واليوم تتواصل شركات التأمين معهم لتعويض حقوقهم.

لافتاً إلى أن عدد البحارة السوريين الذين يعملون على بواخر تحمل إعلاماً أجنبية والكثير من أصحابها سوريون يبلغ عشرات الآلاف (نحو 80 ألفاً) لم ينتسب إلى الآن سوى 300 بحارة فقط وهي ستكون حماية وعوناً لهم، فهي تساعد بعودة من ينجو من غرق سفينة وتعيد جثمان من غرق إلى أهله وتؤمن استرجاع حقوقهم من شركات التأمين، كما ستعمل النقابة على إجراء اختبارات للتأكد من مصداقية الشهادات وستقضي على سماسرة البحر الذين يتخلون عن البحار بمجرد قبضهم للأموال، بحيث تتواصل النقابة مع الشركات لتأمين فرص عمل مباشرة والتخلص من السماسرة.. وفي حال حدوث أي مشكلة مع البحار يمكنه التواصل مع النقابة من ظهر السفينة لحل أي حادثة تعترضه بالتواصل مع المنظمة الدولية لحماية البحارة ITF لإرسال زورق لإنقاذه.

وعن سلامة السفن ومراقبة مدى توافر وسائل الحماية فيها، لفت طعمة إلى أن هذا ليس من اختصاص النقابة وإنما على الجهات الرسمية لمالك السفينة الكشف عنها بشكل دوري.. موضحاً أن البحارة تعني كل من يعمل على ظهر السفينة مهما كان اختصاصه ومن المفترض أن تصبح إلزامية مع مرور الوقت باعتبار أن وزير النقل وقع معاهدة mlc اللائحة البيضاء.

والنقابة لم تتقاض أي أجر انتساب من أي بحارة إلى الآن، ولم يعط أي مقر لها وإنما بمكاتب وجهود شخصية تم افتتاح مقر النقابة بطرطوس ومكتب في مدينة اللاذقية على أمل أن يتشجع البحارة للانتساب.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن