عباس النوري: الراحل رائد من رواد الفن والدراما وهو مدرسة وأكاديمية متكاملة.. وائل رمضان: صاحب بصمة خاصة تركها فينا منذ الصغر … حشود رسمية وفنية كبيرة في تشييع وعزاء الراحل أسامة الروماني
| مصعب أيوب - ت طارق السعدوني
حشود رسمية وفنية كبيرة حضرت يوم أمس أول أيام عزاء الفنان الكبير أسامة الروماني في صالة الحسن بحي أبو رمانة الدمشقي، على أن يستقبل ذوو الراحل التعازي مساء اليوم أيضاً للرجال، في حين يقام عزاء النساء اليوم وغداً في الصالة نفسها.
وقدّم وزير شؤون رئاسة الجمهورية منصور عزام التعازي باسم السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته بوفاة الفنان الكبير.
وتوفي الفنان الراحل صباح الإثنين الماضي متأثراً بأزمة قلبية عن عمر ناهز 81 عاماً وشيع جثمانه يوم أمس من مستشفى دار الشفاء حيث صُلي على جثمانه في مقام السيدة زينب ثم ووري الثرى في مقبرة الشهداء.
وعبّر عدد من النجوم عن حزنهم لفقدان الفنان الذي عاد ليستقر في وطنه قبل عامين، قبل أن يغادر وهو محمّلٌّ بحب الوطن الذي منحه الشهرة المحلية والعربية قبل عقود.
مدرسة أكاديمية متكاملة
النجم عباس النوري توجه بالعزاء لعائلة الراحل وللدراما السورية ككل، وقال: إننا نأسف لاجتماعنا في هذه المناسبات التي نتمنى ألا تعاد علينا مجدداً، حيث لا بد لنا أن نقف أمام مواقف كهذه بكل احترام ونستفيد منها ونستخلص العبر منها.
وأضاف: الراحل اسم كبير ورائد من رواد الفن والدراما، وهو مدرسة وأكاديمية متكاملة، وأنا استفدت منه الكثير منذ أيام الأبيض والأسود ومن أخيه الراحل هاني الروماني، حيث كانا شغوفين بالفن والاشتغال به، وكان شغلهما الشاغل إضافة إلى معرفتهما وثقافتهما العالية، وكان الراحل دائم التركيز على أن يظهر العمل الفني في الختام بما يقترب من الحياة والواقع، حيث لا يمكنك التفريق بين العمل الفني وبين الحياة اليومية، وكانت مهمة ممتعة جداً ومتعبة وهذا الحب الذي نراه اليوم جاء من غنى معرفته وثقافته والبيت الثقافي الذي ولد فيه، والراحل صاحب فضل كبير ولا يمكنني أن أنكر ذلك.
نوع خاص
وكشف النجم وائل رمضان أن هناك علاقة شخصية وحميمية من نوع خاص كانت تربطه بالراحل، إضافة إلى كونه قامة فنية كبيرة في سورية فإنه كان شخصاً إنسانياً بالمطلق تجاهي، فعندما عزمت على الزواج منذ 25 عاماً كنت أود أن يكون الراحل ممن يحضرون حفل الزواج، ولكن ظرفه كان سيمنعه من ذلك وأصر بالتنسيق مع أخيه الراحل هاني الروماني أن ينظما حفلاً بوقت يسبق تاريخ الزواج ليكونا مشاركين له في هذه المناسبة، وكذلك أيضاً فهو رجل صاحب بصمة خاصة تركها فينا منذ الصغر، لأنه يمتلك كاريزما خاصة كتلك التي يمتلكها زملاؤه من أبناء جيله.
وبيّن أن الفنان دريد لحام أوضح له أن تلك المجموعة من المبدعين يتبادلون الاحترام والأخوة، وهم أشخاص مهمون وممتلئون بالثقافة، وفقدانه اليوم يعد بمنزلة فقدان ذاكرة لأن رحيله يعتبر رحيل مجموعة كبيرة من الفنانين والمرجعية الفنية التي نتعلم منها ونستفيد من تجاربها.
أثر طيب
وقال النجم زهير عبد الكريم: إن الموت حق علينا جميعاً ولا بد لنا من أن نترك أثراً طيباً من خلال التعامل الجيد مع من حولنا ومن أصدقائنا وعائلتنا وجيرانا والمجتمع كله.
قامة فنية عظيمة
عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور تامر العربيد أكد أن الراحل هو ابن المسرح ومنه انطلق، ورحيله خسارة كبيرة للحركة الفنية وسيترك فراغاً كبيراً، ومن يعرف تاريخه وإبداعه يدرك أنه من أوائل من ساهم في انطلاق الحركة الفكرية في سورية بتأسيس المسرح القومي والفرق المسرحية والكثير من الأعمال الدرامية المهمة.
وأشار إلى أنه استضاف الراحل وحظي بشرف تكريمه وتقديم تجربته وخبرته لطلاب المعهد العالي من خلال «ملتقى الإبداع» في العام الماضي، حيث كان من المهم أن يتعرف الطلاب إلى هذا الرجل الذي يختزن الكثير من الثقافة والمعرفة فهو قامة فنية عظيمة وقيمة إبداعية مهمة فأعماله ستبقى شاهدة على فنان من جيل الرواد.
خسارة كبيرة
النجم علاء قاسم رأى أن فقدان أسامة الروماني خسارة كبيرة للوسط الفني السوري، مبيناً أنه منذ أن كان طفلاً كان يتابع المسرحيات التي شارك فيها الراحل، منها «ضيعة تشرين» و«غربة»، وكان دائم التأثير فينا بما كنا نشاهده، موضحاً أن لقاءه الأول بالراحل كان في الخليج عام 2011 وكان من دواعي سروره ذاك اللقاء لأنه كان يعتبر أنه من الصعب لقاء قامات كهذه ولكن كان عكس ذلك فأدهشني بتواضعه ودماثته وثقافته العالية وحضوره المميز ومحبته الكبيرة التي يكنها لكل من يعرفه.
وتابع: إن علاقته توطدت بشكل أكبر بالراحل عندما التقاه في تونس عام 2017، وعندما عاد إلى سورية كان لي شرف المشاركة في عدة أعمال بالشراكة معه وكان منها مسلسل «وثيقة شرف» و«على قيد الحب» ومؤخراً في مسلسل «خريف عمر».
وشدد على أن الراحل كان يتعامل مع مهنته بشكل حذر ومدروس واحترافي وكان يتمتع بذاكرة قوية وصحة ممتازة رغم تقدمه في السن وهذا ما جعلني أتفاجأ بخبر وفاته.
صاحب ثقافة كبيرة
ونوه الفنان فاتح سلمان أن الراحل غاب عن بلده قرابة الأربعين عاماً، وقال: تعرفت إليه بداية الأمر من خلال مسرحياته برفقة الفنان القدير دريد لحام وكان من دواعي سروري وحسن حظي أن كنت موجوداً معه منذ بداية عودته إلى سورية وتبادلنا أطراف الحديث وأحسسته أنه يعاملني كصديق وليس أستاذ وتلميذ، فهو شخص متواضع وعظيم وصاحب ثقافة كبيرة وواسعة ومنذ اللحظة الأولى التي قابلته فيها تعلمت منه الكثير الكثير.
وبيّن أنه من التجارب المهمة التي قدمها في الدراما تلك التي تعاون فيها مع الراحل بعد أن عاد مؤخراً من غربته ومن أهمها عشارية «وثيقة شرف» التي كانت عملاً مهماً في رحلتي مع الدراما وكانت جزءاً أساسياً من أهم النقلات في حياتي، وقد تعلمت منه الكثير وهو خسارة كبيرة للوسط الفني السوري.
وختم بأن ما تعلمه وأنجزه خلال عمله في الفن منذ بدايته إلى اليوم في كفة والأعمال التي تعاون فيها مع الراحل في كفة أخرى.
ترك إرثاً عظيماً
وقال الفنان أيمن عبد السلام: إنه من دواعي الفخر لي أن تعاونت معه في عمل فني مؤخراً وهو مسلسل «مربى العز» وتعرفت إليه بشكل شخصي فيه وبصورة أفضل وأعمق، وأضاف: إن ما يعزي الوسط الفني والدراما أنه ترك إرثاً عظيماً وأعمالاً مهمة ستبقى راسخة في ذاكرتنا ولاسيما أهمها التي قدمها بعد أن عاد مؤخراً إلى وطنه ليقدم بعضاً مما لديه.