«الدعم السريع»: محاولة لإفشالها.. والجيش هو من يواصل خرق الهدنة الإنسانية … الجيش السوداني يعلّق مشاركته في مفاوضات جدة لتواصل الانتهاكات
| وكالات
علّق الجيش السوداني، أمس الأربعاء، مشاركته في مفاوضات جدة التي تشارك فيها قوات «الدعم السريع»، في حين اعتبر مصدر في الأخيرة أن تعليق الجيش مشاركته في مفاوضات جدة محاولة لإفشال منبر جدة.
وأعلن المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبد الله، أمس، عن تعليق مشاركة الجيش في المحادثات مع قوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية.
وحسب موقع «سكاي نيوز» قال عبد اللـه: إن هذه الخطوة تأتي احتجاجاً على انتهاكات قوات الدعم السريع المتكررة لوقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، بما في ذلك استمرار احتلالها للمستشفيات وغيرها من البنى التحتية المدنية في العاصمة الخرطوم.
وأضاف عبد اللـه: إن الجيش يرغب في التأكد من التنفيذ الكامل لشروط الهدنة قبل مناقشة المزيد من الخطوات، من دون الخوض في التفاصيل.
وفي أول رد على القرار، قال مصدر في قوات الدعم السريع في تصريح صحفي: إن تعليق الجيش مشاركته في مفاوضات جدة «محاولة لإفشال منبر جدة».
وحسب موقع «الميادين»، اتهم المصدر الجيش السوداني بعرقلة التفاوض عبر الاستمرار في خرق الهدنة الإنسانية من خلال الهجوم بالطيران والمدفعية الثقيلة وتحريك القوات من الولايات إلى الخرطوم.
كما أوضح أن إشارة قائد الجيش باستخدام «القوة المميتة» التي أطلقها خلال مخاطبته جنوده، أول من أمس الثلاثاء، تأتي ضمن خطة تعليق التفاوض لاستخدام الحل العسكري، حسب تعبيره.
ويشكل هذا التطور ضربة لجهود الوساطة بين الجانبين اللذين أدى صراعهما إلى غرق السودان في حالة من الفوضى.
ومساء الإثنين الماضي، أعلنت السعودية والولايات المتحدة اتفاق الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الموقّع بينهما لمدة 5 أيام إضافية، وجاء الإعلان بالتزامن مع انتهاء فترة اتفاق معلن بين الجيش والدعم السريع لوقف إطلاق النار قصير الأمد لمدة 7 أيام وترتيبات إنسانية، برعاية سعودية- أميركية.
وتتواصل المعارك في السودان، حيث مُدِّدت الهدنة، التي لم يتم التقيد بها مطلقاً، في محاولةٍ لنقل مساعدات إنسانية حيوية إلى هذا البلد، الذي أصبح على حافّة المجاعة.
وأول من أمس الثلاثاء، أفاد أحد سكان العاصمة لوكالة «فرانس برس» بوقوع اشتباكات، استُخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة في جنوب الخرطوم.
وبدأت محادثات جدة في أوائل أيار المنصرم، وأدت إلى إعلان يتعلق بالالتزام بحماية المدنيين واتفاقين قصيرين لوقف إطلاق النار تم انتهاكهما مراراً.
واندلعت في 15 نيسان الماضي اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق، بين قوات الجيش السوداني، وقوات «الدعم السريع»، في مناطق متفرقة من السودان، تركّزت معظمها في العاصمة الخرطوم، مُخلّفةً المئات من القتلى والجرحى بين المدنيين لتمتد بعد ذلك إلى ولايات أخرى ولاسيما مدينة نيالا وإقليم دارفور غرب السودان، وسط تحذيرات منظمات دولية من كارثة إنسانية وشيكة.