موسكو: عودتنا إلى معاهدة «ستارت» مشروطة بتخلي واشنطن عن سياستها العدائية … لافروف وابن زايد يبحثان العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية والدولية
| وكالات
بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الإماراتي الشيخ عبد اللـه بن زايد آل نهيان، علاقات الصداقة والشراكة الإستراتيجية بين روسيا والإمارات، وسبل تعميقها في كل المجالات، ومن جانب آخر أكدت موسكو أن شرط العودة الكاملة إلى معاهدة «ستارت» من جانبها هو تخلي الولايات المتحدة عن سياستها العدائية بشكل أساسي تجاه روسيا، في حين أعد مجلس الأمن القومي الروسي إجراءات لمنع الغرب من إثارة أزمة اقتصادية في البلاد.
ووفق موقع «روسيا اليوم»، استعرض لافروف وابن زايد خلال لقائهما أمس على هامش اجتماع وزراء خارجية دول مجموعة بريكس في كيب تاون بجنوب إفريقيا، عدداً من الملفات المرتبطة بجدول أعمال الاجتماع، وبحثا المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا وجهات النظر بشأنها.
وقال ابن زايد خلال اللقاء: إن «العلاقات الإماراتية الروسية تستند إلى أسس راسخة من التفاهم والاحترام المتبادل والتعاون المثمر والبنّاء»، مشيراً إلى أنها تشهد نمواً متسارعاً وخاصة بعد التوقيع على الشراكة الإستراتيجية بين موسكو وأبو ظبي عام 2018.
وشدد ابن زايد على حرص البلدين على تطوير هذه العلاقات ودفع آفاق التعاون المشترك في المجالات كافة، بما يعود بالنفع على شعبيهما ويحقق مصالحهما المتبادلة، معرباً عن تطلع أبو ظبي إلى تعزيز التعاون مع دول مجموعة «بريكس» ودعم العمل متعدد الأطراف الهادف إلى تحقيق التنمية في كل المجتمعات، وحفظ السلم والأمن الدوليين، وترسيخ مستقبل مزدهر للأجيال القادمة.
ومن جانب آخر، اعتبر لافروف في كلمة وجهها للمشاركين في منتدى المؤرخين الروسي البيلاروسي أن هدف الغرب في تزوير الحقائق التاريخية هو تعزيز الخلاف بين الشعبين الشقيقين الروسي والبيلاروسي، والعمل على إضعاف دولة الاتحاد بين البلدين.
ونقلت «سبوتنيك» عن لافروف قوله: إن «الغرب الجماعي يواصل محاولات تزييف التاريخ بشكل ساخر، وتتم إعادة كتابة التاريخ في الكتب المدرسية وتشويه الحقائق، كما يتم هدم الآثار التاريخية للحرب كالنصب التذكارية السوفييتية التي تمجد التضحيات إبان الحرب العالمية الثانية».
وأشار لافروف إلى أن الهدف واضح، وهو زرع العداء بين الأعراق والأديان، وتأجيج الشوفينية والخلافات بين الشعبين الروسي والبيلاروسي، على أمل منهم بإضعاف دولة الاتحاد، مشدداً على أنه لا يمكن مواجهة هذه الادعاءات إلا من خلال إعادة تكوين صورة موضوعية للماضي.
من جانب آخر، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس أن الولايات المتحدة الأميركية حذرت روسيا من قرار تعليق العمل بشأن معاهدة «ستارت»، لكن موسكو مضت في قرارها على الرغم من الضغوطات الأميركية.
وأكد ريابكوف حسبما نقلت عنه وكالة «سبوتنيك» أن شرط العودة الكاملة إلى معاهدة «ستارت» من جانب موسكو هو تخلي الولايات المتحدة عن سياستها العدائية بشكل أساسي تجاه روسيا، لافتاً إلى أن موسكو ستواصل إخطار الجانب الأميركي بشأن إطلاق صواريخ باليستية عابرة للقارات بموجب معاهدة عام 1988، وهذا سيساعد على تجنب تفاقم خطير.
وأوضح ريابكوف أن بلاده ستقدم تقييماً مفصلاً لخطاب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان في مؤتمر رابطة واشنطن، فهذا الخطاب يحمل تهمة خطيرة لروسيا.
وفي شباط الماضي، وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قانوناً بشأن تعليق مشاركة روسيا في معاهدة خفض الأسلحة الإستراتيجية «ستارت3».
يذكر أن معاهدة «ستارت الجديدة» تم توقيعها عام 2010 في العاصمة التشيكية براغ، وتحدد عدد الرؤوس الحربية النووية الإستراتيجية التي يمكن للبلدين نشرها، وبموجب شروطها لا يجوز لموسكو وواشنطن نشر أكثر من 1550 رأساً نووياً إستراتيجياً، و700 من الصواريخ التي تطلق من البر أو من على متن غواصات، وكذلك القاذفات التي تستخدم لإطلاقها.
في غضون ذلك، أعلن مجلس الأمن القومي الروسي أنه يعمل على إعداد إجراءات لمنع الغرب من إثارة الأزمة الاقتصادية، والتوترات الاجتماعية في روسيا.
وجاء في بيان للمكتب الصحفي للمجلس بمناسبة الذكرى الـ31 لتأسيسه أن «تعزيز السيادة الاقتصادية لروسيا يُعد أحد الاتجاهات الرئيسة لعمل مجلس الأمن القومي الروسي».
وأضاف البيان: إن «العمل يركز على وضع الإجراءات الرامية إلى منع محاولات الدول الغربية إثارة أزمة اقتصادية في روسيا، تحمل في طياتها مخاطر توترات اجتماعية في البلاد».
وخلال اجتماع مع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي في وقت سابق، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة بذل كل الجهود اللازمة لمنع خصوم روسيا من زعزعة الوضع داخل البلاد.
ميدانياً، دمرت مدفعية الجيش الروسي معقلاً محصناً، وعدة معدات عسكرية للقوات الأوكرانية على اتجاه مقاطعة زابوروجيه.
ونقلت وكالة «تاس» الروسية عن أوليغ تشيخوف رئيس المكتب الصحفي لمجموعة شرق بالجيش الروسي قوله: إن «أطقم المدفعية ذاتية الدفع غياتسينت ضربت معقلاً للمتطرفين الأوكرانيين في نوفواندريفكا، وتمكنت منظومة دفاع جوي صاروخية من طراز تور من تدمير طائرة مسيرة من طراز ليليكا».
وأشار تشيخوف إلى أن نيران مدفعية الجيش الروسي دمرت على اتجاه زابوروجيه شاحنتين صغيرتين، وكذلك طاقم لمدافع الهاون في منطقة لوغوفسكي، وقضت على العديد من العسكريين الأوكرانيين في منطقة نوفودانيلوفكا.
وذكر تشيخوف أن الجيش الروسي استهدف بقذائف غراد الصاروخية محطة لتوجيه الطائرات من دون طيار في منطقة ماليخ شيرباكوف، فيما تم بواسطة مسيّرة جوية من طراز «لانسيت» استهداف بطارية مدفعية أوكرانية ذاتية الدفع من طراز «غفوزديكا» على اتجاه جنوب دونيتسك.
كما تمكنت منظومة دفاع جوي روسية من طراز «تور» من تدمير طائرة من دون طيار أوكرانية من طراز فوريّا.
وفي السياق ذاته، قال رئيس المركز الصحفي لمجموعة القوات الجنوبية يوغ فاديم أستافيف: إن وحدات القوات الخاصة التابعة لمجموعة قوات الجنوب الروسية دمرت معقلاً وأربع مجموعات من المشاة الأوكرانيين.
وأضاف أستافيف: إنه في إطار القتال المضاد للبطاريات، تم تدمير مدفع «هاوتزر دي 20» عيار 152 ملم في موقع إطلاق نار، وسيارتين قتاليتين مدرعتين للعدو، ومحطة حرب إلكترونية وشاحنة صغيرة.
وأشار أستافيف إلى أن طيران المجموعة الجنوبية من القوات الروسية ألحق الهزيمة بمركز قيادة اللواء 81 من الطائرات الجوية للقوات الأوكرانية في منطقة سيفيرسك، مضيفاً: إن القصف المدفعي دمر معاقل فصائل العدو في منطقتي بوغدانوفكا وكوتيلنيكي.
وشدد أستافيف على أن «أطقم مدفعية تشكيلات المنطقة العسكرية الجنوبية دمرت مخازن ذخيرة العدو في مناطق مستوطنتي أومانسكي وبوبيدا».
إلى ذلك أعلن المكتب التمثيلي لجمهورية دونيتسك في المركز المشترك لمراقبة وتنسيق القضايا المتعلقة بجرائم الحرب الأوكرانية اليوم أن القوات الأوكرانية قصفت مدينتي غورليفكا وماكييفكا بإطلاق خمس قذائف من عيار 155 ملم وثماني قذائف من عيار 152 ملم.
وقال المكتب في بيان نشر على تطبيق «تلغرام»: «تم تسجيل قصف من جانب التشكيلات الأوكرانية في الاتجاهات التالية: مدينة دزيرجينسك ومدينة غورلوفكا حي نيكيتوفسكي، حيث تم إطلاق 8 قذائف عيار 152 ملم وفي بلدة لاستوتشكينو بمدينة ماكييفكا في تشيرفونوجفارديسكي تم إطلاق خمس قذائف من عيار 155 ملم».
وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الروسية قبل أيام تدمير آخر سفينة حربية أوكرانية خلال شهر أيار المنصرم.