عربي ودولي

احتدام القتال مع انهيار اتفاقات وقف إطلاق النار في السودان … الصراع بين الجيش و«الدعم السريع» يدخل يومه الخمسين ولا مؤشرات إلى قرب انتهائه

| وكالات

دخل الصراع بين طرفي النزاع في السودان أمس يومه الخمسين على وقع استمرار الاشتباكات وانهيار المحادثات، مع احتدام القتال في أعقاب انهيار الهدنة بين قوات «الدعم السريع» والجيش السوداني، في حين أعلن الهلال الأحمر السوداني أن القتال المستمر في الخرطوم ودارفور أرغم المتطوعين على دفن 180 قتيلاً انتُشلت جثثهم من مناطق القتال، من دون التعرف إلى هوياتهم.
في الأثناء، أعلنت نائب مدير إدارة المتاحف في السودان، أمس، أن قوات الدعم السريع سيطرت على المتحف القومي في الخرطوم، وسط مخاوف على سلامة القطع الأثرية المهمة بما في ذلك المومياوات، وسط الحرب الدائرة.
وذكر الهلال الأحمر في بيان أوردته قناة «سكاي نيوز» أمس أنه منذ اندلاع القتال في 15 نيسان الماضي، دفن متطوعون 102 جثة مجهولة الهوية في مقبرة الشقيلاب بالعاصمة و78 جثة أخرى في مقابر بدارفور.
وقال الهلال الأحمر الذي يتلقى الدعم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إن متطوعيه وجدوا صعوبة في التنقل في الشوارع لانتشال الجثث «بسبب القيود الأمنية».
وسبق أن تعهد كل من قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، بحماية المدنيين وتأمين الممرات الإنسانية.
جاء ذلك وسط استقدام الجيش تعزيزات إلى العاصمة، غداة فرض واشنطن عقوبات على طرفي النزاع.
وحسب «سكاي نيوز» ذكرت مصادر سودانية أمس أن معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلعت غرب الخرطوم تستخدم فيها الأسلحة الثقيلة.
وأوضحت المصادر أنه «سمعت أصوات قصف مدفعي في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون في ضاحية أم درمان».
ومنذ مساء الخميس الماضي حتى صباح الجمعة، وقعت اشتباكات بين طرفي الصراع في السودان بعد تعثر محادثات كانت تهدف إلى تثبيت وقف إطلاق النار وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية، مما دفع الولايات المتحدة إلى فرض عقوبات.
وذكر سكان في الخرطوم ومدينة أم درمان المجاورة أن الجيش استأنف الضربات الجوية واستخدم المزيد من المدفعية مع استمرار الاشتباكات في غياب أي مؤشرات إلى انسحاب قوات الدعم السريع من شوارع المدينة والمنازل التي احتلتها.
وأفادت مصادر أخرى باندلاع اشتباكات وأصوات انفجارات في الخرطوم، فيما أطلق الجيش قذائف المدفعية بكثافة من سلاح المهندسين بأم درمان في عدة اتجاهات، فيما أكد شهود سماع أصوات قصف مدفعي في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون في ضاحية أم درمان، كما شهدت منطقة اللاماب غرب الخرطوم معارك عنيفة بين الطرفين المتحاربين، استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة.
وأودت المعارك وفق إحصائيات لمنظمات دولية ومحلية بحياة أكثر من 1800 شخص، في حين أفادت الأمم المتحدة بأن أكثر من 1.2 مليون آخرين نزحوا داخلياً، ولجأ أكثر من نصف مليون شخص إلى الخارج.
وتوصل الجانبان إلى اتفاقات تهدئة عدة، كان آخرها خلال محادثات في مدينة جدة بوساطة سعودية – أميركية، لكنها سرعان ما انهارت في كل مرة، وتجددت الاشتباكات خصوصاً في الخرطوم وإقليم دارفور غرب البلاد.
في الغضون، أعلنت نائب مدير إدارة المتاحف في السودان، أمس، أن قوات الدعم السريع سيطرت على المتحف القومي في الخرطوم، وسط مخاوف على سلامة القطع الأثرية المهمة بما في ذلك المومياوات، وسط الحرب الدائرة.
ونقلت «سكاي نيوز» عن إخلاص عبد اللطيف أن «عناصر من قوات الدعم السريع، الذين يخوضون قتالاً مع الجيش منذ أسابيع، دخلوا المتحف الجمعة، داعية إلى «حماية تراث البلاد».
وأضافت: إن العاملين في المتحف ليسوا على علم بالوضع داخله لأنهم توقفوا عن الذهاب إلى مقر عملهم، بعد اندلاع الصراع فجأة في 15 نيسان الماضي، وهو ما أجبر الشرطة التي تحرس المنشأة على الانسحاب.
بدورها، قالت روكسان تريو العضو بفريق آثار فرنسي كان يعمل في السودان: إن الفريق يتابع أوضاع المتحف عبر الأقمار الاصطناعية، ورصد بالفعل علامات يحتمل أنها تشير إلى أضرار وقعت قبل الجمعة، مع وجود علامات على اندلاع حريق.
وأضافت: «لا نعرف مدى الضرر في الداخل».
واستمر القتال الأسبوع الماضي رغم إعلان وقف إطلاق النار عدة مرات، بما يشمل هدنة بوساطة السعودية والولايات المتحدة اتفق عليها الجانبان وينتهي سريانها السبت.
وبعد استمرار الاشتباكات والقصف واحتلال المباني المدنية، علقت واشنطن والرياض المحادثات، وأعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على مصالح تجارية لطرفي الصراع.
وأول من أمس دعا مجلس الأمن الدولي الطرفين إلى وقف الأعمال العدائية للسماح بوصول المساعدات الإنسانية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن