الأولى

صخب الأسواق الشعبية ينعش النشاط التجاري … حلب تتجمل وتنفض غبار الزلزال

| حلب - خالد زنكلو

يلحظ زائر أحياء الشعار والسكري وصلاح الدين وبستان القصر والفردوس، وهي أحياء شرق مدينة حلب التي فعل الزلزال فعله فيها، أن الحياة بكل أشكالها عادت إليها كما في سابق عدها، بنبض سكانها وصخب باعتها وحركة أسواقها، ويمكن القول إن حلب نفضت غبار الزلزال ومعظم تداعياته بعد أقل من 4 أشهر على وقوعه في 6 شباط الماضي.

والداخل إلى حلب من مدخلها الغربي المؤدي إلى العاصمة دمشق، والذي جرى تأهيله وتجميله، يدرك عراقة وأهمية المدينة، ويعزز هذا الانطباع القيام بجولة في شوارع المدينة الرئيسة، وخصوصاً ليلاً، للاطلاع على أعمال إنارتها وتزيينها بمصابيح كهربائية مختلفة أشكالها وتصاميمها، ولتغدو بأبهى حلة بساحاتها ومستديراتها التي رممت مجدداً لتبدو الشهباء كعروس ليلة زفافها، بعد أن جرى تضميد جراح الكثير من أبنائها المتضررين من كارثة الزلزال. وبدا أن معظم سكان حلب تجاوزوا نتائج الزلزال، الذي لم تشهده المدينة منذ قرنين، إذ تراجع عدد مراكز الإيواء من 280 إلى 8 مراكز إيواء راهناً تضم 325 أسرة فقط، وعادت الحركة التجارية إلى نشاطها المعهود، إثر انضمام الكثير من الورش المتضررة بفعل الزلزال إلى قائمة مطارح الإنتاج.

ويصرّ صناعيو حلب رغم منغصات عملهم، على تسميتها بعاصمة الصناعة والاقتصاد السوري «وهي الصفة التي يؤثر مسؤولو العاصمة إطلاقها على حلب خلال حضورهم الملتقيات والمؤتمرات التجارية والصناعية فيها، اعترافاً بدورها الرائد في هذا المجال على مر الزمان»، وفق قول أحد صناعيي النسيج لـ«الوطن».

وترك قرار إزالة البسطات الشاغلة لأملاك مجلس المدينة من أرصفة وغيرها وفي جميع الأحياء وما رافقها من حملات نظافة، تفاعلاً إيجابياً ومحابياً من أهالي المدينة لانعكاسه على جمال ورونق المدينة ومظهرها الحضاري، إلا أن إيجاد أسواق بديلة لأصحاب البسطات على غرار العاصمة دمشق لا يزال مطلباً شعبياً لإنصاف هؤلاء من فقدان مصادر دخولهم.

في سياق متصل، باشر أصحاب الفعاليات السياحية إعادة الحياة لمنشآتهم في حلب القديمة من مطاعم وفنادق كانت اشتهرت قبل الحرب واستقطبت سياحاً عرباً وأجانب، بعد تضررها كلياً أو جزئياً جراء الأعمال الإرهابية أو الزلزال، الأمر الذي سيعيد الألق للمدينة القديمة ووجهاتها السياحية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن