رياضة

مفارقة وأكثر..!

| غسان شمه

تصريحات نارية، وبيانات ساخنة أطلقت بعد إعلان اتحاد الكرة عن مباراة فاصلة بين الفتوة، بطل الدوري للموسم الحالي، وبين تشرين بطل الموسم الماضي، ليخرج علينا أحد المعنيين في قبة الفيحاء ويؤكد أن هذا الأمر متفق عليه، وليس مفاجأة صدمت البعض. لنشهد بعد ذلك تراجع أحد المدربين عن تصريحه الناري السابق.. وما يعنينا هنا طرافة الحالة التي تشير إلى نمط من العمل أو الاندفاع المثير للجدل، في طريقة التعبير أو إصدار البيانات التي «قد» تشير إلى ارتباك مرده النسيان أو الموافقة برفع الأيدي مع الجماعة..! أو أن ثمة أمراً آخر فرض نفسه؟

المنتخب الأولمبي تعرض للخسارة قبل يومين في مباراة ودية مع نظيره اللبناني، والخسارة أمر محتمل وقائم في كرة القدم، لكن أن تكون متقدماً في الشوط الأول بهدفين ومن ثم تتعرض لثلاثة أهداف بعد تبديل اللاعبين لاختبارهم فنحن أمام أمرين إما أن مدرب المنافس عرف كيف يتفوق عليك في شوط المدربين، أو إن معظم اللاعبين الذين تم استبدالهم دون المستوى وفي ذلك إشارة إلى تباين كبير بين اللاعبين غير محمود العواقب ويثير التساؤل..؟

العديد من المسؤولين الرياضيين تسمع كلامهم قبل استلام أي مهمة، أو منصب، تشعر أنك أمام عقل يمتلك المقومات المطلوبة لإنجاح العمل في أي مكان يذهب إليه، وعندما يصبح في مكان ما ترى شخصاً مختلفاً غير مستعد للحديث فيما كان يخوض فيه.. والأمر ينطبق على بعض المدربين الذين يتحدثون في أخطاء غيرهم خلال المنافسات، الكروية مثلاً، وعند استلامه كرسي التدريب يبدأ بإلقاء اللوم على الآخرين.. وبعض المدربين يقوم بالتفاوض مع إدارة ناد ما وهو يعمل بتدريب هذا النادي أو ذاك، وإذا أتيحت له الفرصة يسرع بتغيير موقعه ومكانه وكأنه غير معني بالآثار التي تترتب على ذلك.

أما اتحاد الكرة الذي يعد المسؤولون فيه بالالتزام بروزنامة محددة للدوري نتمنى منهم ألا يطلقوا الوعود المشفوعة بتأكيدات قوية خشية أن تذهب أدراج الرياح كما يحدث كل موسم، فروزنامة الدوري غالباً ما تكون ضحية «دقة الحسابات» المرهونة ببرامج واضحة ومسبقة.

أخيراً لا بد من التقدم بالتهنئة والمباركة لفريق الفتوة لفوزه بلقب الدوري، بعد غياب طويل، هذا اللقب الذي حمل الفرح لعشاق كرته وجمهوره الكبير رغم أنه يلعب خارج أرضه.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن