شؤون محلية

حالات الوفاة نادرة ولا توجد إحصائيات … رئيس رابطة الطب النفسي لـ«الوطن»: الأهل يتحملون 80 بالمئة من مسؤولية القلق والتوتر النفسي للطلاب

| محمد منار حميجو

أكد رئيس رابطة الأطباء النفسيين في نقابة الأطباء مازن خليل أن الأهل يتحملون نسبة 80 بالمئة من مسؤولية حالات التوتر والقلق النفسي على أولادهم من خلال الضغط عليهم، معتبراً أن الأهل يضغطون على أولادهم لتحقيق أحلامهم هم وليس أحلام أولادهم وبالتالي فإن التوتر يسيطر على الأهل والمجتمع وأن الكثيرين منهم لا يساعدون أولادهم على تحقيق أحلامهم الطبيعية.

وفي تصريح لـ«الوطن» أوضح خليل أنه من النادر أن يؤدي التوتر والقلق النفسي إلى الوفاة عند الشباب إلا في حالات نادرة مثل أن يكون لدى الشاب اعتلال قلبي منذ الولادة وبالتالي من الممكن أن يكون مؤهلاً لحدوث جلطة قد تؤدي إلى وفاته، مبيناً أنه من الممكن أن يسبب التوتر والقلق النفسي سرعة في نبضات القلب وليس أكثر من ذلك.

خليل لفت إلى أنه من الممكن أن يكون هناك توتر إيجابي ويحدث عند الطلاب الدارسين قبل الامتحانات، معتبراً أن مثل هذا النوع من التوتر يحفز الطلاب على الدراسة ومراجعة المعلومات، كما أن هناك توتراً سلبياً يجعل الطالب قلقاً ولم يعد قادراً على التركيز وبالتالي هذا يؤثر في معلوماته في الامتحان لكن هنا يجب ألا نخلط بين القلق النفسي نتيجة الامتحانات وبين الفشل فالطالب الذي نظم وقته ودرس طوال العام فبكل تأكيد «لكل مجتهد نصيب».

وبين خليل أن اضطرابات القلق متعددة حيث من الممكن أن تؤدي إلى القلق والخوف وهذا ما يسمى قلقاً «نوبياً» كما أنه من الممكن أن يتحول إلى قلق عام وهو قلق اجتماعي إضافة إلى وجود اضطرابات أخرى مثل اضطرابات الوسواس القهري وبالتالي هناك درجات للقلق النفسي، لافتاً إلى أن يوم قلق عند الطالب يساوي هزة زلزال ليوم واحد.

ورأى خليل أن الكثير من الطلاب يعيشون في حالة ضغط يومي نتيجة قلة الأنشطة التي يمارسونها في المدارس وحتى في الكثير من المدارس الخاصة، موضحاً أن هناك قلة في ممارسة أنشطة الرياضة والرسم والموسيقا وبالتالي الطالب يعيش في حالة ضغط يومي.

وأكد خليل أنه لا توجد حتى الآن إحصائيات عن نسبة الوفيات نتيجة القلق والتوتر النفسي لأنه لا يوجد دراسات واضحة في هذا الموضوع.

وقدم خليل نصيحة للطالب وهو أن يقوم بالعمل كما يجب ولا يفكر فيما سوف يحدث معه، محذراً من تناول الحبوب التي تؤدي إلى الاستمرار في اليقظة لأن هذه الحبوب تؤدي إلى انعكاسات سلبية على الطالب في الامتحان ومنها فقدان تركيزه، موضحاً أن هذه الحبوب كان يستخدمها الطيارون ثم تم السماح باستخدامها لسائقي السيارات الذين يقودون سياراتهم لمسافات بعيدة تتجاوز ألف كيلو متر، ومن هذا المنطلق فإنه من الخطأ أن يتناول الطلاب هذا النوع من الحبوب التي لا تعرف نتائجها.

وأشار إلى أنه لاحظ من بعض المشروعات التي يديرها ازدياد نسبة الطلاب الذين يحدث عندهم قلق نفسي ويطلبون استشارات نفسية، مبيناً أنه في حال طلب الطالب الاستشارة الطبية فإن الطبيب يطلب حضور الأهل لأنهم هم جزء من الحل في هذا الموضوع.

وفيما يتعلق بعدد الأطباء النفسيين كشف خليل أن عددهم داخل سورية 62 طبيباً على حين هناك حوالي 35 طبيباً خارج البلاد، معتبراً أن عدد الأطباء المختصين في الطب النفسي قليل لأن هذا الاختصاص لا يؤدي إلى إنتاجية مادية كبيرة وأجورهم ليست كافية على حين أن أجورهم في العديد من دول العالم مرتفعة.

وأشار خليل إلى أن نسبة 4 بالمئة من الأشخاص الذين يحتاجون علاجاً نفسياً يراجعون الطبيب النفسي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن