إعلانات سياحية مغرية تتصدر مواقع التواصل الاجتماعي عن «عروض شاليهات مخدّمة بالكهرباء والإنترنت على مدار اليوم»، سواء في الفنادق أم المواقع السياحية الأخرى كالبسيط والشاطئ الأزرق ووادي قنديل، إلا أن «السباحة في بحر أجور التصييف» باتت حلماً صعب المنال لمعظم المواطنين من أصحاب الدخل المحدود.
وبعد التواصل مع عدد من الفنادق والشاليهات بمحافظة اللاذقية لرصد أجور الإقامة بإطلالة بحرية نسق أول لعائلة مكونة من 6 أشخاص، تبيّن أن التكلفة ليوم واحد فقط تتراوح بين 650 – 900 ألف ليرة، وبحسبة بسيطة فإن التكلفة الأسبوعية للإقامة فقط تفوق الـ 5 ملايين ليرة سوريّة من دون حساب تكاليف الأكل والشرب والمستلزمات اليومية إضافة للتنقل وأمور أخرى.
وتنخفض التكاليف كلما انخفضت الخدمة والإطلالة وابتعد الشاليه عن شاطئ البحر، ليصبح الأجر مع «عبارة خط مولدة» ويشمل تشغيل الإنارة وشحن الهواتف والمراوح والشاشة والبراد لفترات محددة – حسب الاتفاق بين المستأجر وصاحب الشاليه – فيكون الإيجار اليومي بين 200 – 400 ألف ليرة لليوم الواحد.
في حين تبدأ أجور الغرف لشخص أو شخصين مع وجبة الفطور في الفنادق تصنيف خمس نجوم سواء العامة أم الخاصة، من 350 ألف ليرة إلى 650 ألف ليرة لليلة الواحدة، والجناح «السويت» لـ 3- 4 أشخاص تبدأ الأجور اليومية من 650 ألفاً حتى 900 ألف ليرة حسب الإطلالة سواء بحرية أم داخلية والتجهيز إن كان الجناح عادياً أو «سوبر ديلوكس».
تعد هذه الأسعار بداية موسم الصيف وقبل امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوي، ومن المحتمل أن ترتفع بعد انتهاء فترة الامتحانات ودخول شهر تموز المقبل ذروة الموسم السياحي.
ويرى عدد من المواطنين من أصحاب الدخل المحدود أن السياحة باتت لناس وناس وتحديداً لذوي الطبقة المخملية دون غيرهم، متسائلين: عن مدى قدرة أي موظف «عادي» على اصطحاب عائلته إلى شاليه لمدة يومين في اللاذقية، علماً أن تكلفة الإقامة تفوق مرتبه بعشرة أضعاف ونصف الضعف!.
في المقابل، يرى عدد من أصحاب الشاليهات أن ارتفاع الأجور يعود لغلاء تكاليف المقومات السياحية وخاصة تأمين التيار الكهربائي، الذي يتطلب دفع مبالغ طائلة لتشغيل المولدات طوال فترة النهار وساعات محددة في الليل حسب طلب الزبون إضافة للخدمات الأخرى من تنظيف وغسيل وغيرها.
مدير السياحة في اللاذقية فادي نظام أكد لـ«الوطن»، التحضير للموسم السياحي للعام الحالي، والتنسيق مع الجهات المعنية بالشأن السياحي والخدمي لرفع مستوى الخدمة في المواقع السياحية وتقديم خدمات سياحية لائقة.
وأشار إلى أن تحسن العلاقات بين بلدنا الحبيب والدول العربية والخليجية سينعكس إيجاباً على الموسم السياحي بشكل عام، ونأمل أن نشهد حركة سياحية عربية ودولية هذا الصيف، علماً أنه لدينا حالياً حركة سياحية من المغتربين السوريين بدول الخليج الذين بدؤوا فتراتهم السياحية وتوجد أعداد جيدة ومعهم ضيوف من الخليج ومن دول عربية.
وفيما يخص الأجور السياحية، أكد نظام أن هناك نشرات أسعار تأشيرية من الوزارة للفنادق التابعة لها، وأي شكوى من النزلاء حول زيادة عن الأسعار تتم متابعتها فوراً واسترداد المبلغ لمصلحة صاحب الشكوى.
وأكد نظام الاهتمام بالسياحة الشعبية وإقامة الشواطئ المفتوحة إذ يتم العمل على إقامة كبائن خشبية في موقع حميميم وتوسعة موقع لإبلاج بإقامة منشأة فندقية.
مدير السياحة شدد على المتابعة اليومية لعمل الفعاليات السياحية وتكثيف الجولات الرقابية التي تقوم بها دائرة الرقابة والجودة السياحية على المنشآت السياحية لضمان جودة الخدمات المقدمة ومدى التقيد بتعليمات وزارة السياحة من نظافة وتقيد ونشر لوائح أسعار والالتزام باللباس الموحد وغيرها من التعليمات الوزارية، مبيناً تسجيل 12 ضبطاً مؤخراً لعدم التقيد باللباس الموحد وعدم الاهتمام بالنظافة وعدم تجديد بطاقات صحية.
ولفت مدير السياحة إلى العمل على التنسيق مع شركة كهرباء اللاذقية لزيادة ساعات التغذية في المقاصد السياحية، ومع شركة سادكوب لزيادة طلبات المشتقات النفطية للمحافظة، ومع الشركة العامة للنقل الداخلي لتأمين باصات نقل على المحاور السياحية، منوهاً إلى ضرورة الاهتمام بالموسم السياحي لما له من أهمية بالعائدات المادية للخزينة العامة عموماً.
وبيّن نظام أن بعض المنشآت السياحية تتجه لحلول الطاقة البديلة والمتجددة لتوليد الطاقة الكهربائية في ظل التقنين الكهربائي الحالي، إضافة لتركيب سخانات شمسية وترخيص آبار مياه لتكون الخدمات جيدة وتلبي الحاجة بشكل عام.
وأشار مدير السياحة إلى التنسيق مع مديرية الخدمات الفنية والوحدات الإدارية في المحاور السياحية للاهتمام بالنظافة وتقليم الأشجار على الطرق الرئيسية، إضافة لأهمية عمل وسائل الإعلام والجمعيات الأهلية والمجتمع المحلي للترويج للمعارض والمهرجانات ونقاط الجذب السياحي.
كشف نظام عن الاهتمام هذا العام والتركيز على النشاطات الشبابية والرياضية بالتعاون مع الاتحاد الرياضي العام، عبر إقامة نشاطات متنوعة لجذب السياح ومنها «زيب لاين» في مشقيتا باعتبارها محوراً سياحياً مهماً (وسط الطبيعة الساحرة) على غرار «زيب لاين» طرطوس الذي أصبح مقصداً للسياح خلال الفترة الماضية.
كما يتم العمل على إقامة سباق دروب تشرين لموسم جديد وطرح نادي اليخوت للاستثمار بالاتفاق مع الاتحاد الرياضي ليكون منشأة من سوية 4 نجوم، إضافة إلى دراسة لنشاطات رياضية تتعلق برياضة ركوب الخيل.
وذكر مدير السياحة أنه يتم التشجيع على السياحة البيئية لما لها من انعكاس إيجابي على المواقع السياحية وعلى أهالي المنطقة من توفير فرص عمل فيها والحفاظ على الثروة الحراجية وتأمين مقصد سياحي بيئي مخدّم بطريقة صحية ولائقة ومنها موقع المتنزه الحراجي على طريق صلنفة الذي تم افتتاحه مؤخراً من وزارة الزراعة.
وأكد نظام ضرورة وضع لوحات دلالية تعريفية بالشوارع الرئيسية على المسارات السياحية ليعرف السائح الدلالة الطرقية من دون عناء، وذلك من المواصلات الطرقية في المحافظة.