بورصة لـ«المتة» بحماة.. أسعار جهنمية … باعة: تجار الجملة يفرضون أسعارها ونضطر للقبول بها.. والموزع: نضخ كميات كبيرة
| محمد أحمد خبازي
أكد مواطنون كثر من «شريبة» المتة في العديد من مناطق حماة لـ«الوطن»، أنهم يتعرضون في هذه الأيام لابتزاز كبير من الباعة الذين يستغلون اعتيادهم هذه المادة وعدم قدرتهم على الاستغناء عنها أو التخفيف من شربها، ويفرضون عليهم أسعاراً زائدة للعلبة مهما يكن وزنها، وغير معقولة ولا مقبولة.
وبيَّنَ المواطنون أن العلبة التي وزنها 200 غ يبيعها باعة كثر بنحو 8500 ليرة، وذات الوزن 250 غ بنحو 9500 ليرة، وذات الوزن 500 غ بين 21 – 22 ألف ليرة!.
وأوضحوا أن أسعارها جهنمية، وكأن هناك اتفاقاً ضمنياً بين جميع الباعة يقضي ببيعها بأسعار زائدة.
ولفت آخرون إلى أن تحكم الباعة بهذه المادة وفرضهم أسعاراً كبيرة، يستنزفانهم ويسببان لهم معاناة مادية شديدة، فهم يشترونها مرغمين لا أبطالاً، لكونهم لا يستطيعون التخلي عنها، فهي أهم من الخبز – كما يقول أحدهم – وكل يوم يشربونها صباحاً ومساء فقط!.
وأكد عدد من باعة المفرق أن تجار الجملة يبيعونهم هذه المادة بأسعار مرتفعة، لكونها مطلوبة ومرغوبة كثيراً، وأنهم يضطرون للقبول بها وشرائها كي يحركوا البيع والشراء في محالهم. وبيَّن العديد منهم أن المواطنين يشترونها رغم غلائها، ورغم تذمرهم من سعرها فهي مادة ضرورية بالنسبة لهم!.
وقد بيَّنَ عدد من باعة الجملة لـ«الوطن»، أن المادة قليلة، وتباع لباعة المفرق بالسعر النظامي المحدد من الموزع الرئيسي، مع هامش الربح المعقول، بموجب فواتير نظامية، ولكن بعض الباعة «الجشعين» يبيعونها بسعر زائد!.
من جانبه، نفى الموزع الرئيسي في سلمية باسل كنجو، ادعاءات التجار، وبيَّنَ لـ«الوطن» أنه على العكس تماماً، وأنه يتم ضخ كميات كبيرة في السوق ما جعل الأسعار تنخفض، وبعد تخوف التجار من كسر أسعارها بدؤوا بالعرض مباشرة، حيث كان العديد منهم يخفونها لرفع الأسعار، ولكن حالياً بعد الضخ الكبير من الشركة بدؤوا بالعرض مباشرة والبيع بأسعارها النظامية.
وأوضح أنه يتم ضخ نحو 2 طن من وزن 500 غ وبسعر 16 ألف ليرة لتاجر الجملة والمفروض أن يبيعها بسعر 17 ألف ليرة، والعلبة ذات الوزن 200 غ سعرها بالجملة 6745 ليرة، وللمستهلك بسعر 7110 ليرات.
من جهته بيَّنَ مصدر في الشركة المستوردة لـ«الوطن»، أن الشركة توفر حاجة السوق على مستوى سورية وبالكميات الاقتصادية، وبفواتير نظامية مربوطة إلكترونياً مع وزارة المالية، وأوضح أن السوق «شبعانة» ولا توجد مشكلة بتوافر المادة، ولفت إلى أن البيع بأسعار زائدة مسؤولية تجار الجملة.
ومن جانبه، بيَّنَ مدير التجارة الداخلية رياض زيود لـ«الوطن»، أن حماية المستهلك نظمت مؤخراً عدة ضبوط بحق المخالفين الذين باعوا المتة بأسعار زائدة. وأوضح أن الدوريات تتابع حركة الأسواق وتداول الفواتير، وتخالف كل تاجر جملة أو بائع مفرق يرتكب مخالفة.