بعد نهاية الدوري الكروي الممتاز … الفتوة وأهلي حلب وتشرين والمجد تقدمت في الإياب وتراجع غير مبرر للوثبة والجيش وجبلة
| ناصر النجار
متغيرات كثيرة طالت الدوري الكروي في الإياب فاختلف عن الذهاب كثيراً، ففرق تقدمت وفرق تراجعت، ولم يكن الإياب بالمستوى الحماسي الذي كان عليه في الذهاب، ولعل أهم العوامل التي أضعفت مرحلة الإياب تمثلت بالتوقف الطويل للدوري بعد الزلزال إضافة لسوء العديد من الملاعب، فضلاً عن تواضع الأداء التحكيمي وهو الذي غيّر معالم الكثير من المباريات.
الفتوة بطل الدوري كان الأقل حظوظاً بالمنافسة على اللقب في نهاية الذهاب ومطلع الإياب، لكنه كسب الرهان في المحصلة الأخيرة ففاز باللقب لضعف منافسيه ولتخليهم عن المنافسة طوعاً في الإياب كما حدث مع الجيش وجبلة.
لا نقلل من قيمة فوز الفتوة ببطولة الدوري فقد كان الأجدر به، ولكننا بالمقابل لم نكن نرى هذا الفريق القوي الذي يقدم الأداء الجيد والجميل ولم نشعر أن هذا الفريق يضم خيرة نجوم الكرة السورية، ففاز لأن منافسيه كانوا في أسوا أيامهم.
ولعل الأجواء المحيطة بالدوري كانت تدل على شيء خفي لا نعرف له تفسيراً، فماذا نسمي استقالة مدرب تشرين في آخر مباراة بالدوري، وما المبرر الذي يجعل فريق جبلة يواجه الوحدة ناقص الصفوف وبلاعبين أغلبهم من الاحتياط حتى إن دكة الاحتياط لم تكتمل، وبأي قانون نلوم حارس الوثبة الذي فتح مرماه مشرعاً أمام فرق الضيوف وكأن في الأمر شيئاً غير نظيف حتى بادرت الإدارة بمعاقبته لترفع عن نفسها الشبهات.
وإذا عدنا إلى الدوري الألماني في أسبوعه الأخير لوجدنا الثقافة الكروية ونزاهة اللعب هي إمام هذا الدوري، ولم نجد جمهور دورتموند يغضب على ماينز أو يحطم الملعب لأنه حرمه من البطولة، بل تقبل كل ذلك بروح رياضية لأن هذا الجمهور آمن أن الحسم بالملعب وفريقه فشل في ذلك فخرج حزيناً دون أن يتجاوز الحدود والقوانين والأعراف.
دورينا لا يشبه أي دوري بالروزنامة والملاعب والحكام والجمهور، والمفروض أن نعالج كل الأخطاء التي ظهرت لكي نخفف من وطأتها على الدوري ومنافساته.
الفتوة ارتقى من المركز الخامس بنهاية الذهاب إلى المركز الأول بنهاية الدوري.
حقق بطولة الإياب بفارق نقطتين عن أهلي حلب فنال 25 نقطة مقابل 23 نقطة، وزاد على نقاطه سبع نقاط عن الذهاب الذي أنهاه بـ18 نقطة بينما حقق بمجموع النقاط 43 نقطة.
فاز بكل مبارياته بالإياب باستثناء الخسارة مع تشرين صفر/1 والتعادل مع جبلة 1/1.
سجل خمسة أهداف زيادة في الإياب عن الذهاب 18-25 ودخل مرماه هدف زيادة عن الذهاب 6-7.
أشرف على الفريق مدربان، ضرار رداوي في ثماني مباريات نال 14 نقطة بينما درب عمار الشمالي الفريق في 12 مباراة ونال 29 نقطة.
تعادل وحيد
فريق أهلي حلب ابتعد عن البطولة بفارق نقطة واحدة ولو أنه فاز على الطليعة بدل التعادل لكان اليوم متوجاً باللقب، فريق الأهلي يشتكي ظلم بعض المباريات، والمشكلة أن الأخطاء التحكيمية كانت واردة في العديد من المباريات وليس في مباراة أو اثنتين فقط.
مشكلة الأهلي كانت في خط الهجوم، والعقم الذي واجه مقدمة الفريق كان لها الأثر الكبير بعدم نيل اللقب لأن باقي خطوطه كانت جيدة.
على العموم ارتقى الفريق من المركز الرابع إلى الثاني بزيادة أربع نقاط عن الذهاب 19-23 انخفض بالتسجيل عن الذهاب، فسجل لاعبوه عشرة أهداف في الإياب مقابل 11 هدفاً في الذهاب، لكن تحسن الفريق كان على المستوى الدفاعي فدخل مرماه ثلاثة أهداف فقط مقابل ستة في الذهاب فاحتل المركز الثاني على صعيد أقوى دفاع خلف تشرين، تناوب على تدريب الفريق ماهر بحري في الذهاب وحسين عفش في الإياب.
فريق تشرين ارتقى من المركز السادس إلى المركز الرابع في الإياب وحقق المركز الرابع في الترتيب النهائي، تطور تشرين كثيراً في الإياب ولولا التعادلات الأربعة لكان له حظ في البطولة.
نال في الذهاب 14 نقطة وفي الإياب 19 بزيادة خمس نقاط وحافظ على مستوى التسجيل فسجل سبعة أهداف في كل مرحلة ونسبة التسجيل كانت ضعيفة فسجل نصف ما سجلته فرق المقدمة، أما على صعيد الدفاع فكان خطه الخلفي الأقوى فلم يدخل مرماه في الإياب سوى ثلاثة أهداف فصار المجموع ثمانية أهداف.
تناوب على تدريب الفريق رأفت محمد وهشام كردغلي وأخيراً محمد عقيل وعبد الله مندو في المباراة الأخيرة.
فريق المجد ارتقى من المركز 11 إلى المركز الثامن في الإياب وحصل على عشر نقاط رافعاً رصيده إلى نقطتين ولو كانت غلة الذهاب أعلى بقليل لما هبط إلى الدرجة الأولى.
على صعيد الأهداف سجل في الإياب عشرة أهداف بزيادة هدفين عن الذهاب، وتحسن واقع دفاع الفريق فدخل مرماه 18 هدفاً مقابل 22 هدفاً دخلت مرماه في الذهاب، وبالأرقام نجد أن الفريق تحسن في الإياب كثيراً عن مرحلة الذهاب، لكن كما قلنا فإن حصيلته الضعيفة في الذهاب كانت سبباً مباشراً في هبوطه إلى الدرجة الأدنى.
الكرامة تحسن بشكل نسبي عن الذهاب من المركز السابع إلى السادس محافظاً على رصيده النقطي، فحقق عشر نقاط في الذهاب ومثلها في الإياب، ورفع رصيده من الأهداف بزيادة سبعة أهداف، فسجل ثلاثة أهداف في الذهاب وعشرة في الإياب، كما دخل مرماه تسعة أهداف بأقل من هدف في الذهاب تناوب على تدريب الفريق عدة مدربين آخرهم مصعب محمد.
المتراجعون
الوثبة تراجع كثيراً في مرحلة الإياب فبعد أن كان في الصدارة وحظوظه كبيرة بالفوز باللقب توقف فجأة وتخلى عن المنافسة وبات يخسر مبارياته يميناً ويساراً.
تراجع في الإياب من المركز الأول إلى الخامس وخسر 9 نقاط، فنال 20 نقطة في الذهاب و11 نقطة في الإياب، وكذلك على صعيد الأهداف فسجل تسعة أهداف بأقل خمسة أهداف مما سجله في الذهاب، ودخل مرماه خمسة أهداف زيادة في الإياب فدخل مرماه ذهاباً خمسة أهداف، وإياباً عشرة أهداف، درب الفريق فراس معسعس وحسان إبراهيم.
الجيش يماثل الوثبة في الهبوط فتراجع من المركز الثالث ذهاباً إلى السابع إياباً وخسر تسع نقاط، نال في الذهاب 19 نقطة وفي الإياب عشر نقاط فقط.
على صعيد الأهداف تراجع بنسبة هدفين 14-12، لكنه على الصعيد الدفاعي تدهور كثيراً فتلقى مرماه 13 هدفاً بعد أن استقبلت شباكه خمسة أهداف فقط في الذهاب أي بزيادة ثمانية أهداف، درب الفريق عدة مدربين آخرهم أنس مخلوف.
جبلة تراجع من المركز الثاني إلى الرابع وخسر ثلاث نقاط في ذلك، ولو فاز على الوحدة في ختام الدوري لكان ميزانه متعادلاً بين الذهاب والإياب، نال في الذهاب 19 نقطة وفي الإياب 16 نقطة، على صعيد الأهداف تراجع منسوب التسجيل كثيراً فلم يسجل الفريق في الإياب إلا 11 هدفاً بنقص تسعة أهداف عن الذهاب وهو تراجع يرفع إشارات استفهام عريضة؟ بالأهداف التي دخلت مرمى الفريق كانت الزيادة بهدفين، فاستقبلت شباك جبلة سبعة أهداف في الذهاب وتسعة في الإياب، درب الفريق علي بركات وماهر بحري.
الوحدة تراجع في الإياب من المركز الثامن إلى المركز العاشر وخسر نقطتين 9-7 ولم يفز إلا في المباراة الأخيرة على جبلة 1/صفر.
كذلك تراجع بنسبة هدفين على صعيد التسجيل 5-7 وتلقى مرماه في الإياب 12 هدفاً بزيادة هدف واحد عن الذهاب، عدة مدربين تناوبوا على تدريب الفريق بدءاً من زياد شعبو ووليد الشريف وعمار الشمالي وأحمد عزام.
حطين بقي يدور في المكان نفسه، تراجع من المركز العاشر إلى المركز 11 نقاطه كما هي سبع في الذهاب ومثلها في الإياب وأهدافه سبعة في الإياب بزيادة هدف عن الذهاب وتحسن أداؤه الدفاعي فدخل مرماه 13 هدفاً في الإياب مقابل 18 في الذهاب، تناوب على تدريبه كل من: عبد الناصر مكيس وعمار ياسين ومحمد شديد.
الطليعة حافظ على مكانه في المركز التاسع في الذهاب والإياب، نال ذهاباً سبع نقاط وإياباً ثماني نقاط وسجل في الذهاب سبعة أهداف وتراجع في الإياب إلى ثلاثة أهداف، وهو الأضعف بين فرق الدوري بنسبة التسجيل، دخل مرماه تسعة أهداف بينما تلقى مرماه عشرة أهداف في الذهاب، درب الفريق بشار سرور وفراس قاشوش.