اقتصاد

ماذا أبقيتم لنا.. ؟!

| هني الحمدان

ماذا أبقيتم لنا حتى يبقى شيء من الأمل في صدورنا؟ تركتم الفساد والنفاق والمحاباة، بعد جملة القرارات التي حولت الحياة لتتورم بالديون وضيق الصدور..! ماذا تركتم للفقير وغير الفقير حتى يردع نفسه التي صارت أمارة بالسوء.. ألا تتغير سلوكياته وربما تنحل أخلاقه ويصبح مرتشياً وسارقاً ومتسولاً؟.. وربما يضحّي بأغلى ما يملك ليسد متطلبات معيشة ضنكاً.. فالفقر ضرب كل شيء في البلد، والرشوة بازدياد من دائرة إلى دائرة، ومن موظف لآخر.. وجاهل ومغيب من ينكرها أو يدعي غير ذلك.. فالرشوة والانحلال إذا امتدا على مساحة واسعة لتشملا نفوساً وشخوصاً جدداً تستسهل بيع كل شيء من أي قيم أو مرتكزات، كما تستسهل «طج الختم» على معاملة تفوح منها روائح الرشوة، فكما الرشوة تفتح باب المسؤول، فمن المؤكد أنها تفتح كل الأبواب.. فحذار مما تفعلونه في الناس، بعض القرارات يلتف عليها وباتت مرتعاً للرشوة وعدم تأدية الواجب بكل نزاهة وشفافية..!

الوجع صار مؤلماً ولا يكفيه أي حبر، أنين الضيق يتسع مداه، قرارات رسمية جلها يصب في زيادة هوة الفقر وإلحاق الهزيمة بالمواطن، ما يحصل مدعاة للتوقف ملياً عند كل الجزئيات والمفردات، ماذا بعد..؟ الكل يعرف أن الدولة شأنها شأن دول أخرى عانت وتعاني من ظروف اقتصادية دولية وتأثير أزمات الدول والحروب على اقتصادات بعض الدول ونحن لسنا بمنفصلين عن تأثيرات ذلك، لكن يجب ألا يكون المواطن أول الحلول، لماذا لم تجعلوه آخر الحلول..؟! ابدؤوا بأنفسكم.. خفضوا رواتبكم ونفقاتكم ومخصصاتكم، وألغوا أذونات سفركم التي صارت بالملايين..! كيف ترضون أن يعاني بلدكم واقتصاده ومواطنكم ولا تضحون ببعض الرفاهية.. ؟ انصحوا أصحاب القرار ومن يتنعمون بخيرات المؤسسات وميزانياتها أن يبدؤوا التقشف بأنفسهم وأسرهم وحواشيهم لتتبعهم باقي الرعية..!

لا تستقووا على من يبكون خوفاً على وطنهم آناء الليل وأطراف النهار.. لا تبدؤوا بسياجه حتى لا يصل العيب والخلل إلى غرفه الداخلية..! لتكن القرارات مريحة وليست مجحفة بحق السواد الأعظم، رفع الدعم عن شريحة واسعة سيزيد الفقر فقراً، هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يتدبرون قوت يومهم، لقد استسهلتم تدبير «خيبات» السياسات على ظهر المواطن وحده، هناك ملفات كالتهرب الضريبي والتهريب وغش المناقصات ولعب لجان المشتريات وإنفاق القطاعات على مسائل ليست بتلك الأولوية هي أولى بالتفحيص والمتابعة وتجفيف منابع فسادها، علكم بذلك تعوضون للخزينة من عوائد، بدلاً من رفع الدعم عن سيارات «كراكيع» المواطن والإصرار على بقائه يعاني ذل النقل والمواصلات..! لكن كان المواطن وما زال يدفع الضرائب وضريبة فشل سياسات خاطئة.. يبدو لا أمل..!!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن