اقتصاد

ما دخل «اليوتيوبر» السوري؟ … حبش لـ«الوطن»: بعض الأرباح من الإعلانات المحلية وبعضها عبر حسابات خارجية … فاعور لـ«الوطن»: «اليوتيوب» أقل المواقع ربحاً والاستعانة بوسيط مجازفة كبيرة

| راما ابو لبن

يبحث الكثير من السوريين اليوم عن مصادر مختلفة للربح، ومنها صناعة المحتوى على الإنترنت، طمعاً بالحصول على مردود مادي كبير بمجهود أقل، فانتشرت مؤخراً الكثير من المنصات، ورُوج للكثير من الأسماء، فهل يحصل هؤلاء جميعاً على الأرباح المنشودة؟

الخبير التقني محمد حبش أوضح في حديثه لـ«الوطن» أن آلية ربح المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي من داخل سورية تختلف حسب الأسلوب المتبع، مشيراً إلى أن الربح الأعلى يعود للإعلانات المحلية وهو أسلوب لا علاقة له بالحظر الاقتصادي، وإنما علاقة مباشرة بين المعلن وصانع المحتوى.

أما عن الطريقة المتعارف عليها عالمياً في الربح من البرامج، كآلية الحصول على الأرباح من «اليوتيوب» مثلاً والتي يتعذر الوصول إليها من داخل سورية بسبب الحظر الاقتصادي، أكد حبش أن صانع المحتوى أمام خيارين؛ إما الاتفاق مع شخص خارج البلاد يقوم بتفعيل الحسابات المطلوبة ثم يبدأ باستلام الأرباح ومن ثم يعيد إرسالها لصاحب القناة، أو عن طريق التعامل مع وسيط «وكالة».

وعن آلية التعامل مع الوكالات أوضح حبش أنها تتعاقد مع صانع المحتوى مقابل نسبة متفق عليها من الأرباح، مضيفاً: إن هذه الوكالة تقوم بتفعيل حساب «Adsense» الواجب تفعيله من خارج البلاد حتى يحصل على أرباح، ويصبح الوكيل مديراً إلى جانب صاحب القناة يساعد في تحسين القناة وزيادة شعبيتها وتفعيل إعلانات «اليوتيوب»، مشيراً إلى أن الوكيل لا يعمل مع صغار القنوات، لأن نسبة المشاهدات فيها ضعيفة وكذلك الإعلانات، إذ إن ربح الوكيل يعتمد على قوة القناة وانتشارها وارتفاع أرباحها، وبالتالي ارتفاع نسبة أرباحه.

وتابع حبش: الربح من التطبيقات مختلف الأشكال، والشائع اليوم هو العملة الافتراضية التي ظهرت خلال تقنية البث المباشر على موقع تيك توك وبعض المواقع الأخرى؛ وهي عبارة عن أيقونات يدفع قيمتها المتابعون ويرسلونها أثناء البث، وعليه يقوم صانع المحتوى بتحويل هذه الأيقونات إلى قيمها المالية المتعددة والتي تختلف بحسب الأيقونة، وكشف أنه حديثاً بدأت تقنية العملات الافتراضية في موقع «فيس بوك» أيضاً.

بدوره الخبير التقني نضال فاعور أكد أن من أساليب الربح عبر الإنترنت، الاستثمار في تداول العملات الرقمية، مبيناً أن أرباحها كبيرة جداً، وصناعة الـNFT؛ وهي رموز غير قابلة للتداول وبالتالي غير قابلة للتزوير، وتختلف أسعارها بحسب أنواعها التي تشمل اللوحات والصور والفيديوهات وغيرها.

أما عن آلية الكسب من صناعة المحتوى، اعتبر فاعور أن الاستعانة بوسيط، مجازفة كبيرة بسبب غياب الضمانات، لأن الأرباح ترسل إلى عنوان الوسيط وإمكانية الاحتيال والسرقة هنا قائمة، لكن هذه هي الطريقة الأكثر انتشاراً.

وذكر فاعور أن أغلبية صناع المحتوى من السوريين لديهم مَحافظ إلكترونية، لأننا في سورية لا يوجد لدينا أي بنك يتعامل مع أرباح الإنترنت بشكل مباشر، ومن يفتقر للخبرة يلجأ إلى شركات وسيطة وهو حل خاطئ، فالوسيط دائماً هو المتحكم بصانع المحتوى، مضيفاً: إن الأرباح التي تصل لصانع المحتوى ليست إلا «فتافيت».

وفي مقارنةٍ بسيطة لأرباح المواقع المختلفة عالمياً، أوضح فاعور أن «اليوتيوب» هو الأقل ربحاً اليوم، إذ تتراوح أرباحه الشهرية بين 2.7 و3.6 ملايين ليرة، أما الموقع الصيني «تيك توك» فأرباحه أكبر بكثير، وتصل إلى نحو 27 مليون ليرة شهرياً، لافتاً إلى أن «فيس بوك» صرح مؤخراً عن منح صناع المحتوى مبلغاً محدداً في الشهر يقابله بالليرة السورية 16.2 مليون ليرة حالياً.

وختم فاعور بالإشارة إلى وجود طفرة بالذكاء الاصطناعي في سورية اليوم، داعياً للتوجه نحو التأسيس الصحيح في صناعة المحتوى ومواكبة تطورات الذكاء الاصطناعي لنبدأ في وضع الأسس تهيئة للمرحلة القادمة.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن