سورية

أكد أن الحل في سورية ولبنان هو برفع الحصار وخروج القوات المحتلة … شرف الدين: إعادة النازحين مستمرة ببطء وطواعية وذاهبون لـ«الترحيل الآمن»

| وكالات

أعلن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال اللبناني عصام شرف الدين أمس، أن إعادة النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى بلدهم، مستمرة ببطء وبشكل طوعي، وأن بلاه ذاهبة إلى ما يعرف بـ«الترحيل الآمن»، وكشف أن زيارة الوفد اللبناني الرسمي إلى دمشق قريبة وأنه سيتم خلالها مناقشة ملفات عدة في مقدمتها إعادة اللاجئين، مؤكداً أن بداية الحل في لبنان وسورية هو برفع الحصار الذي تفرضه الدول الغربية وأميركا على كلا البلدين وكف أيديهم عنهما وخروجهم من الأراضي التي يحتلونها في شمال شرق سورية حيث «يسيطرون على منابع النفط هناك».

ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن شرف الدين قوله أمس في معرض رده على سؤال حول ما وصلت إليه عملية إعادة النازحين من لبنان إلى بلدهم: «هناك 4 دول أساسية مضيفة للاجئين السوريين، هي لبنان وتركيا والعراق والأردن، وفيما يتعلق بلبنان هناك حراك مستمر لإعادة النازحين لكنه يتم بشكل بطيء».

وبشأن الأحاديث التي تصدر عن بعض الدول الغربية والمنظمات الحقوقية حول إعادة قسرية للنازحين السوريين من لبنان، ذكر شرف أنه لم يطرح حتى الآن أي موضوع يخص أو يتعلق بمسألة الإعادة القسرية والجبرية للاجئين إلى سورية، وأشار إلى أن ما طرح فقط هو ما يتعلق بالعودة الطوعية لهم، لكن أعداد من تقدموا لم تكن كبيرة مقارنة بالأعداد الموجودة داخل لبنان، وبالتالي «نحن ذاهبون إلى ما يعرف بعملية الترحيل الآمن».

وأوضح أن «الترحيل الآمن» للنازحين السوريين، من المفترض أن يبدأ من المخيمات التي تحتوي على 350 ألفاً، حيث يتم إعداد لائحة بأسماء النازحين في هذه المخيمات يتم عرضها على مديرية الأمن العام في لبنان، ومن ثم عرضها على الأمن الوطني السوري من خلال وزارة الداخلية اللبنانية، وأي شخص تتضمنه هذه اللائحة نجد أنه مطلوب على ذمة خدمة علم، أو دعاوى قضائية أو مطلوب للعدالة بشكل عام، لن يسلمه لبنان ولن يتم ترحيله، وستتوجه الدولة لمعالجة أزمته في سورية، وبعدها يمكن ترحيله ليلتحق بعائلته وبلده.

وبخصوص عودة سورية للجامعة العربية وأهميتها للبنان ولقضية النازحين، أكد شرف الدين أنها خطوة مهمة جداً وتبشر بالخير، وقال: «نحن متفائلون من البيانات التي صدرت عن القمة العربية الأخيرة بجدة، وبعد القمة الخماسية التي عقدت في الأردن، حيث تحدثت عن ضرورة الحفاظ على وحدة سورية جغرافياً»، وكذلك ضمان أمنها واستقرارها، مع ضمان عودة النازحين السوريين من بلدان اللجوء، ومن ضمنها لبنان».

وفي معرض رده عن مدى مساهمة النزوح السوري في زيادة أزمة لبنان الاقتصادية، أكد شرف الدين أن تلك الأزمة كبيرة، وموجودة من قبل وجود النازحين السوريين في بلاده، لكن العدد الضخم للنازحين، والذي بلغ مليونين و50 ألفاً، أثر بشكل كبير على لبنان، وساهم في زيادة معدل انهيار الاقتصاد أكثر وأكثر.

وقال شرف: «وضع لبنان المالي والاقتصادي رديء وسيئ للغاية، وما يساهم في زيادة الأزمة الحصار المفروض من خلال ما يسمى «قانون قيصر» الذي فرضته الولايات المتحدة الأميركية، الذي لا يطول سورية فقط بل لبنان أيضاً، حيث لا يملك لبنان أي منفذ بري سوى سورية، ومن خلاله يتم ترانزيت وسائل النقل التي تذهب إلى العراق والخليج، إضافة إلى أزمة الطاقة، والحصار الكهربائي المفروض من واشنطن، حيث تمنع مرور الكهرباء من الأردن إلى لبنان، ما زاد من الأزمات وفاقمها».

ولخروج لبنان من كل هذه الأزمات، أكد شرف الدين أن طريق الخروج معروف ويتمثل برفع الدول المانحة وفي مقدمتها أميركا والدول الغربية الحصار المفروض على لبنان وسورية، والبدء بالتفكير في حلول تصب في مصلحة دول العالم الثالث بشكل عام، ومصلحة بيروت ودمشق بشكل خاص، ولا بد من أن يكفوا أيديهم عن دولنا، ومن خروجهم من شمال شرق سورية، حيث يسيطرون على النفط هناك.

وأضاف شرف: «في النهاية، الموضوع برمته سياسي بامتياز، والشعب والاقتصاد اللبناني من يذهبون ضحية لهذه السياسة، وكذلك النازحون الذين يدفعون ثمن الإغراءات التي تقدمها هذه الدول المانحة لمفوضية شؤون اللاجئين».

وفيما يتعلق بزيارة الوفد الرسمي اللبناني إلى سورية، أشار شرف الدين، إلى أن هناك خطوات جارياً الإعداد لها، أولاها عقد لقاء تشاوري لوزراء لبنان مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي هذا الأسبوع، حيث من المقرر أن يتم خلال اللقاء التفاهم على كل شيء يتعلق بالزيارة، وبعد مؤتمر بروكسيل من المنتظر أن يتم تحديد جلسة مجلس وزراء رسمية من أجل أخذ قرار تشكيل الوفد لزيارة سورية، لمناقشة قضايا مهمة تتعلق بالتعاون والاهتمام المشترك للبلدين، وفي مقدمتها قضية النازحين السوريين وإعادتهم من لبنان.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن