منح العالم باولو ماتييه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة … الرئيس الأسد والسيدة الأولى يستقبلان المشاركين في المؤتمر الدولي «آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال»
| الوطن
استقبل الرئيس بشار الأسد والسيدة الأولى أسماء الأسد، أعضاء البعثات الأجنبية والخبراء السوريين المشاركين في المؤتمر الدولي «آخر نتائج الأبحاث الأثرية السورية وتداعيات الزلزال» الذي تستضيفه دمشق بمشاركة مجموعة من الباحثين السوريين والأجانب من إيطاليا وبولندا وهنغاريا والتشيك وألمانيا.
وحسب البيان الرئاسي، دار الحديث عن الهوية والتاريخ والتراث المادي وحماية هذا التراث الذي كان هدفاً صريحاً من أهداف الحرب على سورية، التي استهدفت تاريخ سورية وتراثها كجزء أصيل من التاريخ والتراث العالمي لا بل هو في قلب هذا التاريخ وأحد أبرز أعمدته.
وأشار البيان إلى أن من أبرز الوجوه الحاضرة مكتشف مملكة إيبلا عالم الآثار الإيطالي باولو ماتييه الذي منحه الرئيس الأسد أمس وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة في مراسم جرت بحديقة المتحف الوطني بدمشق وقلدته الوسام نائب رئيس الجمهورية د. نجاح العطار.
وجاء منح الرئيس الأسد العالم الإيطالي باولو ماتييه وسام الاستحقاق، تقديراً لجهوده في البعثات الأثرية التي كان فيها، ورئيساً لها في مراحل من تاريخ التنقيب، وهو الذي كشف عن آثار إيبلا، ووضعها جنباً إلى جنب مع الحضارات القديمة، حيث جاء هذا التكريم للعالم الإيطالي الذي أعطى سورية خلاصة عمره وتجربته، وبقي وفياً لحبه حتى في الحرب، ولم يتأثر بالضغوط، وهو ما تحدثت عنه العطار في كلمتها خلال منحه الوسام والتي أشارت فيها إلى أن التكريم هو أيضاً تقدير لرسالته التي حملها في عمله الأثري، وفيما حققه، وفي تعاونه المخلص مع سورية في كل ظروفه.
وأضافت: «نحن وأنتم في إيطاليا متوسطيون يجمعنا من زرقة المتوسط وشاح فكري أزرق، بعضه عطاء وبعضه أخذ، وقد أخذنا جميعاً في التبادل الحضاري والثقافي وأعطينا، وفي التاريخ شواهد على هذا التبادل الخلاق، لذلك علي اليوم أن أعترف بالحق من منطلق الموضوعية بأن مملكة إيبلا في أرضنا السورية المحلقة في الأعجوبة والعائمة كما الخيال على بحر من الحضارات الأكثر قدماً في سحيق الأزمنة قد اكتشفها بالعمل الدؤوب والجهد المضني ووضع في أيدينا مفاتيحها العالم الإيطالي الكبير باولو ماتييه الذي تدوي شهرته في أربع جهات الأرض».
بدوره أعرب ماتييه بعد تقلده وسام الاستحقاق، عن امتنانه لحصوله على أعلى درجة استحقاق لعمله كعالم آثار، مكرساً عمله لاكتشاف أقدم الآثار والحضارات، مضيفاً: «إيبلا بلد حضارة مهمة جداً، وكانت الأهم في تاريخ الشرق القديم وقرون العصور الوسطى، وإن اكتشاف إيبلا لا يقدر من منظوره المحلي أو الإقليمي، فأهميتها تعود للعام 23 قبل الميلاد، وهذا مهم لكل التاريخ نظراً لظهور لغة وثقافة جديدة بعد اكتشاف قصر إيبلا، وبذلك عززت سورية من موقعها ومكانتها لتصبح على حضارة النيل والرافدين نفسها».
وأضاف ماتييه: «إن هذا الاكتشاف تم تقديره من قبل الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي كان مهتماً جداً بعملنا واستمر الاهتمام من قبل الرئيس بشار الأسد والذي تمثل بتكرم السيدة الأولى أسماء الأسد بزيارة الموقع، كما قامت جامعة سبينزا الإيطالية بتقديم الدكتوراه الفخرية للسيدة أسماء الأسد لمشاركتها واهتمامها بالإرث الثقافي السوري».