ما أجمل الرفد الثقافيّ ونطقه القويم! وما أبهى نطق نوره وبديع عزفه، عزف الشيء الذي يناشد حلم العقول «حلم الرّؤى والأفكار الوهّاجة»، حلم الإتيان إلى سِيرة المفكرين العقلاء الذين أوقدوا شعلة الفكر الأول وكانوا مرساة حلمه إذ سما صوت الحلم الواعي وأصبح لهم نبوءة مستنيرة « نبوءة تُفاخر بحلمها ورجاء قوله الواعد» قوله البليغ الهادف.
ما أجمل الفكر والحلم العقلانيّ وإن بان نوره ولاحَ الفكر يروي قصصاً من دساتير وجدهاً ونوراً من قصائد حلمه المُضاء بشيءٍ تعجبيّ الرؤى الوهّاجة وإذ يمتثل فكره صنيع العصور الضوئيّة..
وتقوم فلسفاته الفكريّة على ضوء المعارف إذ جاء نورها عبر الأزمان وقيلَ في الفكر ما قيلَ واتّضح بأن الفكر هو نبوءة العقلاء وهو يُشكّل مُشكاة نورهم على مرّ التاريخ.
ويلعب دوراً بارزاً في رفد الشيء الثقافيّ وجعله حكايةً أخرى من حكايات الفكر الوهّاج، وسموّ عظمته إذ تبلغُ المراتب العُليا، وتصيغ دساتير إبداعيّة يرتقي شأن المفكرين بصورةٍ أو بأخرى، ويسمو بسؤال حالهم، سؤال فكرهم الناضج ومعرفته القويمة ولحنه المُزدهر حدّ التعجب، ونداء الشيء الجوهريّ إن سأل عن حاله قال كلمة تُمثّلُ بلاغة قوله وما أجمله!
قالها في الفكر وعظمته حيث تتوارد الرؤى عند حدود كلامه الحاصل وتتوارد الجماليات وكأنّها بوح الذات الإبداعيّة، بوح التعجب الإبداعيّ إن أتى حاصل أمره وأصبحنا ننتمي إلى بوصلة الفكر والفكرة العظيمة.
وننتمي إلى شيءٍ يُسمّى «الرفد الثقافيّ» وإيجاد بوصلة الشيء الإبداعي الواحد الذي تنصهر به كلّ الاتجاهات الثقافية، وبالتالي تُحدّد ماهيّة جوهرها، جوهرها الآتي الذي يُجسّد رسالات الضّوء الفكريّ، الضّوء وشعاعه الأزليّ الذي يُسمّى بحامل جواهر الرسالات الثقافيّة ومدلولها الفكريّ، وهنا يُقصد مدلول الإبداع بكل أوصافه الفكريّة والإنسانية على حدٍّ سواء.
وبكل «تجلّيات المعرفة الوثقى» ونورها المُضيء الذي يُضيء يقين المعرفة العظيم..
يُضيء مشكاة كنوز المعرفة وبشتى مجالاتها ويحمل مُشكاة العلم من حيث البداية وحتى النهاية.
ويعرف في مُدارك الأمور وعينيّ يقينها إذ يقف على ضفتيّ نهر المعرفة الفضلى، أي معرفة الشيء الفكريّ الذي يحمل اسم الرافد والمرفود الثقافي الذي يحمل مُشكاة من شعاع نوره الذي لا ينتهي.
وكذلك يحمل صوت العقل والعقلاء صوت الحقيقة وصدى معزوفتها الأزليّة، التي تنشد ألحان الرقي المعرفيّ المنشود في كلِّ زمانٍ ومكانٍ.
وتؤكد ضرورة طرح موضوع «الرفد الثقافيّ» عندما يُرفد أمره بطريقة صحيحة وقد يكون حقيقة موضوعيّة حائرة بين المعلومة المُثبّتة وما يستجد عليها من أبحاثٍ ثقافية تبلغ ذروة الهدف المعرفي وترتقي به قولاً وفعلاً.
ترتقي بذلك الفكر وبلغة الرفد الثقافيّ الذي لا يُغريه إلا نور المعارف الحقّة ومستجدات الشيء الثقافي بشكله العلمي والذي يقول: إن الرفد الثقافي هو ضرورة ملحة تُمثّل «كنز المعارف» الذي يُرفدُ دائماً ما دام هناك توارد بنور الأفكار وما يُسمّى الفكر والرافد الثقافيّ الذي يضيء عوالم الثقافة.