رياضة

ثقافة سلبية

| مالك حمود

الواضح أن كرة السلة السورية تعيش واحداً من أحلى مواسمها، مع الصورة الجميلة للدوري السوري للمحترفين.

صورة قوامها الجماهيرية والحالة التنافسية العالية ولاسيما للتأهل إلى الفاينال، ولعلها المرة الأولى التي يتسع فيها التنافس ليصل إلى ستة فرق لدخول دور الأربعة (الفاينال فور) مع الإشارة إلى دخول النواعير كفريق جديد على الساحة التنافسية كي يفرض اسمه ويقدم نفسه كقطب جديد في السلة السورية.

بينما كان الجمهور هو العامل الأساسي والدافع الحقيقي لبلوغ الفرق المجتهدة مبتغاها، وسر جمال اللوحة السلوية المتميزة.

الجمهور السوري كان العلامة الفارقة لكرة السلة السورية في الدوري الحالي، لكن ثمة ظاهرة سلبية راحت تعكر صفو اللوحة الجميلة لسلتنا والأجواء الجماهيرية لمبارياتها القوية مع فواصل الشتم الجماعي من الجمهور لبعض اللاعبين.

الحالة لم تكن فردية، ولم تنحصر في مباراة واحدة أو صالة واحدة أو مدينة واحدة، بل شملت عدداً واسعاً من جماهير فرقنا المحلية التي أشبعت بعض لاعبي الفرق الأخرى بسيل من الشتائم المعيبة والمخجلة.

من سمح لهؤلاء المشجعين التطاول على اللاعبين والإساءة لكراماتهم وأعراضهم، وبأي حق يتم ذلك، ومن المسؤول عن حماية اللاعب وكف الأذى عنه، وأين اللوائح الانضباطية التي تضع حداً لتلك التصرفات المعيبة بحق رياضتنا ونجومها؟!

وإذا غابت حالات كهذه عن اللوائح الانضباطية الحالية بينما تتوجه نحو جوانب أخرى من المباراة، فالأجدر تعديل تلك اللوائح، ولنتذكر اللوائح القديمة التي كانت تتكفل بحماية كل عناصر الفريق من لاعبين وطواقم وحكام، من خلال إيقاف المباراة وتسجيل إنذار على الفريق الذي بادر جمهوره للإساءة، وفي حال تكرار الإساءة توقف المباراة ويتم تسجيل إنذار ثاني، وكل إنذار له عقوبته وغرامته، وفي حال التكرار، توقف المباراة ويتم إخراج الجمهور المسيء من الصالة، وإذا ما تعذر ذلك توقف المباراة ويعتبر فريق الجمهور المسيء خاسراً.

هكذا كانت اللوائح، وهكذا يحدث اليوم على هامش مبارياتنا، ويشوه لوحتها الجميلة، فهل من منقذ؟!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن