رياضة

نهائي دوري المؤتمر الأوروبي بنسختها الثانية 2022/2023 … ثاني أبطال الإنكليز يواجه أول أبطال الطليان .. فيورنتينا وويستهام نحو استعادة مجد قديم

| خالد عرنوس

تقام الليلة بداية من الساعة العاشرة مساءً بتوقيت دمشق المباراة النهائية لآخر المسابقات الأوروبية والتي أطلق عليها الاتحاد الأوروبي (دوري المؤتمر أو المؤتمرات) وتجمع فريقي فيورنتينا الإيطالي مع ويستهام يونايتد الإنكليزي وذلك على ملعب (إيدين) فورتونا أرينا في العاصمة التشيكية براغ تحت قيادة الحكم الإسباني كارلوس ديل سيرو غراند، وتعد هذه المواجهة الأولى من اثنتين على مستوى النهائيات القارية بين ناد يمثل الكالشيو وآخر يمثل بلاد أم كرة القدم، أما الثانية والأهم فتتمثل بنهائي دوري أبطال أوروبا الذي يجمع إنتر ميلانو ومانشستر سيتي الإنكليزي مساء السبت القادم، ولا يعد طرفا نهائي الليلة من الكبار في بلديهما في الوقت الحالي إلا أنهما من أصحاب السوابق في عالم مسابقات القارة العجوز فتوج كل منهما بلقب المسابقة المندثرة (كأس الكؤوس الأوروبية).

بطلان قديمان

عندما تلتقي إيطاليا مع إنكلترا كروياً فنحن أمام اسمين كبيرين في عالم كرة القدم على الرغم من تفوق منتخب إيطاليا الأول على نظيره الإنكليزي على مستوى البطولات الكبرى وها هما تقابلا في نهائي يورو 2020 وفاز الآتزوري يومها بركلات الترجيح، وإذا كان الآتزوري يتفوق عملياً فيكفي الإنكليز أنهم آباء كرة القدم الذين صنعوا قوانينها وبطولاتها وقاموا بتصديرها للعالم أجمع، وعند الوصول إلى بطولات الأندية الأوروبية بتاريخها الممتد إلى 68 عاماً نجد أن أندية البلدين تحتل مركزاً مرموقاً على مستوى كل المسابقات ولا تتقدمها سوى أندية إسبانيا على مستوى الألقاب، فقد خاضت أندية إنكلترا 82 نهائياً على صعيد المسابقات الأوروبية مقابل 76 نهائياً لأندية الكالشيو وهنا الأمر يتعلق بدوري الأبطال وكأس الكؤوس والدوري الأوروبي وكأس السوبر إضافة إلى لقب دوري المؤتمر بنسختها الأولى، أما على مستوى الألقاب فتتقدم إنكلترا بواقع 44 لقباً مقابل 39 لأندية إيطاليا.

واليوم يجمع نهائي دوري المؤتمر بين فريقين ليسا من كبار أندية البلدين لكنهما بطلان سابقان على البطولات الأوروبية، الأول هو فيورنتينا بطل كأس الكؤوس الأوروبية موسم 1960/1961 ليكون أول متوج في بطولة أوروبية بين كل الطليان ويومها هزم غلاسكو رينجرز الإسكتلندي بنتيجة 2/1 ولم يفقد لقبه سوى في النهائي المعاد للنسخة التالية عام 1962 أمام أتلتيكو مدريد بنتيجة صفر/3 عقب التعادل في النهائي الأساسي 1/1، علماً أنه أول أندية الكالشيو الذين بلغوا نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة وذلك في موسمها الثاني وخسر يومها من الريال بهدفين، ويسجل التاريخ للفيولا أنه بلغ نهائي كأس الاتحاد الأوروبي (اليوروباليغ) 1990 وخسر يومها أمام مواطنه يوفنتوس صفر/صفر و1/3.

وإذا كان فيورنتينا الذي تأسس عام 1926 توج بتسعة ألقاب محلية (2 دوري و6 كأس ومرة كأس السوبر) فإن ويستهام أحد أندية لندن تأسس عام 1895 ولم يسبق له التتويج بلقب الدوري المحلي وفي سجله 3 ألقاب في كأس إنكلترا ولقب على مستوى الدرع الخيرية، أما أوروبياً فقد توج بطلاً لكأس الكؤوس عام 1965 وذلك على حساب ميونيخ 1860 الألماني 2/صفر وخسر نهائي 1976 أمام أندرلخت البلجيكي 2/4.

الطريق نحو النهائي

الفريقان شاركا في دوري المؤتمر للمرة الأولى وهي المشاركة الأولى قارياً لفيورنتينا منذ 2017 واحتاج إلى 16 مباراة لكي يصل إلى النهائي مسجلاً 11 انتصاراً وتعادل مرتين وخسر ثلاث مباريات، وبدأ مشواره من الدور المؤهل إلى دور المجموعات فتخطى تفينتي أنشكيدة الهولندي بالفوز 2/1 ثم التعادل سلباً، واحتل الفيولا المركز الثاني في المجموعة الأولى بفارق الأهداف والمواجهات وراء باشاك شهير التركي بعدما خسر أمامه صفر/3 وفاز عليه 2/1 وفاز كذلك على هارتس الإسكتلندي 5/1 و3/1 وتعادل مع ريجاس اللاتفي قبل الفوز عليه 3/صفر في لاتفيا، وبحلوله بالمركز الثاني احتاج لخوض مباراتي ملحق مع فريق هابط من الدوري الأوروبي وفيهما فاز على سبورتنغ براغا البرتغالي 4/صفر و3/2، وفي دور الـ16 تجاوز سيفاس التركي بالفوز عليه في فلورنسا بهدف ثم 4/1 خارج أرضه، تخطى ليش بوزنان بالفوز عليه 4/1 في بولندا ثم الخسارة 2/3، وهو ما كرره في نصف النهائي عندما خسر ذهاباً 1/2 أمام بازل السويسري قبل أن يرد عليه بالنتيجة ذاتها في بازل فامتدت المباراة إلى أوقات إضافية خطف خلالها الفيولا هدف التأهل.

وشارك ويستهام في دور تحديد المتأهل إلى دور المجموعات ففاز على فيبورغ الدانماركي 3/1 و3/صفر، ثم حقق العلامة الكاملة في المجموعة الثانية وهو الوحيد الذي فعلها في النسختين الأولى والثانية وذلك عقب فوزه على ستيوا الروماني 3/1 و3/صفر وسيلكابورغ الدانماركي 3/2 و1/صفر وأندرلخت البلجيكي 1/صفر و2/1، وفي ثمن النهائي فاز على إيك لارنكا القبرصي مرتين 2/صفر و4/صفر، وفي ربع النهائي تعادل عل أرض جينت البلجيكي 1/1 قبل أن يفوز إياباً 4/1 وفي نصف النهائي اصطدم بوصيف بطل النسخة الأولى (إيه زد ألكمار) الهولندي ففاز عليه 2/1 و1/صفر ليبلغ النهائي دون أي هزيمة في 14 مباراة فاز في 13 منها.

على الأرض

من خلال مسيرة الفريقين نجد أن ويستهام يبدو أثقل على المستطيل إلا أن النتائج التي سجلها الفريقان ليست راجحة في النهائي بالضرورة والكلمة الفصل ستكون للمدربين، ديفيد مويس المدرب الإسكتلندي لويستهام والأكثر خبرة على ما يبدو (60 سنة) وقد تسلم مهمته مع المطارق عام 2019 مقابل فيتشينزو إيتاليانو (45 سنة) والذي يختتم موسمه الثاني مع الفيولا وقاده إلى نهائي الكأس هذا الموسم وخسر هناك أمام الإنتر على حين تعتبر الدرع الخيرية الإنكليزية مع مانشستر يونايتد الأبرز في مسيرة مويس، وبحساب اللاعبين فقد استعمل مويس 31 لاعباً خلال مسيرته في المسابقة مقابل 29 لاعباً أشركهم إيتاليانو.

ويعول الأخير على الهدافين، البرازيلي آرتور كابرال هداف المسابقة برصيد 7 أهداف والصربي لوكا يوفيتش (6 أهداف) واالتشيكي أنتونين باراك والأرجنتيني نيكولاس غوانزاليس وسجل كل منهما 5 أهداف، إضافة إلى القائد كريستيانو بيراغي ولاعب الوسط ريكاردو سابونارا وإلى جانبه المغربي المتألق سفيان مرابط وغايتانو كاستروفيلي والمدافعون لورينزو فونتي والصربي نيكولا ميلكنوفيتش والبرازيليان إيغور ودودو والحارس بيترو تراشيانو، واللاعبون الذين لم نذكر جنسياتهم هم طليان.

وعلى الضفة المقابلة هناك الحارسان البولندي لوكاس فابيانسكي والفرنسي ألفونس أريولا الذي شارك في المسابقة أساسياً وأمامه الفرنسي كورت زوما والتشيكي فلاديمير كوفال والإيطالي أنجيلو أغبونا وبن جونسون وآرون كريسويل، وفي الوسط ديكلان رايس والجزائري سعيد بن رحمة والإسباني بابلو فورنالس والأرجنتيني مانويل لانزيني والبرازيلي لوكاس باكيتا، وفي الهجوم هناك الهداف الجامايكي ميشيل أنتونيو (6 أهداف) وإلى جانبه جارود بوين (4 اهداف) ومعهما داني إنغز والإيطالي جيان لوكا سكاماكا.

مواجهات

لم يسبق لويستهام وفيورنتينا أن تواجها من قبل وقد اكتفى فريق الشواكيش بمباراتين أمام أندية إيطالية وذلك عندما واجه باليرمو في دور المجموعات لمسابقة اليوروباليغ لموسم 2008/2009 ويومها خسر صفر/3 وصفر/1، وبالمقابل قابل الفيولا الأندية الإنكليزية في 12 مباراة وكلها بين عامي 1999 و2016 وسجل فيها 7 انتصارات و3 تعادلات وهزيمتين كانتا أمام إيفرتون صفر/2 في الدوري الأوروبي 2008 وأمام توتنهام صفر/3 ضمن دور الـ16 للمسابقة ذاتها عام 2016، ويحسب له أنه هزم ليفربول مرتين 2/صفر و2/1 في دور المجموعات لدوري الأبطال عام 2009.

وبالعودة إلى تاريخ المسابقات الأوروبية وجدنا أن 9 نهائيات أو مواجهات تتويجية جمعت أندية إيطالية مع أندية إنكلترا وأبرزها 4 مرات على مستوى دوري الأبطال، الأولى كانت في روما 1984 ويومها تعادل روما مع ليفربول 1/1 قبل أن تبتسم ركلات الترجيح للأخير بنتيجة 4/3، وفي العام تقابل ليفربول مع يوفنتوس في نهائي (مجزرة هيسيل) وفاز اليوفي بهدف، وتجدد اللقاء 2007 بلقاء تاريخي آخر يوم تقدم ميلان 3/صفر في الشوط الأول وعاد ليفربول بالثاني 3/3 وبعد التمديد فاز الأخير بركلات الترجيح 3/2، وفي 2007 عاد الفريقان ليتقابلا فرد ميلان بالفوز 2/1.

وفي كأس الكؤوس هناك نهائيان، الأول عام 1973 وفاز به ميلان على ليدز يونايتد بهدف وفي عام 1994 فاز الآرسنال على بارما بهدف وهو الفوز الوحيد للإنكليز على الطليان رسمياً، وفي كأس السوبر فاز يوفنتوس على ليفربول 1984 بنتيجة 2/صفر ثم فاز ميلان على الآرسنال في 1994 بهدفين دون مقابل بعد التعادل ذهاباً صفر/صفر، وفي 1999 فاز لازيو على اليونايتد 1/صفر.

يذكر أن رصيد الطليان من البطولات الأوروبية يبلغ 39 لقباً من خلال 76 نهائي مقابل 44 لقباً للإنكليز من خلال 82 نهائياً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن