شؤون محلية

بتقنيات حديثة على مستوى العالم … مبادرة روسية بإجراء 7 عمليات عينية نوعية لمرضى سوريين في مشفى تشرين الجامعي

| اللاذقية – عبير سمير محمود

شهدت نهاية زيارة الوفد الروسي من محافظة نيجني نوفغورود الإقليمية في روسيا الاتحادية إلى محافظة اللاذقية، فعاليات ونشاطات طبية وسياحية وثقافية، أبرزها إجراء عمليات جراحية نوعية لمرضى في قسم العينية بمشفى تشرين الجامعي.

وقال نائب محافظ مقاطعة نيجني نوفغورود بيتر فيتاليفيتش بانيكوف لـ«الوطن»: إن التعاون القائم بين البلدين مستمر لتقديم كل وسائل الدعم الممكنة لسورية في عدة مجالات ومنها المجال الطبي، فالعمل المشترك مع سورية من قديم الزمان وليس بجديد، منوهاً إلى أننا (روسيا وسورية) في خندق واحد، وهذه الزيارة لن تكون الأخيرة إلى محافظة اللاذقية.

وأضاف بانيكوف: يتم بهذه الزيارة تتويج التعاون المشترك في المجال الطبي بإجراء عمليات نوعية لمرضى عينية في مشفى تشرين الجامعي، موضحاً أنه خلال زيارة سابقة لمشفى تشرين الجامعي – قبل أشهر – تم افتتاح مركز التعليم الطبي المستمر، ومن خلاله تم إيفاد أطباء سوريين باختصاص طب العيون للتدريب في روسيا، ليتوّج هذا التعاون بإجراء عمليات نوعية خلال زيارتنا هذه، مع الإشارة إلى تقديم منقطع النظير من مقاطعة نيجني نوفغورود معدات للقطاع الطبي في سورية مؤلفة من إكسسوارات ومواد وأجهزة طبية بأحدث التقنيات.

من جهته، بيّن رئيس قسم أمراض العيون وجراحتها في مشفى تشرين الجامعي الدكتور محمود رجب لـ«الوطن»، أنه تم بالتعاون بين الأطباء السوريين والكادر الطبي الروسي القادم من مركز فيودورف الطبي لجراحة العين في مقاطعة نيجني نوفغورود، إجراء سبع عمليات جراحية نوعية في مشفى تشرين الجامعي لمرضى بإصابات عينية معقّدة وتتطلب خبرة إضافية ومعدات حديثة.

وذكر رجب أن العمليات الجراحية النوعية شملت مرضى لحالات تتطلب إغلاق لطخة صفراء ضموري منهم مريض يعاني من مشكلات بصرية في العين الأخرى وتعتبر هذه العين هي العين الوحيدة لمجال الرؤية، إضافة إلى عمليات استبدال العدسة داخل العين، وعملية حقن مادة دوائية حديثة ليست متوفرة لدينا في معالجة اعتلال الشبكية السكرية.

وأضاف رئيس قسم أمراض العيون في مشفى تشرين، إنه بمبادرة روسية تم انتقاء 7 مرضى من بين 30 مريضاً منهم إصابات حربية وسكري وزرق وساد وحالات صعبة بمرض العين، لإجراء عمليات نوعية، كما أبدى الوفد الروسي استعداده لاستقبال مرضى آخرين ممن يحتاجون إلى المعالجة خارج سورية ومعالجتهم على نفقتهم الخاصة وذلك كمبادرة إنسانية كبيرة في ظل معاناة شعبنا من الحصار.

وأردف بالقول: سيتم استمرار تبادل الخبرات الطبية بين الأطباء الروس والسوريين وإرسال طلاب من الدراسات العليا لاتباع دورات تعليمية في جراحة الشبكية في روسيا، منوهاً إلى أن الدورات التدريبية تشمل أيضاً الأساتذة وليست على مستوى الطلاب فقط وذلك لاكتساب المزيد من الخبرة والاطلاع على آخر المستجدات الحديثة في الجراحة العينية.

بدوره أكد طبيب العينية، أسامة سلمان، بصفته ممثل المؤسسة الروسية الحكومية «نيجيغورودسكايا أوبلاستنايا فارمتسيا» لـ«الوطن»، أن المؤسسة ومنذ أكثر من عام تقوم بتقديم العون الطبي والعيني والإنساني لسورية عبر تقديم مواد وأجهزة طبية وخبرات في مختلف الاختصاصات، مشيراً إلى تقديم أجهزة تصوير لمشاف في اللاذقية منها جهاز تصوير لمشفى القرداحة وذلك بموافقة مديرية الصحة في اللاذقية.

وبيّن أنه خلال العمليات الجراحية النوعية التي يتم إجراؤها في مشفى تشرين ويستفيد منها طلاب الدراسات العليا، يستخدم الكادر الطبي تقنيات حديثة رائدة في مجال طب العيون وجراحة القزحية هي الأولى في العالم، إضافة لاستخدام مركبات جديدة لأول مرة في سورية عن طريق الأطباء الروس ومنها لمريض يعاني من مشكلات في الشبكية، إضافة لاستخدام تقنيات متطورة وجديدة في عملية لانفصال الشبكية لأحد المرضى وعمليات نوعية أخرى لحالات اعتلال شبكية وعدسات ومشكلات عينية أخرى.

المدير التجاري لمؤسسة «نيجيغورودسكايا أوبلاستنايا فارمتسيا» السيد ديمتري ميدفيدف أكد لـ«الوطن»، استعداد المؤسسة بشكل دائم لاستقبال الأطباء السوريين وإقامة دورات تدريبية لهم والعمل معهم والاستفادة من خبراتهم، قائلاً: إن الأطباء السوريين على كفاءة عالية جداً بشتى الاختصاصات.

وأشار إلى عمل المؤسسة بتقديم الدعم المتواصل للقطاع الطبي في سورية، كتأمين الكادر الطبي الروسي والمعدات الطبية اللازمة لإجراء العمليات الجراحية في مشفى تشرين باستخدام أحدث وأفضل التقنيات والمعدات على مستوى العالم.

ويشمل البرنامج الختامي لزيارة الوفد الروسي الرفيع المستوى إلى محافظة اللاذقية، المشاركة في افتتاح موقع أثري في مدينة أوغاريت، والمشاركة في فعاليات ثقافية وعروض فنية سوريّة وروسية وذلك في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن