اقتصاد

لجان للكشف على المساحات المتضررة … 210 آلاف شجرة كرز تضررت في القنيطرة والتجار عزفوا عن شراء المحصول رغم انخفاض الأسعار

| خالد خالد

بيّن المزارع راغب مصطفى أحد مزارعي الكرز من بلدة حضر بريف القنيطرة الشمالي أن الموسم الحالي لم يكن جيداً كما كان يرجو المزارعون الذين عقدوا الآمال على مبيعات جيدة كحال الموسم الماضي، حيث تعرضت حبات الكرز للضرر بسبب حبات البرد التي هطلت خلال نيسان الماضي وخاصة المناطق الشمالية من المحافظة، مؤكداً أن مساحة أرضه المزروعة بالكرز نحو 5 دونمات وتكلف عليها نحو مليوني ليرة كأجور حراثة ( ثلاث مرات) ورش مبيدات، لم تجن سوى المبلغ الذي دفعه فقط، ليذهب تعبه وتعب عائلته من دون مقابل وضياع موسم انتظره عاماً كاملاً.

بدوره أشار المزارع رشدي بهاء الدين إلى أن الضرر بحبات الكرز أدى إلى انخفاض الأسعار بشكل كبير وسعر الجملة اليوم 4000 ليرة، وهذا الضرر أدى إلى إحجام التجار عن شراء الكرز للتصدير من ريف القنيطرة الشمالي الذي تتركز فيه زراعته، وهذه الإصابة دفعت التجار للتوجه إلى مناطق أخرى في ريف دمشق، الأمر الذي كبد مزارعي القنيطرة خسائر كبيرة مطالباً بتعويض الفلاحين عن الخسائر، لكون الأسباب طبيعية.

وجدد بهاء الدين مطالب الفلاحين بضرورة وجود جمعية تسويقية لتسويق الإنتاج، أو إحداث معمل للاستفادة من الإنتاج الوفير من الأشجار المثمرة التي تتركز أغلبيتها بريف المحافظة الشمالي، ذاكراً وجود دراسة لإقامة منشأة إنتاج بخمسة خطوط لتوضيب الفواكه وتجفيفها وصنع المربيات…. ولكن لم يؤخذ بتلك الدراسة.

رئيسة الوحدة الإرشادية في بلدة حضر سهر الطويل أكدت أن مساحة أشجار الكرز المتضررة بالبلدة نحو 7000 دونم وكل دونم فيه 30 شجرة (210 آلاف شجرة)، مبينة أن نسبة الضرر نحو 80 بالمئة والضرر في بعض المناطق كان على نوعين سقوط الثمرة، أو ضربة بالثمرة، حيث أثرت حبات البرد في الثمرة وبقيت ظاهرة على الكرز ما أدى إلى انخفاض أسعارها وضعف تسويقها وانخفاض كمية الإنتاج هذا الموسم ليصل لنحو 100 طن.

وأوضح مدير الزراعة بالقنيطرة رفعت موسى أن القنيطرة من المحافظات المتميزة بزراعة أشجار الكرز، ويزرع بعلاً ومروياً كما تعد شجرة الكرز من الأشجار القليلة الإصابة بالأمراض والحشرات ولا تحتاج إلى اهتمام كبير، فقط الحاجة إلى تقليم (إزالة جزء من أجزاء النبات لتحسين شكلها ولتعطي أزهاراً وثماراً أفضل)، وكذلك التسميد يعطي الشجرة عناصر غذائية تساعدها على النمو، إضافة إلى حراثة الأرض، وعملية المكافحة في حال حدوث مرض.

وأوضح موسى أن إنتاج القنيطرة من ثمار الكرز هذا الموسم انخفض بسبب الضرر الذي لحق بالكرز بسبب حبات البرد، والموسم الماضي بلغ نحو 2751 طناً منها 2056 طناً من الكرز البعل و695 طناً من المروي، لافتاً إلى أن المساحة المزروعة بعلاً 9000 دونم وعدد الأشجار نحو 270 ألفا، في حين المساحة المروية 1051 دونماً وعدد أشجار الكرز المروي نحو 30 ألفاً، ومن الأنواع المزروعة الفرنسي والطلياني، وتتركز زراعتهما في القطاع الشمالي من المحافظة في قرى (حضر- مزارع الأمل- طرنجة- جباثا الخشب- الكوم).

وحول الضرر الذي لحق بمحصول الكرز أكد مدير الزراعة تشكيل لجان للكشف على حقول الفلاحين وتحديد المساحات المتضررة وعدد الأشجار وحجم الضرر، كما تم تكليف رئيس دائرة الجفاف بإعداد الجداول لعرضها على المحافظ ومن ثم رفعها للوزارة.

وطلب مدير الزراعة من رئيس دائرة الجفاف تزويد «الوطن» بالمعلومات اللازمة عن الأضرار بكامل المحافظة، لكن لم تتم الاستجابة لتوجيهات المدير وحتى إعداد المادة لم نحصل على أي معلومة لعمل اللجان!؟

من جانبه أكد عضو المكتب التنفيذي لقطاع الزراعة محمد صالح دياب الاهتمام بالزراعة بشقيها النباتي والحيواني والسعي للتخفيف من معاناة الفلاحين وتأمين مستلزمات الإنتاج، مشيراً إلى أنه ستتم دراسة حجم الضرر الذي أصاب الكرز، ومدى موافقته للشروط المطلوبة للتعويض والمحددة من وزارة الزراعة، من أجل التعويض على الفلاحين المتضررين.

ولفت دياب إلى أن مؤسسة السورية للتجارة ترغب في استجرار محصول التفاح من مزارعي القنيطرة، ولذلك سيتم عقد لقاء بين المحافظة والسورية للتجارة والفلاحين لتسويق الكميات التي يرغبون بها، أما بالنسبة لإحداث منشأة لتوضيب وفرز وتجفيف الفواكه، فإن المحافظة جاهزة للتعاون مع أي مستثمر وسيتم تقديم كل التسهيلات اللازمة لمن يرغب بالاستثمار في القطاع الزراعي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن