ثقافة وفن

يوم اللغة الروسية والاحتفال بذكرى ميلاد الشاعر بوشكين … سوخوف لـ«الوطن»: ترسيخ دور الثقافة الروسية التي قادها رواد من الشعراء والأدباء

| مصعب أيوب

السماء تنفست خريفاً والشمس لمعت خفيفاً… أبيات يرددها الكثير من الروسيين الذين يحتفظون في ذهنهم ببعض من قصائد الشاعر الروسي الكسندر بوشكين، إضافة إلى وجود صوره في العديد من المتاحف والمعارض حول العالم، وتزامناً مع تاريخ ميلاده يحتفل العالم سنوياً باليوم العالمي للغة الروسية أقام المركز الثقافي الروسي بدمشق مساء الثلاثاء في السادس من حزيران حفلاً فنياً عرض فيه فيلماً وثائقياً عن الشاعر وبعض أعماله وألقي العديد من القصائد التي نظمها.

الدمج واقع ملموس

«الوطن» التقت مدير المركز نيكولاي سوخوف وقد نوه بأن الاحتفالات هذه تجمع بين شعبين وثقافتين حيث يستمتع الطلاب السوريون الناطقون باللغة الروسية من خلال إظهار قدراتهم اللغوية بأداء الأغاني الروسية وقراءة أشعار بوشكين وكريلوف.

وأوضح أن أهداف المركز الثقافي الروسي أن يقدموا لسكان سورية، وخاصةً سكان دمشق، الثقافة والفنون واللغة الروسية والتعريف بها، إضافة إلى التعامل مع الأطفال وفتح الأفق الجديدة لمعرفتهم وأشار إلى أن المركز يوظف في الاحتفال محصلة عمله خلال العام، وركز على أن المركز ينظم العديد من أعماله بالشراكة مع وزارتي الثقافة والتربية السوريتين.

ولفت سوخوف إلى أن الدمج بين الحضارة السورية والروسية أصبح واقعاً ملموساً، ونعمل على التعريف بالثقافة والفنون واللغة الروسية، إضافة إلى التعامل مع الأطفال وفتح الأفق الجديدة أمام توقهم إلى المعرفة، فالنشاطات تفاعلية واجتماعية وينظمها المركز الثقافي الروسي في سعيه الدائم لتنمية قدرات الأطفال على اعتبارهم بناة المستقبل ولزيادة ثقتهم بأنفسهم في جو ممتع ومرح

وشدد على ضرورة تعريف السوريين بالثقافة الروسية وتسليط الضوء على حضارتها التي لا تقل أهمية عن حضارة أي بلد في العالم.

وختم قائلاً: ستبقى ابتسامات هذا المساء في ذاكرة كل من الجمهور والفنانين لفترة طويلة.

تحسن ملموس

مسؤولة العلاقات الثقافية في المركز آية شحادة أوضحت لـ«الوطن» أن المركز ينظم بشكل دوري احتفالات كهذه ودائماً يُسلط الضوء على الأشخاص الذين كان لهم أثر كبير في الثقافة الروسية مبينة أنه يتم سنوياً الاحتفال بيوم اللغة الروسية وهو يتزامن مع تاريخ ميلاد الشاعر الكبير بوشكين ونحن نكرم عادةً طلاب الدورات الروسية من مختلف الجنسيات العربية الذين يقيمون في سورية وكذلك من فئات عمرية مختلفة، بالإضافة إلى دورات تعلم الموسيقا والرقص الروسية الشعبية والأهازيج، كما ركزت على أن الطلاب يتحسنون في إتقان اللغة الروسية ويبدون تفاعلاً كبيراً وتحسناً ملموساً وهو ربما ليس جلياً لأي شخص، لكننا هنا في المركز لكوننا نتابع أعمالهم ونشاطاتهم لحظة بلحظة فإننا نجد الفرق بسهولة وهو شيء جيد ومميز، ونحن نحتفل اليوم في حصيلة العام الدراسي أيضاً ونقوم بتقديم الهدايا للطلاب المتفوقين، وأكدت أن المركز يشهد إقبالاً كبيراً من الطلاب العرب الذين ينحدر أحد أبويهم من روسيا ممن يقيمون في سورية ونلاحظ الإقبال الكبير حالياً خلال فصل الصيف تزامناً مع انتهاء العام الدراسي في المدارس السورية.

بوشكين صاحب مشروع ثقافي

مديرة دورات اللغة الروسية في المركز إلينا الوادي أشارت إلى أن هذا الاحتفال نوعي واستثنائي لأن الاحتفال يتمحور حول شخص صاحب مشروع فكري وثقافي مهم كان له بصمة مميزة في تاريخ روسيا وفي انتشار ثقافتها ولغتها وأشعارها، فنحن نعتبره مؤسس اللغة الروسية، وأشارت إلى أن الطلاب الذين يتعلمون اللغة الروسية تبدأ أعمارهم من 4 سنوات وحتى 60 عاماً وهناك العديد من الطلاب من جامعة دمشق وكلية الفنون الجميلة، وشددت على أن ما دفعنا حقيقة لإقامة هذا الحفل لنقدم للجمهور السوري بعض المكونات الموجودة في المجتمع الروسي، هذه المكونات الواردة من روسيا والاتحاد السوفييتي السابق من خلال الزواج المختلط وهناك أجيال جديدة وناشئون سيقدمون فنهم في الغناء والرقص، ونحن من خلال الثقافات نتوحد كبشرية من خلال الفن والرقص والغناء والشعر نوجه رسالة سلام إلى كل شعوب العالم.

وركزت على أن أهم ما يميز هذه النشاطات أنها ستبقى راسخة في ذاكرة الطفل ولاسيما في ظل الظروف التي تعيشها سورية والدور المهم الذي تؤديه روسيا والدعم الدائم الذي تقدمه بكل أنواعه.

ثقافة ومعرفة

الطالب مالك مارديني أعرب عن سعادته الشديدة بحضوره في المركز وقال: نحن مجموعة من الطلاب العرب وتحديداً السوريين ندرس اللغة الروسية ومنا من يختص في علم النفس، وآخرون يدرسون الطب البشري وقسم منهم يدرس الفنون ومنا المحامون وكذلك المهندسون ولأننا نحب اللغة الروسية ونهتم بتوسعة ثقافتنا وزيادة معارفنا فقد هممنا لمشاركة القائمين على هذه المؤسسة الثقافية وانخرطنا فيها وإنه من دواعي سروري الاحتفال اليوم بذكرى ميلاد الشاعر بوشكين الذي يعد من أهم رواد الأدب في روسيا وله فضل كبير في انتشار الثقافة الروسية، فكان لا بد من الاحتفاء به وإنه من الضروري أن يطلع الشعب السوري وتحديداً الفئات العمرية الصغيرة على ثقافة روسيا ومن أفضل من الشعراء والأدباء والفنانين ينقلون الثقافة وينشرون عبقها في كل مكان.؟!

ونوه كريم بأن العمل المسرحي الذي قدمه خلال الحفل برفقة زملائه يتمحور حول أهمية اللغة الروسية والصعوبات التي يواجهها الأجنبي من أجل تعلمها مبيناً أن منسقة الحفل تعمدت اختيار أغنية لكل حرف في اللغة الروسية من أجل تبسيط التعامل مع الأحرف ولكي يجد المتعلم متعة في التعلم.

يعد بوشكين رائد اللغة الروسية الأدبية المعاصرة وأسهمت أعماله في إثراء الأدب الروسي ومهدت الطريق لكبار الأدباء من بعده وكان للثقافة الإسلامية وأصوله الإفريقية تأثير واضح في كتاباته، فقد ارتبط ارتباطاً وثيقاً بروسيا وشعبها وترابها وتراثها حتى غدا رمز أدبها الوطني.

ومن أشعاره:

أيتها الأحلام
أين حلاوتك … يا أيتها الأحلام؟
وأين بهجة الليل؟ لقد تلاقت أحلامي
والآن ها أنا مستيقظ لوحدي
والليل الساكن يطوف سريري
على حين غرة
تتسلل الرعشة إلى أحلام حبي
فتفر منَّي وتختفي بين الحشود
مع ذلك تبقى نفسي تعج برغبات الأحلام
ويتملكها شوق عارم للإمساك بالذكريات

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن