رياضة

مباريات كأس الجمهورية لكرة القدم في دور الـ16 … مواجهات نارية بين فرق الصدارة في الدوري … تأخير المسابقة عذر بلا عذر أدى إلى خلاف

| ناصر النجار

للموسم الثاني على التوالي تتأخر مسابقة كأس الجمهورية لما بعد انتهاء الموسم الكروي.

وإذا كان اتحاد كرة القدم معذوراً في الموسم الماضي لكونه استلم مهامه بعد نهاية الموسم وورث ما ورث من اللجنة المؤقتة ومنها مسابقة الكأس التي لم تستكمل، فإن الحق كل الحق عليه هذا الموسم بعدم استكمال المسابقة حتى الآن، ويأتي ذلك من خلال التخبط في المواعيد وعدم إدخال مواعيد المسابقة ضمن برنامج الموسم في الروزنامة السنوية.

وقصة الروزنامة السنوية باتت مثل قصة إبريق الزيت، وفي كل موسم نجد الروزنامة وقد أعدت بعناية تامة، ثم نجد المعنيين يخرقونها دون أن يجدوا الوقت المناسب للتعويض.

ومن المفترض أن تكون الروزنامة واضحة المعالم مع وضوح الروزنامة الدولية والآسيوية، وها هي كل دول العالم رغم وجود كأس العالم في منتصف الموسم قد أنهت مسابقاتها في الموعد المحدد، حتى تركيا التي تعرضت إلى الزلزال مثلنا لم يجد اتحادها الصعوبة الكاملة في استكمال الموسم أو الوفاء بالتزاماته الدولية، وهذا يؤكد أننا غير هذا العالم الكروي، وأن الأعذار التي نقنع بها أنفسنا هي أعذار غير مقبولة عند الآخرين.

والملاحظات المهمة في هذه المسابقة التي تأتي في المقام الثاني ما زالت على ما هي عليه دون أن تصحح أو أن تتم معالجة الأخطاء، وزاد من أخطاء المواسم السابقة ما نتج عن الزلزال من قرارات، فصارت مسابقة هذا الموسم ناقصة الأركان للانسحاب المتوالي منها بعذر منحه اتحاد الكرة للأندية الراغبة بالانسحاب، وبالتالي وجدنا عدداً كبيراً من الأندية انسحب رغم أنها لا تملك العذر، فالعذر يجب أن يحدد بالفرق المنتسبة إلى أماكن الزلزال لكننا وجدنا عكس ذلك فاستغلت الأندية هذه الحالة فانسحبت وبلغ عدد المنسحبين أكثر من عشرين فريقاً ولم تقم من مباريات الدور الأول البالغة عشرين مباراة إلا أربع مباريات فقط!

وفي الدور الثاني استمر الانسحاب فغادر المسابقة سبعة فرق دون عذر مقنع وإذا علمنا أن المنسحبين هم فرق: الجزيرة والجهاد والنواعير والنبك وتلكلخ وصبيخان والصفصافة وهي فرق لا تنتمي إلى أماكن الزلزال لعلمنا أن هناك أسباباً أخرى وراء الانسحاب.

التوقيت الخاطئ

في كل دول العالم تنطلق مسابقة الكأس إلى جانب الدوري أو تكون بعض الأدوار قبل انطلاق الدوري، المهم في الأمر عندما يُعلن بدء الموسم الكروي الجديد فهو إعلان للأندية لتكون جاهزة للمباريات ومستعدة لها تماماً، لكننا نجد أن الجاهزية مختلفة من درجة إلى درجة ومن فئة إلى أخرى، والمفترض أن تبدأ المسابقات جنباً إلى جنب لا أن تكون الفواصل في البدء متباعدة وهو أضمن لاستكمال هذه المسابقات بمواعيدها المقدرة.

كأس الجمهورية في أدواره الأولى يجب أن يكون مترافقاً مع مرحلة الذهاب من الدوري الممتاز وغيره من الدوريات، وخصوصاً الدرجة الأولى، لأنه في هذا التوقيت بالذات تكون أندية الظل بأتم استعدادها، لأننا وجدنا أن المبرر الأول لانسحاب الفرق من الدوري نهاية مبارياتها في دوري الدرجة الأولى والثانية وبالتالي فإن الكثير من هذه الفرق يكون قد فرط عقدها، والمبرر الثاني أن بعض الفرق تنسحب لأنها تولي مسابقة الدوري الأهمية القصوى وخصوصاً عندما تشتد المنافسة فيها.

لذلك من الافضل أن تبدأ مسابقة كأس الجمهورية في أدوارها الأولى بالفترة بين الشهر العاشر والشهر الثاني عشر، ثم تتوالى الأدوار فيقام دور الـ16 في الشهر الأول ودور الثمانية في الشهر الثاني وصولاً إلى المباراة النهائية، لذلك نجد أن العلة الأولى في مسابقة الكأس تكمن في تأخير انطلاقها، العلة الثانية تتمثل بوجود الانسحاب المتكرر من المسابقة، وهذا بحاجة إلى ضوابط تجبر الفرق على الوفاء بالتزاماتها ما دام اشتراكها في المسابقة اختيارياً وهذا الأمر يخص فرق الدرجتين الأولى والثانية لأننا لم نشهد انسحاباً من الفرق الممتازة في المواسم الاعتيادية.

دور الـ16

تقام غداً الجمعة مباريات دور الـ16 التي وصل إليها 11 فريقاً من الدرجة الممتازة إضافة إلى المحافظة والحرية والشرطة من الدرجة الأولى ونبل وتلبيسة من الدرجة الثانية.

تلبيسة وصل إلى هذا الدور لانسحاب العربي من الدور الأول وانسحاب صبيخان والصفصافة من الدور الثاني، نبل فاز في الدور الأول على اليقظة 4/1 في مباراة لم تستكمل لتوقف المباراة بسبب عدم اكتمال لاعبي اليقظة وفاز في الدور الثاني على حرفيي حلب 7/صفر، الشرطة تأهل من الدور الأول لانسحاب الشهباء وفاز في الدور الثاني على السبخة 7/صفر، المحافظة تجاوز حطلة في الدور الأول لانسحاب الأخير، كما تجاوز الجزيرة للسبب ذاته، الحرية تأهل إلى الدور الثاني لانسحاب الأخير، كما تجاوز الجزيرة للسبب ذاته، الحرية تأهل إلى الدور الثاني لانسحاب الضاهرية وفاز على الحارة في الدور الثاني 3/صفر قانوناً لتوقف المباراة بسبب اعتداء بعض لاعبي الحارة على الحكم.

فرق الدرجة الممتازة دخلت الدور الثاني، الجيش والفتوة والمجد فازت قانوناً لانسحاب النواعير والجهاد والنبك وتلكلخ على التوالي، وكان المفترض أن يلعب المجد مع الفائز من النبك وتلكلخ لكن الفريقين انسحبا معاً!

تشرين فاز على حسياء 12/1 وهي النتيجة الأعلى في الكأس هذا الموسم، وفاز حطين على شهبا 3/1 وجبلة على شرطة حلب 8/صفر وأهلي حلب على الساحل 12/صفر والطليعة على المخرم 7/صفر، والكرامة على التل 1/صفر، والوثبة على جيش حلب 10/صفر والوحدة على الحوارث 4/صفر.

حسب القرعة الموجهة فإن فرق المقدمة في الدوري وضعت في خانة واحدة وستتقابل في الأدوار التالية مع بعض ليصل إلى المباراة النهائية أحد فرق الفتوة أو تشرين أو الوثبة أو أهلي حلب أو جبلة إضافة للمجد والطليعة، أما الجبهة المقابلة فسيصل إلى المباراة النهائية أحد فرق الجيش أو الكرامة أو حطين أو الوحدة إضافة لفرق الدرجة الأولى الشرطة والمحافظة والحرية ونبل من الدرجة الثانية، وهكذا نجد أن طريق الجبهة الأولى أصعب وسيخسر نهائي الكأس أفضل فرقه.

سهل وصعب

مباريات هذا الدور ستجري من مرحلة واحدة في ملعب محايد، وإذا انتهى الوقت الأصلي بالتعادل يتم اللجوء إلى ركلات الترجيح من علامة الجزاء دون الحاجة إلى تمديد المباراة إلى وقتين إضافيين، وهذه القاعدة لا تعتمد إلا في المباراة النهائية.

أسهل المباريات نظرياً مباراة الكرامة مع نبل التي ستجري على ملعب البعث بجبلة ومباراة الوثبة مع تلبيسة التي ستجري على ملعب خالد بن الوليد في حمص.

المباريات المتكافئة نسبياً مع أفضلية لفرق الدرجة الممتازة هي مباراة الشرطة مع الجيش على ملعب الجلاء بدمشق والوحدة مع الحرية على ملعب الباسل باللاذقية والمحافظة مع حطين على ملعب خالد بن الوليد بحمص وستقام هذه المباراة يوم السبت.

مباراة المجد مع الطليعة متكافئة نسبياً وستقام يوم الجمعة على ملعب النبك، وتعادل الفريقان في مباريات الدوري مرتين، في الذهاب بهدف لهدف سجل للطليعة خالد دينار وللمجد إياد عويد وتعادلا في الإياب بدمشق بلا أهداف.

أصعب المباريات وأقواها وتعتبر بمنزلة النهائي المبكر تلك التي تجمع الفتوة المتصدر مع تشرين رابع الدوري، وأهلي حلب الوصيف مع جبلة صاحب المركز الثالث.

الفتوة مع تشرين سيلعبان على ملعب الحمدانية وسبق للفريقين أن تبادلا الفوز في الدوري، ففاز الفتوة ذهاباً بهدف خليل إبراهيم وتشرين إياباً بهدف أحمد المنجد الفتوة يريد تأكيد أحقيته كبطل جديد للكرة السورية ولن يكون ذلك إلا عبر الفوز على تشرين أبرز فرق الدوري، تشرين بالمقابل لا يريد أن يخرج من هذا الموسم بلا حمص، فيجد في الكأس متنفساً له وهي البطولة التي غابت عن خزائنه حتى الآن.

تشرين اليوم في وضع انتقالي بعد استقالة الإدارة وقبلها استقال مدرب الفريق محمد عقيل، وقد تنفع المبادرة التي قام بها الفريق الفني للفريق عندما تقرر أن تقود الفريق لجنة فنية مؤلفة من محمد اليوسف وماهر قاسم وعبد الله مندو ورامي لايقة وربيع سلوم وأحمد النايف بإشراف مدير الكرة عبد القادر كردغلي، في تسيير أمور الفريق بالفترة الحالية حتى يتم استقرار وضع النادي بتشكيل إدارة جديدة.

المباراة الثانية تحمل المضمون نفسه وتقام على الملعب البلدي في حماة وتجمع جبلة مع أهلي حلب، الفريقان تعادلا ذهاباً في جبلة صفر/صفر وإياباً في حلب 1/1، سجل لأهلي حلب بابا سالا ولجبلة سلطان سلطان د94.

من الطبيعي أن تكون المباراة صعبة جداً على الفريقين لكنها بداية مشوار أصعب نحو لقب يعوض الفريقين عن بطولة الدوري التي نافسا عليها وخسراها في الإياب.

جميع المباريات تقام في الساعة الرابعة عصراً.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن