سورية

غضب في إيران والمغرب يخشى «أن تخرج الأمور عن السيطرة».. ومواجهات بين الشرطة البحرينية ومتظاهرين … الشبكة السورية لحقوق الإنسان: عدم محاسبة النظام السعودي على إعدام النمر يرسخ للإرهاب

| الوطن – وكالات

أدانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان الجريمة التي ارتكبها النظام السعودي بإعدام الشيخ نمر باقر النمر وزملائه معتبرة أن «عدم محاسبة السلطات السعودية على هذه الجريمة يرسخالإرهاب الدولي وخراب للإنسانية جمعاء»، في وقت توالت ردود الأفعال المستنكرة لهذه الجريمة وخصوصاً من الدول الإقليمية، ليأتي الموقف الإيراني في الطليعة بعد أن اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية علي خامنئي أن السعودية ستواجه «انتقاماً إلهياً»، ما حدا بالمغرب للتعبير عن خشيتها من احتمال أن تخرج الأمور عن السيطرة بين السعودية وإيران، على حين قال متحدث باسم وزير خارجية النمسا إن وزيري خارجية السعودية وإيران أبلغاه بأنهما لا يرغبان في مزيد من التصعيد في الموقف.
وفي بيان تلقت «الوطن» نسخة منه، طالبت الشبكة منظمات حقوق الإنسان وهيئات المجتمع المدني بإدانة هذه الجريمة مبينة أن عدم إدانتها «يمثل غطاء شرعيا للإرهاب وداعميه ولجرائم الإبادة الجماعية»، كما يعتبر خرقا لمبادئ الشرعية الدولية لحقوق الإنسان وتكريساً لعقوبة الإعدام التي أكد البروتوكول الملحق للحقوق المدنية والسياسية ضرورة إلغائها إلا إذا كانت نتيجة جريمة بالغة الخطورة وقعت أثناء الحرب. ودعت الشبكة إلى محاسبة السلطات السعودية على دعمها للمنظمات الإرهابية وأعمالها في بلدان أخرى وذلك أمام محكمة مختصة أو أمام محكمة الجنايات الدولية للاختصاص الإجرائي والقانوني لها. وفي طهران اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية أمس أن السعودية ستواجه «انتقاماً إلهياً» بعد قيامها بإعدام رجل الدين نمر باقر النمر والذي أثار موجة احتجاجات واسعة.
وقال خامنئي في خطاب أمام رجال دين في العاصمة: «مما لا شك فيه أن إراقة دم هذا الشهيد المظلوم من دون وجه حق سيؤثر بسرعة، وأن الانتقام الإلهي سيطال الساسة السعوديين».
واعتبر المرشد الأعلى أن «الحكومة السعودية ارتكبت خطأً سياسياً بإراقتها لدم الشيخ نمر من دون وجه حق».
ودعا «العالم الإسلامي والعالم برمته إلى أن يتحمل المسؤولية تجاه هذه القضية».
كما أبدى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي «صدمته الشديدة» لإعدام الشيخ النمر، محذراً من تداعيات هذه الخطوة على «الأمن والاستقرار والنسيج الاجتماعي لشعوب المنطقة».
من جهته وصف المرجع الشيعي الأعلى آية اللـه علي السيستاني أمس إعدام النمر بـ«الظلم والعدوان» وذلك في رسالة بعثها إلى أهالي محافظة القطيف شرق المملكة.
هذا وأكد محمد شقيق الشيخ النمر، أن جثة الشيخ دفنت ولن تسلم إلى عائلته.
وفي لبنان أكد الأمين العام لحزب اللـه حسن نصر اللـه أن الإقدام على إعدام عالم دين حادثة لا يمكن العبور عنها على الإطلاق. وقال نصر اللـه في الحفل التأبيني للشيخ محمد خاتون إن نظام آل سعود هو منطلق الفكر التكفيري الذي يدمر ويرتكب المجازر ويهدد شعوب العالم بأسره والكتب التي يدرسها تنظيم داعش الإرهابي هي نفس الكتب التي يدرسها آل سعود. وأضاف: «نحن أمام نظام موغل بالفتنة والقتل وآن الأوان لتصنيفه في خانة الأنظمة الإرهابية وآل سعود هم أب وأم التنظيمات الإرهابية».
وفي المواقف الدولية أعربت كل من الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا عن قلقها من تداعيات عملية الإعدام، حيث حذرت واشنطن من أن هذه الخطوة «تهدد بتأجيج التوترات الطائفية».
وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان: إن باريس «تأسف بشدة لإعدام السعودية 47 شخصاً بينهم الزعيم الديني النمر»، مذكرة بأن باريس ترفض «عقوبة الإعدام في كل الأمكنة والظروف».
بدوره صرح متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية أن «الإعدام عقاب غير إنساني نرفضه في كل الظروف».
وفي نيويورك أعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن «صدمته الشديدة» حيال إعدام السعودية 47 شخصاً بينهم رجل الدين نمر النمر أبرز المعارضين للنظام، حسبما قال المتحدث باسم الأمم المتحدة.
كما أعرب المفوض الأعلى لحقوق الإنسان لدى الأمم المتحدة زيد رعد الحسين، عن «الأسف الشديد» لإعدام 47 شخصاً في السعودية «في يوم واحد»، وذلك بحسب بيان صدر أمس في جنيف.
وقال الحسين «بموجب القانون الإنساني الدولي، لا يمكن فرض عقوبة الإعدام في البلدان التي لا تزال سارية المفعول فيها، إلا وفق شروط صارمة. وتصنيف «جريمة خطرة للغاية» التي يسمح بموجبها بعقوبة الإعدام تقتصر على «جرائم القتل وغيرها من أشكال القتل العمد».
وتقول منظمات مدافعة عن حقوق الإنسان: إن تنفيذ أحكام الإعدام في السعودية ارتفع كثيراً منذ اعتلاء الملك سلمان العرش قبل سنة حيث اعدم 153 شخصاً في العام 2015 وهو تقريباً ضعفا عدد الذين اعدموا في 2014.
في المقابل اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس الهجومين على السفارة السعودية في طهران والقنصلية السعودية في مشهد (شمال شرق) اللذين وقعا مساء السبت «غير مبررين على الإطلاق»، في حين أدان في الوقت نفسه إعدام النمر.
وكان مدعي عام طهران أعلن في وقت سابق توقيف 40 شخصاً في إطار الهجوم على سفارة السعودية في طهران. كما تم توقيف أربعة أشخاص آخرين في مشهد.
وفي هذا السياق أدان الأردن أمس بشدة الهجوم داعياً إيران إلى «توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية»، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن