«فتح إدلب» يتصدع ويتآكل
| إدلب- الوطن
كما كان متوقعاً، تأزمت العلاقة مجدداً بين مكونات «جيش الفتح في إدلب» بانسحاب تنظيم جديد منه، ما أفسح في المجال أمام تشكيلات أخرى لفك الارتباط عنه وإعلان وفاته سريرياً على الرغم من الحاجة الماسة له في المستقبل القريب.
فبعد «جند الأقصى»، الموالي لتنظيم القاعدة والذي سحب مقاتليه من إدلب إلى ريف حماة الشمالي، أعلن «فيلق الشام» فك عضويته عن «فتح إدلب» وإرسال مقاتليه إلى ريفي حلب الجنوبي والشمالي لانتفاء الحاجة لهم في إدلب، حسب زعم القائمين على التنظيم المسلح الذي سار على نهج تنظيم جبهة النصرة، فرع «القاعدة» في سورية، والذي انفصل أكثر من مرة عن «فتح إدلب» لتضارب الأجندة والأولويات ولعب شرعي «الفتح» السعودي عبد اللـه المحيسني دوراً في جمع التنظيمات المتنازعة المصالح مع بعضها بعضاً بعد كل محاولة انفصال.
وقال «فيلق الشام» في بيان له نشرته مواقع الكترونية معارضة: إنه «ينسحب من جيش الفتح»، مضيفاً: «حيث إن الأعداء من الداخل والخارج النظام… والروس يركزون الجهد لإسقاط منطقة حلب فرأينا أن نعطي الأولوية لدعم الثوار في منطقة حلب».
وأضاف البيان: «الحالة التي تجعلنا نعلن خروجنا من غرفة عمليات جيش الفتح الذي أنهى مهمته مشكورا في معركة فتح إدلب الفداء وهذا يوجب علينا إعادة ترتيب أوضاعنا وبلورة تجاربنا والاستفادة منها في ظل معطيات اليوم بما يخدم ديننا وشعبنا وثورتنا ويحقق أهدافها».
ولم يشر البيان إلى أي توترات في العلاقات مع جماعات أخرى تنضوي تحت مظلة جيش الفتح.
من جهته، أعرب مصدر معارض مقرب من قادة حركة «أحرار الشام الإسلامية»، لـ«الوطن»، عن خشية الحركة من أن تبقى وحيدة في بوتقة «فتح إدلب» التي صهرها التفاهم التركي السعودي القطري في آذار الفائت مع تكهنات بقرب اتخاذ «الاتحاد الإسلامي لأجناد الشام» قرار النأي بالنفس عما يدور من صراع بين تشكيلات «الفتح» وخصوصاً مع إعلانها بشكل موارب عن موالاتها لتنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية وسكوتها عن حركة الانشقاقات في صفوفها لمصلحة التنظيم.
وأوضح المصدر، أن جميع مكونات «فتح إدلب» تدرك أن المحافظة مهددة أكثر من أي وقت مضى من الجيش العربي السوري الذي يطبق عليها بفكي كماشة من الغرب والشرق لكنها تحاول إيجاد مخارج لائقة لهزيمتها المرتقبة في ظل تخلي الداعمين عنها جراء تخبطها واستفرادها باتخاذ القرار الذي لا يصب في مصلحتها الجامعة إثر تآكلها بالتدريج.
ويتألف «فتح إدلب»، إضافة لـ«أحرار الشام» و«جبهة النصرة» و«جند الأقصى» و«أجناد الشام» و«جبهة النصرة» و«فيلق الشام» من «جيش السنة» و«لواء الحق» و«صقور الشام».
ونقلت مواقع معارضة عن مسؤول العلاقات العامة في «فيلق الشام» أحمد الأحمد: إن الفيلق «انسحب من غرفة عمليات جيش الفتح لنقل قوته وثقله إلى جبهات مدينة حلب وريفها، حيث تعاني المدينة وريفها من خطر كبير، إثر تعرضها لهجوم من ثلاثة محاور، من داعش من الشرق وقوات النظام من الجنوب والغرب، ومن قوات جيش سورية الديمقراطي»، حسب قوله.
وأوضح الأحمد، أن الفيلق «سيستمر في العمل على كل مواقعه في محافظات إدلب وحمص وحماة واللاذقية، لكن الأولوية الآن أصبحت لوقف تقدم تنظيم داعش وقوات جيش سورية الديمقراطي والنظام بريف حلب الجنوبي»، حسب تعبيره.
ونفى الأحمد ما تردد عن أن انسحاب الفيلق من جيش الفتح جاء بضغط من الداعمين له، مبيناً أن السبب الوحيد للانسحاب هو «تكثيف الجهد والعمل على ريف حلب».