لستُ من المختصين بكرة السلة، لكن يمكنني القول إن اللعبة شهدت تطوراً ملحوظاً هذا الموسم، وجذبت أعداداً متزايدة من المتابعين، وارتقت المنافسة في بطولاتها (دوري وكأس) إلى المستوى الذي جعلها تحتل صدارة الاهتمام، إعلامياً وجماهيرياً، وهنا، وبعيداً عن الملاحظات التي نسمعها على اتحادها، فإن الاتحاد قطع خطوات مهمة في الاتجاه الصحيح.
ثمة إيجابيات في كرة السلة السورية يمكن سحبها على كرة القدم، ومطالبة اتحاد القدم بتطبيقها تمهيداً لحلحلة وضع اللعبة الشعبية الأولى، ومنها:
أولاً: وقبل كل شيء احترام جمهور اللعبة، ومساعدته على المشاركة ببنائها، فقد كان ومازال وسيبقى الركن الأساسي في أي تطور قادم، وهذا الاحترام لا يكون ببلاغات رسمية، ولا في خطط تطوير نظرية، وإنما من خلال تسهيل حضوره للمنافسات، وتطوير مرافق الملاعب التي سيدخلها، والثبات على الروزنامة التي يتم إعلانها، والتعامل بسواسية مع جميع الفرق، وعدم الوقوع في المزاجية المقيتة في تطبيق القوانين واللوائح المعمول بها.
ثانياً: فتح الباب أمام اللاعب الأجنبي في ملاعبنا من دون قيود من حيث العدد أو القيمة المالية للتعاقد، وهنا علينا أن ننظر إلى تجارب دول الخليج في هذا الصدد، وخاصة السعودية، التي تحاول أن تجعل من دوريها استثنائياً في المنطقة العربية والقارة الآسيوية، وإذا ما قاطعني أحد بموضوع المال فإن الأمر متروك للأندية، وقدرة كل منها على إنجاز ما يناسبها من تعاقدات، وفي كرة القدم لا يوجد عدل، ولا يجوز أن نمنع التطور تحت بند العدل.
العدل يكون فقط في خضوع كل الفرق للقوانين والتفسيرات نفسها، لا بالقدرة على شراء اللاعبين، وغالباً ما كان نجم واحد في ريال مدريد على سبيل المثال يعادل قيمة لاعبي فريقين في الدوري نفسه.
ثالثاً: توسيع تجربة الاستعانة بالحكام الأجانب بناء على رغبة الفريق المضيف، وعلى حسابه، علّنا نرتاح قليلاً من الاتهامات المتكررة للدوري كل عام.
هذه التفاصيل من المفترض دراستها فوراً، واتخاذ القرارات الواضحة بشأنها قبل وقت كاف من انطلاقة الموسم الجديد.