بعد الحملة على البسطات … عودة غير ميمونة إلى مركز المدينة ومطالب بأسواق بديلة في ساحة العواميد
| حلب- خالد زنكلو
أحكمت محافظة حلب قبضتها لقمع ظاهرة البسطات التي انتشرت كالنار في الهشيم قبل إزالتها أخيراً من أحياء المدينة المختلفة، وشددت رقابتها على إشغالات البسطات لأرصفة وشوارع المدينة في مسعى لمنع عودة الظاهرة إلى الوجود، بخلاف الحملات التي شنت سابقاً للنيل منها أو القضاء عليها.
وعلمت «الوطن» أن محافظة حلب وعبر محافظها حسين دياب ومن خلال مكتبها التنفيذي مهتمة إلى حد كبير بضبط العقارب المحركة لساعات أصحاب البسطات، ووضع حد لتجاوزاتهم على أملاك مجلس المدينة، الذي يبذل هو الآخر جهوداً كبيرة لوقف ضخ الحياة من جديد في عروق الظاهرة المقلقة، بحكم اختصاصه.
وقال مصدر متابع لملف البسطات «الوطن»: إن عضو المكتب التنفيذي في محافظة حلب ماجد الطويل المسؤول عن قطاع مجلس المدينة والبيئة، مكلف بمتابعة ملف البسطات بحيث يصعب على أصحابها وبعض أصحاب النفوذ فرض تعدياتهم على أملاك مجلس المدينة من جديد، بعد محاولاتهم المتكررة بالعودة تدريجياً إلى بعض مواقع العمل.
ورصدت «الوطن» عودة غير ميمونة للبسطات في مركز المدينة ووسطها التجاري، على اعتباره أهم مركز عمل لأصحابها كما في باب جنين، حيث يقصد هؤلاء مواقعهم السابقة للتمركز فيها بالتدريج، وخصوصاً في الفترة المسائية لتصريف الفائض من بضاعتهم جراء عملهم في مواقع أخرى، إلا أن يقظة القائمين على مكافحة الظاهرة تحول دون تمركزهم بشكل دائم.
وعمد بعض أصحاب البسطات إلى شراء عربات لنقل بضائعهم وعرضها أمام رواد شوارع حي الجميلية، وبخاصة الرئيسية منها كالشارع الممتد من جامع الصديق إلى سوق الرازي المتخصص ببيع الخضر والفواكه. وتعرض تلك البسطات الفواكه، وتختص بالاستوائية منها المستوردة أو المنتجة في الساحل السوري.
وطالب أصحاب بسطات عبر «الوطن» بمنحهم أسواقاً بديلة لمزاولة عملهم، الذي يشكل مصدر دخل وحيد لعدد كبير منهم بعد قرار إزالة البسطات من كل أنحاء المدينة، وتشديد قبضة الرقابة على عملهم، على غرار العاصمة دمشق وكما حدث في الأسواق التي خصصت لأصحاب البراكيات عقب إزالتها كلها من شوارع المدينة في العام 2016.
وتذهب الأمور راهناً باتجاه تخصيص أسواق بديلة للبسطات، وخصوصاً التي كانت تشغل مركز المدينة، ووقع الاختيار على سوق العواميد والبقعة التي يشرف عليها فندق الأمير سابقاً لتأسيس أسواق لأصحاب البسطات وبشكل حضاري لا يتعدى على جمالية المشهد العام للمدينة ولا على الأملاك العامة.
وسبق للقائمين على حملة إزالة البسطات الأخيرة قبل أكثر من شهر، تنفيذ حملتهم بنجاح، على خلاف الحملات السابقة، كما في الوسط التجاري للمدينة وأحياء بستان القصر والكلاسة والميدان وميسلون وصلاح الدين وحلب الجديدة، إلا أن عين الرقابة كلما غفت عاد أصحاب البسطات للظهور مجدداً، كما في أحياء الجميلية والإسماعيلية وحلب الجديدة جنوبي في محيط جامعي الرحمة ونفيسة.