عربي ودولي

أنقرة تقترب من إتمام جدار حدودي في مواجهة محافظات لا وجود لداعش فيها..!

| الوطن – وكالات

اقتربت السلطات التركية من إتمام بناء جدار على قسم من حدودها مع سورية، لكنها بنته في مواجهة محافظات لا تخضع لسيطرة تنظيم داعش المدرج على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية ما يشير إلى محاولة أنقرة الالتفاف على الضغوط الأميركية والدولية المتصاعدة عليها والرامية إلى إجبارها على إغلاق حدودها أمام التنظيم. وذكر موقع «ترك برس» أن السلطات التركية أوشكت على الانتهاء من بناء أجزاء كبيرة من جدار فاصل في ولاية هاتاي (لواء إسكندرون السليب)، بهدف منع عمليات التهريب والعبور غير الشرعي. واستطرد الموقع موضحاً أنه «تم الانتهاء من بناء جدار بطول 11.5 كيلومتراً، وبعرض مترين، وارتفاع ثلاثة أمتار في مدينة الريحانية، في المنطقة الممتدة بين بلدة بيش أصلان وبلدة بوكولماز».
كما أشار إلى أن السلطات التركية فرغت من حفر خندق بعمق 2.5 متر على طول خمسة كيلو مترات في منطقة يايلاداغ بمحاذاة محافظتي إدلب واللاذقية، مع استمرار العمل على إنشاء جدار بطول تسعة كيلومترات.
ولفت «ترك برس» إلى أن السلطات التركية تعتزم أيضاً «البدء ببناء جدار بطول عشرة كيلومترات على امتداد منطقة ألتن أوزو»، وأوضح أنه بوصل تلك الأجزاء يصل «طول الجدار الفاصل بين المناطق السورية وولاية هاتاي (لواء إسكندرون السليب) ثمانين كيلومتراً».
وبالترافق مع إنشاء الجدار تجري قوات حرس الحدود التركية دوريات مراقبة على مدى 24 ساعة، في المناطق المحاذية للجدار في كل من ريحانية وألتن ويايلاداغ.
ويبدو أن أنقرة تحاول من خلال هذا الجدار ليس فقط تخفيف حدة انتقادات واشنطن والعواصم الأوروبية للسجل التركي في ترك الحدود سائبة أمام داعش، بل خداع تلك العواصم أيضاً. فهذا الجدار المبني في لواء إسكندون السليب يواجه محافظتي إدلب واللاذقية. ولا ينتشر داعش في هاتين المحافظتين بل تنظيمات مسلحة تتلقى الدعم المباشر من تركيا، عبر البوابات الحدودية التي سيطرت عليها بتسهيل من المخابرات والجيش التركيين.
وتخشى دول الاتحاد الأوروبي من بقاء الحدود التركية مفتوحة. هذه الدول التي غضت الطرف عن تدفق مواطنيها المشكوك في وجود نوايا تطرف لديهم، إلى سورية والعراق عبر تركيا، باتت قلقة من عودتهم إلى بلادهم محملين بالخبرات التي اكتسبوها، ومن أن يكونوا خاضعين لتوجيهات وتعليمات قيادات داعش في الموصل والرقة بقصد تنفيذ عمليات إرهابية على غرار اعتداءات باريس التي نفذت في تشرين الثاني الماضي.
وفي منتصف عام 2014، ضغطت واشنطن بشدة على أنقرة من أجل إغلاق حدودها أمام حركة تنظيم داعش، الذي يدخل مقاتلوه عبر الحدود التركية السورية إلى سورية والعراق، ويبيع النفط المسروق من هذين البلدين عبر تلك الحدود إلى وسطاء أتراك مرتبطين بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وردت تركيا على ذلك بالمطالبة بإنشاء «منطقة آمنة». إلا أن واشنطن رفضت الطلب التركي، ودعمت وحدات حماية الشعب ذات الأغلبية الكردية في مواجهة داعش في عين العرب بريف حلب أولاً ثم في تل أبيض بريف الرقة ولاحقاً بريف الحسكة. ومع تضاؤل المناطق الحدودية التي يسيطر عليها داعش إلى مجرد شريط في ريف حلب الشمالي، اتفقت أنقرة وواشنطن منتصف عام 2015، على إنشاء منطقة مطهرة في هذا الشريط الممتد بين مدينتي جرابلس وإعزاز. إلا أن واشنطن تنصلت من هذا الاتفاق. وقررت دعم «جيش سورية الديمقراطي» الذي تشكل «وحدات حماية الشعب» عماده، لإغلاق هذا الشريط. وبعد إسقاط تركيا للقاذفة الروسية في تشرين الثاني الماضي، قررت موسكو أيضاً دعم «جيش سورية الديمقراطي» من أجل إغلاق هذه الحدود. وأعلن كبار المسؤولين الروس أن إغلاق الحدود التركية السورية أمام تنظيم داعش يعتبر أولوية على جدول الأعمال الدولي.
وعززت تركيا حدودها مع سورية، بحفر خندق عام 2014 بطول 333 كيلومتراً، وإنشاء ساتر ترابي بطول 60 كيلومتراً، إلى جانب وضع أسلاك شائكة على حدودها بطول 160 كيلومتراً، وبناء جدار بطول 13 كيلومتراً، إضافة إلى إنارة منطقة حدودية بطول 267 كيلومتراً، ونصب كاميرات وأنظمة للرؤية الليلية.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن