ثقافة وفن

تمهيداً لعرض «دم النخل» في مهرجان الباندا الذهبي … نجدة إسماعيل أنزور يخطف الأضواء في افتتاح مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي

| وائل العدس

أينما يحل، يخطف المخرج الكبير نجدة إسماعيل أنزور الأضواء باعتباره أحد أهم المخرجين المؤسسين لنهضة الدراما في سورية، قبل أن يقتحم عالم الفن السابع من الباب الواسع ويقدّم ملاحم سينمائية جالت أرجاء العالم.

الرصيد الغني والاستثنائي الذي يمتلكه أنزور جعله حديث الفنانين والإعلام في الصين، حيث كان هناك تلبية للدعوة التي تلقاها من إدارة مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي ليشارك في حفل افتتاح المهرجان في نسخته الخامسة والعشرين برفقة العديد من النجوم العالميين، تمهيداً لعرض فيلمه «دم النخل» في مهرجان الباندا الذهبي السينمائي أواخر أيلول المقبل في مدينة تشونغ تشينغ الصينية.

ويتضمن برنامج النسخة الجديدة من مهرجان شنغهاي السينمائي ثلاثة وخمسين فيلماً من فئات: الأفلام السينمائية الطويلة والرسوم المتحركة والأفلام الوثائقية والأفلام القصيرة، ويشارك فيها العديد من الدول ومنها: روسيا وبلجيكا وبريطانيا والهند وإسبانيا وإيطاليا وإيران واليابان والبلد المضيف الصين.

واعتبر أنزور في تصريحات صحفية أن المشاركة في فعاليات سينمائية دولية من شأنها أن تمهد لعلاقات متينة بين المهرجانات السينمائية، وفتح الكثير من آفاق التعاون والتبادل الثقافي الفني السينمائي، علاوة على التعرف شخصياً إلى صناع السينما من مختلف أنحاء العالم.

ورأى مشاركة فيلمه ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الباندا الذهبي فرصة مهمة كي يتعرف العالم إلى لغة السينما، وكيف يواجه السوريون بالتضحية والاستبسال كل ما يتعرضون له من ظلم وانتهاكات وسرقة أوابد وإرهاب.

البطولات الكبيرة

يتحدث الفيلم عن أبرز أوابد المدينة الأثرية التي دمرها تنظيم «داعش» الإرهابي، ويوثق سيرة حياة عالم الآثار الشهيد خالد أسعد الذي أعدمه هذا التنظيم الإرهابي وهو يدافع عن كنوز مدينة تدمر رافضاً المغادرة وتركها للسلب والنهب، فدفع روحه ثمناً لذلك.

كما يتحدث عن البطولات الكبيرة التي ساهمت في تحرير تدمر من الإرهاب، متناولاً الجرائم التي ارتكبها التنظيم الإرهابي بحق الأوابد الأثرية، وكاشفاً المخطط الهمجي الذي كان وراء تدمير أبرز معالم المدينة الأثرية ومن يقف وراءها.

كما يستحضر الفيلم شخصية وعظمة الملكة زنوبيا مع الطفل خالد الأسعد من خلال التلاقي بين الماضي والحاضر.

ويشكل الفيلم وثيقة كتبها أبطال الجيش العربي السوري بدمائهم، في مدينة أثرية لطالما حملت لواء الحضارة والشهامة تيمناً بعظمة زنوبيا واليوم نرى أحفادها يهرعون للدفاع عنها.

نخيل تدمر

لشجرة النخيل في تدمر قيمة تاريخية واقتصادية، لكنها تضررت بنسبة لا يستهان بها بسبب همجية الإرهابيين، فنزفت حزناً وكمداً مثلها مثل الأوابد الأثرية التي نهبت ودمرت.

ويعتبر التمر التدمري من أجود أنواع التمور بالعالم رغم مناخ المنطقة الصحراوي القاسي والأمطار الشحيحة حيث أطلق على تدمر مدينة النخيل كما يؤكد اسمها المحرف (تاد/مور) أي بلد النخيل كما سميت بالميرا وتعني النخيل.

وقد نشأت واحة النخيل في تدمر منذ آلاف السنين وكانت استراحة ومحطة للقوافل التجارية بين العراق والشام.

واهتم التدمريون كثيراً بشجرة النخيل واعتنوا بها عناية فائقة وأصبح لدى معظم المزارعين خبرة في رعايتها إلا أن اعتداءات الإرهابيين وسرقة مضخات وأنابيب مياه الآبار أدتا إلى تراجع عدد الأشجار والثمار.

اسم الفيلم يختصر حكاية تلك الأشجار التي نزفت لكنها بقيت صامدة وحافظت على وجودها وإنتاجها رغم كل ما عانته من حرق وتخريب.

ذاكرة سينمائية

وكان نجدة أنزور قد قال خلال افتتاح عروض الفيلم في شهر أيلول عام 2019 إن الفيلم يصب في صناعة ذاكرة سينمائية للحرب على سورية، مشدداً على ضرورة التركيز على ما تتعرض له سورية لتكون بمنزلة وثيقة مستقبلية للأجيال القادمة.

وأكد: إنه قدم مفهوم الشهادة في سبيل الوطن مركزاً في الوقت نفسه على استمرار الحياة بفضل تضحيات الجيش العربي السوري، إضافة إلى إبراز شخصية العالم الشهيد خالد الأسعد الذي رفض أن يخرج من تدمر وفضل الموت مرفوع الرأس.

أنزور قال بأن إرادتنا كصناع للفيلم اتجهت نحو تخليد معنى الشهادة وهي الثيمة الأساسية للفيلم، مؤكداً: إن استمرار الحياة الطبيعية في وطننا الحبيب ما هو إلا نتيجة طبيعية لجهود هؤلاء الشهداء، وركزنا في الفيلم على شخصية العالم الشهيد خالد الأسعد الذي قام بفعل وطني عظيم لرفضه التعاون مع داعش.

كما أكد: إن أهم رسالة وردت في الفيلم هي ما جاء في التلمود اليهودي عن الشر الذي يضمره أصحابه لتدمير سورية والمنطقة العربية بكاملها وتجلى ذلك من خلال وجود «داعش» وأمثالها.

وركز على ضرورة فضح الدول الداعمة للإرهاب وما قامت به بحق البشر والحجر من تخريب وسلب ونهب، مع الإضاءة على بطولات الجيش العربي السوري في صد العدوان العالمي.

وكشف أن رسالة الفيلم بأن هناك من يستشهد كرمى لهذا البلد ليكمل الباقي الطريق.

كما أكد: إن الفن يتحول إلى قيمة عليا ليس بمقدار ما يحصد من جوائز كما يحرص البعض، إنما عندما يتمكن هذا الفن من الولوج إلى أعماق الوجدان الإنساني وخاصةً في لحظات الآلام التي يعيشها المواطن في كل بقعة من هذا الوطن العزيز، وبأنه لم يعد مسموحاً لنا مقاربة الأشياء بما فيها السينما والدراما والفن بالطريقة النمطية السابقة، فنحن لسنا مترفين وعلينا تغيير تفكيرنا بشكل جذري.

بطاقة الفيلم

إخراج: نجدة إسماعيل أنزور، تأليف: ديانا كمال الدين، إنتاج: المؤسسة العامة للسينما، تمثيل: لجين إسماعيل- جوان خضر- مصطفى سعد الدين- جهاد الزغبي- محمد فلفلة- عدنان عبد الجليل- مجد نعيم- عامر علي- قصي قدسية- محمود خليلي- ليلى بقدونس- سيوار داود- حمادة سليم- نبيل فروج- إيمان عودة- مجدي مقبل- ياسر سلمون- فادي عبد النور- علي الماغوط- أوس وفائي- نور خلف- محمد الويسي- والطفل علي السملوتي.

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن