تحدث دبلوماسي إسرائيلي عن إخفاق السياسة الإستراتيجية لرئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تجاه إيران والاتفاق النووي طوال فترة توليه منصبه، وعن معارضته للاتفاق من دون تقديم بديل.
وفي مقال له في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تحدّث ألون بينكاس، وهو دبلوماسي ومستشار سياسي، عمل قنصلاً عاماً لإسرائيل في نيويورك بين عامي 2000 و2004، عن إخفاق سياسة رئيس حكومة الاحتلال الإستراتجية تجاه إيران والاتفاق النووي.
وقال بينكاس: إن السنوات الأخيرة تدل على «فشلٍ مستمر» في السياسة الإسرائيلية تجاه الملف النووي الإيراني، وذكر أنه في الماضي «نجح» نتنياهو بإقناع الولايات المتحدة بحجم التهديد الإيراني، لكن اليوم يصطدم ببرودة واشنطن.
وأضاف: إنه في البُعد الإستراتيجي الأكبر، لدى نتنياهو عدة إخفاقات ضخمة، وأبرزها العلاقات مع الولايات المتحدة، ويشير الكاتب إلى أن هناك تغييراً كبيراً استناداً لإدراك للأسس، والابتعاد عن المبدأ المقدّس لعقود، من دعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري لمصلحة جعل إسرائيل موضوعاً يتجاوز السياسة الداخلية الأميركية.
وحسبه، فإن مستوى الإصغاء لنتنياهو، في هذا الشأن في العالم، وخصوصاً في الولايات المتحدة، تراجع بصورة مهمة، وكلامه في القضية لا يؤخذ بعين الاعتبار.
وأشار التقرير إلى أن انهماك نتنياهو المستجد بالقضية، يعود إلى أمرين، أولاً، وجود تقارير عن تقدّم المفاوضات غير المباشرة بين واشنطن وطهران، والذي تعارضه إسرائيل أساساً، وثانياً، الانشغال بإيران، يشكّل بالنسبة له طريقاً إلى إنتاج «حالة أزمة» تحرف النظر عن «الأزمة القضائية» الواقعة داخل الكيان.
ورأى الدبلوماسي الإسرائيلي، أن الولايات المتحدة ليست شريكة في هذه المناورة، وأشار إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن لا يزال يفضّل عدم رؤية نتنياهو.
كما ذكر أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن لم يفهم لماذا اتصل نتنياهو، الأسبوع الماضي، لانتقاد اتفاقٍ ليس قائماً بعد، والتهديد بأن إسرائيل ستدافع عن نفسها.
وقال نتنياهو في محادثته مع بلينكن: إن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران لن يوقف البرنامج النووي الإيراني، ولن يلزم إسرائيل التي ستفعل كل شيءٍ من أجل الدفاع عن نفسها.
وبناءً عليه، رأت «يديعوت أحرنوت»، أن بداية الإخفاق بالنسبة لنتنياهو، كان عندما بدأ الرئيس الأميركي الأسبق، باراك أوباما، «بعملية دبلوماسية مع إيران»، وعندما عارضها نتنياهو، وزعم أن هناك اتفاقاً أفضل، «لم يكلّف نفسه أبداً عناء تقديمه»، وتابعت: إن الاتفاق النووي «بحسناته وسيئاته، التُزم به من طهران، برأي مفتشي الوكالة الدولية للطاقة النووية والاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، لكن نتنياهو استمر في معارضة وجوده نفسه، وبعد أن أصبح (دونالد) ترامب رئيساً، بدأ نتنياهو حملة خروج أحادي الجانب للولايات المتحدة من الاتفاق، وهذا ما حدث لكن من دون تقديم أي بديل.