انتهاء الهدنة وانفجارات قوية في الخرطوم … الجيش السوداني يشن هجوماً واسعاً على مواقع لـ«الدعم السريع»
| وكالات
بعد أقل من ساعة من انتهاء هدنة الساعات الأربع والعشرين المعلن عنها أول من أمس السبت برعاية أميركية سعودية، تجددت في العاصمة السودانية أمس الأحد الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات «الدعم السريع».
وحسب موقع «سكاي نيوز»، شملت الاشتباكات مدن العاصمة السودانية الخرطوم الثلاث، وهي الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، وتركزت أكثر حول المناطق السكنية والجسور الرئيسية.
وانتهت الهدنة التي استمرت يوماً واحداً بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السادسة من صباح أمس، وحسب مراسل «روسيا اليوم» شن الجيش السوداني هجوماً واسعاً على جميع جبهات القتال وقام بغارات جوية مكثفة على مواقع لـ«الدعم السريع» في مدن العاصمة الخرطوم بعد انتهاء الهدنة، مضيفاً إن معارك اندلعت بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشرق النيل والكدرو في الخرطوم بحري، مؤكداً استمرار القصف بقذائف المدفعية الثقيلة في جنوب شرقي العاصمة، قرب شارع الــ60 الذي تنتشر فيه قوات الدعم السريع.
وأفادت وسائل إعلام سودانية أن السودانيين استيقظوا صباح أمس على أصوات الانفجارات والمدافع والرشاشات حول محيط مدينة الفتيحاب جنوب أم درمان.
ويتواصل القتال والتبادل الكثيف لإطلاق النار في منطقة شرق النيل، شرق العاصمة، فيما تحدثت مصادر لـ«روسيا اليوم» عن انتشار قوات مشاة تتبع للجيش السوداني في المنطقة.
وانحسرت حركة المواطنين، فيما شهدت المواصلات توقفاً جزئياً في منطقة الحاج يوسف شرق النيل، التي كان فيها هدوء نسبي خلال الفترة الماضية، وتصدى الجيش لهجمات قامت بها قوات الدعم السريع، مستهدفة خلالها مقار سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي العاصمة، حيث يعد من أكثر المواقع الإستراتيجية المهمة التابعة للقوات المسلحة السودانية.
من جهته، أعرب عضو المكتب السياسي لقائد قوات الدعم السريع عمران عبد اللـه حسن، عن خيبة أمله بشأن تجدد المعارك عقب هدنة اليوم الواحد، متهما الجيش بقصف مواقعهم عن طريق سلاح الجو.
ومنذ بدء النزاع في الخامس عشر من نيسان الماضي بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أبرم الجانبان أكثر من اتفاق لوقف النار، سرعان ما كان يتم خرقه.
وجاء الإعلان عن الهدنة الجديدة قبل أيام في بيان مشترك سعودي- أميركي، أعرب فيه الطرفان اللذان يقودان منذ أسابيع وساطة بين المتحاربين، عن خيبة أملهما من إخفاق كل محاولات التهدئة.
ووفق بيان من الوساطة، فإن الاتفاق هدفه وصول المساعدات الإنسانية وكسر حالة العنف، والمساهمة في تعزيز تدابير بناء الثقة بين الطرفين، ما يسمح باستئناف مباحثات جدّة.
وقال الجيش السوداني: إنه وافق على الهدنة مراعاة للجوانب الإنسانية التي يعانيها شعبنا من جراء العمليات الجارية، مشدداً على احتفاظه بحق التعامل مع أي خروق قد يرتكبها المتمردون خلالها.
كما تعهدت قوات الدعم السريع بالالتزام «التام» باتفاق وقف النار «بما يخدم أغراض الهدنة»، آملةً أن يفي الجيش بتعهداته وعدم عرقلة جهود المساعدات الإنسانية لرفع معاناة المواطنين.
في غضون ذلك، ناشدت الهيئة النقابية لأطباء ولاية غرب دارفور المجتمع الدولي التحرك الفوري لإيقاف الانتهاكات وما سمتها المجازر اليومية في مدينة الجنينة، مشيرة إلى أن الأحداث التي شهدتها مدينة الجنينة خلفت مئات القتلى والجرحى وتسببت في نزوح الآلاف.
ولم يفِ طرفا القتال بتعهداتٍ متكررة بوقفٍ كاملٍ لإطلاق النار، وهو الذي يتيح للمدنيين الخروج من مناطق القتال أو توفير ممرات آمنة لإدخال مساعدات إغاثية.
ويأتي تجدد الاشتباكات وسط انتقادات داخلية ودولية حادة للحرب التي دخلت أسبوعها التاسع، والتي أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 10 آلاف شخص من المدنيين وتسببت في خسائر مادية باهظة وسط أعمال نهب وفوضى واسعة، طالت مخازن ومحال تجارية ومنازل في أحياء العمارات والخرطوم 2 والرياض وغيرها من الأحياء السكنية ما تسبب في خسائر كبيرة.
وتتزايد المخاوف من تداعيات خطيرة للقتال الدائر في الخرطوم خصوصاً في ظل التدهور الأمني الكبير في إقليمي دارفور وكردفان اللذين يشهدان أيضاً معارك ضارية راح ضحيتها أكثر من 2000 شخص من المدنيين خلال الشهرين الماضيين وسط أنباء تحدثت عن نزوح مئات الآلاف إلى مناطق داخلية وبلدان مجاورة.