تطبيع العلاقات السورية – العربية أكثر من مُرْضٍ و«الرباعية» ينتظرها الكثير من العمل … السفير يفيموف لـ«الوطن»: زيارة الرئيس الأسد لموسكو دفعة قوية لعلاقاتنا وستظهر نتائجها قريباً
| سيلفا رزوق
اعتبر مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سورية سفير روسيا الاتحادية في دمشق ألكسندر يفيموف أن زيارة الرئيس بشار الأسد التي جرت مؤخراً إلى روسيا ولقائه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شكلت علامة بارزة في تاريخ العلاقات الحديثة بين البلدين والمستمرة لما يقرب من الثمانين عاماً، مشيراً إلى أنه وبفضل اجتماع الرئيسين، حصل تعاون البلدين على دفعة قوية إضافية، واكتسب صفة جديدة، ستظهر نتائجه قريباً في العديد من الجوانب.
وأكد يفيموف في حوار مطول خَصَّ به جريدة «الوطن»، أن العلاقات الاقتصادية السورية الروسية تتطور بشكل مُطّرِد، مبيناً أنه خلال الاجتماع القادم المرتقب للجنة الحكومية بين البلدين للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي الفني، يجب التوقيع على اتفاقية بخصوص توسيع التعاون الاقتصادي، ومن المخطط تحديد العشرات من المشاريع، بما في ذلك المشاريع ذات الطابع الاستثماري والتي سيتم تنفيذها من قِبَل شركات روسية في سورية، وأضاف: «أنا على ثقة من أن هذه الخطوة ستصبح حافزاً لزيادة تعزيز روابطنا في العديد من المجالات».
يفيموف أشار إلى اجتماعات اللجنة الرباعية السورية- التركية- الروسية- الإيرانية، معتبراً أن النتائج التي تحققت حتى الآن إيجابية، فالطريق، بغض النظر عن طوله، يبدأ دائماً بالخطوة الأولى، وغالباً ما تكون هذه الخطوة هي الأكثر صعوبة والأكثر أهمية، مشيراً إلى أن انتقال سورية وتركيا إلى اتصالات عامة مباشرة بعد أكثر من عشر سنوات من تجميد العلاقات الثنائية بينهما يُعدُّ بحد ذاته نجاحاً كبيراً.
ولفت يفيموف إلى «خريطة الطريق» الخاصة بتطوير العلاقات السورية- التركية كاشفاً أنه يجري حالياً وضع مسودتها، ومن المقرر أن تجري المناقشة الأولى لنص هذه الوثيقة في الوقت القريب وقال: «من الصعب في غضون أسابيع أو أشهر قليلة استعادة ما تمّ تدميره لمدة اثني عشر عاماً، إذ ينتظرنا الكثير من العمل الشاق في هذا الاتجاه ويجب الاعتراف بصراحة أن مواقف الطرفين لا تزال بعيدة عن بعضها بعضاً».
وبخصوص مسار تطبيع العلاقات السورية – العربية، اعتبر يفيموف أنه في هذه المرحلة يمكن اعتباره أكثر من مُرْضٍ، وأضاف: «أصبح من الواضح أخيراً للكثيرين أنه من دون علاقات جيدة مع سورية من المستحيل تحقيق استقرار حقيقي في الشرق الأوسط».
سفير روسيا في سورية لفت إلى عملية بلاده العسكرية الخاصة في أوكرانيا، مبيناً أن لهذه العملية أهداف محددة للغاية، وهي حماية حقوق السكان الناطقين بالروسية في أوكرانيا والقضاء على النازية ونزع السلاح من هذه الدولة التي حُكِمَتْ منذ عام 2014 من قِبَلِ نظام نازي جديد غير شرعي في جوهره، مشيراً إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها روسيا تهديداً وجودياً على حدودها الغربية، لكنها خرجت مُنتصرة من جميع الاشتباكات المماثلة السابقة، وليس هناك أدنى شك في أنه سيكون هو نفسه بالضبط هذه المرة.
وقال: «يُمكن أن يكون لعمليتنا العسكرية الخاصة نهاية واحدة وهي تحقيق جميع أهدافها من دون استثناء».