رياضة

مان سيتي بطلاً

| فاروق بوظو

تمكن مانشستر سيتي من إحراز لقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه بعد تغلبه بهدف مقابل لا شيء، على إنتر ميلان الحائز البطولة ثلاث مرات كان آخرها قبل ثلاثة عشر عاماً في المباراة النهائية التي أقيمت بينهما على استاد أتاتورك في اسطنبول، وقد حرص جميع المشاركين بهذه القمة من لاعبين وحكام على تقديم أداء يليق بالنهائي الذي اتسم بالكثير من الجدية والانضباط على المستويين الفني والانضباطي، والمقصود بالانضباط هنا الالتزام بالجانبين الخططي والسلوكي اللذين ساهما بشكل كبير بنجاح المباراة التي تشكل تاج البطولات في القارة الأوروبية.

لقد كان مانشستر سيتي صاحب الثلاثية التاريخية لهذا الموسم بفوزه ببطولة الدوري الإنكليزي وكأس الاتحاد ودوري الأبطال وكان مرشحاً بقوة للفوز باللقب لأنه أفضل فريق أوروبي لهذا الموسم بنتائجه ونجومه، بينما كان ينظر إلى إنتر ميلان صاحب المركز الثالث في الدوري الإيطالي على أنه الفريق القادر على صنع المفاجأة وخطف اللقب، حيث اعتمد المانشستر سيتي كعادته على أسلوب السيطرة والاستحواذ على الكرة وحرمان المنافس منها، وهذا بالطبع يرتكز على صحة ودقة وعدد التمريرات التي يقوم بها، على حين اعتمد إنتر ميلان على منظومة دفاعية محكمة وعميقة جعلت عملية الاختراق والتقدم على عمق منطقته الدفاعية صعبة ومعقدة، مع لجوء لاعبي الإنتر إلى الضغط على لاعبي المانشستر سيتي وخصوصاً مفاتيح اللعب في كل أرجاء الملعب، وحتى في الثلث الدفاعي لمنافسهم، معتمدين على جهد بدني كبير وتصميم واضح لتعطيل السيتي وقد نجحوا إلى حد كبير في هذا، ما جعلهم أكثر تهديداً لمرمى منافسهم وبفرص أكثر وضوحاً وهذا ما أكده العديد من الإحصائيات.

وأما حكم المباراة الهولندي شيمون مارشينياك فقد حرص على أن يقدم نفسه كأفضل حكم في العالم لهذا العام بعد نجاحه في إدارة المباراة النهائية لكأس العالم بين الأرجنتين وفرنسا في مونديال قطر 2022، وذلك من خلال رغبة جادة في تقديم أفضل ما لديه، فقد تحرك بشكل جاد وكان قريباً دائماً من أماكن المنافسة على الكرة مستخدماً أساليب متنوعة بالجري والمتابعة معتمداً على قراءة صحيحة وذكية لمجريات اللعب، فكانت جميع قراراته صحيحة ومقنعة على المستويين الفني والانضباطي، وصحيح أن الحكم لم يواجه اختبارات صعبة ومثيرة للجدل، لكنه واجه بعضاً من التحديات رغم انضباطية معظم اللاعبين وتعاونهم في معظم مراحل المباراة، ولكن عندما حاول البعض الخروج عن النص أعادهم بهدوئه وشخصيته القوية معتمداً على لغة الجسد التي يتقنها، ولم يسمح للمخالفين وخصوصاً في الدقائق الأخيرة والصعبة من المباراة من الإفلات من عقوبة الإنذار المستحقة.

إنه تتويج مستحق لمانشستر سيتي لما قدمه لهذا الموسم من مستوى فني كبير عكس جهود مدربه ولاعبيه وحسن تخطيط إدارته لتحقيق هذا الإنجاز التاريخي غير المسبوق، وظهر إنتر ميلان بأداء متميز حتى اللحظات الأخيرة من مباراة أقنعت الجميع بأحقية وصوله إلى المباراة النهائية، أما التحكيم فقد اتسم بأداء تحكيمي عالي المستوى ميدانياً وتقنياً يليق بأفضل حكم في العالم لهذا الموسم!

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة الوطن