ودعت سلة رجال نادي الوحدة منافسات كأس الجمهورية وعادت بخفي حنين حيث مني الفريق بخسارتين كانتا بمنزلة القشة التي قصمت ظهر البعير ووضعت الفريق خارج المنافسة، فالفريق الذي استعاد توازنه وعافيته منذ تولي المدرب اللبناني مروان خليل قيادته وحقق في عهده انتصارات على أقوى الأندية وحل بمركز الوصافة عن جدارة واستحقاق في مباريات الدوري المنتظم، هو نفسه الفريق الذي ظهر بصورة باهتة في منافسات كأس الجمهورية وتراجعت صفوة هذه الصورة إلى أن مني الفريق بخسارة هي الأقسى له منذ سنوات طويلة أمام أهلي حلب وأتبعه بخسارة أمام الجيش الذي تفوق أداءً ونتيجة، لكن لهذه النتائج والخسارات أسباباً ومسببات لا بد من تسليط الضوء عليها.
خلل وسوء تخطيط
يبدو أن الترقيع والتلوين والتمويه وحتى صدمات تغيير المدربين لم تنفع في إنعاش طموحات فريق رجال كرة السلة لنادي الوحدة بعد أن ودّع الفريق بطولة كأس الجمهورية على يد جاره الجيش بعد أداء مضطرب وتراجع مخيف شهده الفريق في الأيام الأخيرة بعد أن تلقى خسارتين متلاحقتين الأولى بفارق كبير من النقاط بحجة الاستعداد للثانية، فإذا بالفريق يكبو كبوة ثانية قضت على حظوظه في المنافسة على اللقب بعد أداء ترك الكثير من إشارات الاستفهام لدى عشاقه ومحبيه.
أوهام وسذاجة
واهم من يعتقد أن أزمة سلة الوحدة مرتبطة بمدرب أو متعلقة بلاعب، وساذج من يبرئ الإدارة الحالية من الواقع المأساوي الذي وصل إليه الفريق، فالمدرب السابق للنادي ما زال يطالب برواتبه التي قبض جزءاً منها بعد ضغط كبير من اتحاد كرة السلة، واللاعبون مشتتون ومضطربون في ظل تأخر صرف رواتبهم عدة شهور، وما زاد في قلقهم سياسة الإدارة في استرضاء الجمهور من خلال التضحية ببعض اللاعبين ككبش فداء لصرف الأنظار عن مكمن الخلل الحقيقية واختلاق أعذار لتعليق الفشل عليها، وبدلاً من معالجة مشاكل الفريق وتوفير بيئة مستقرة للاعبيه وتأمين مستحقاتهم المالية زادت قرارات الإدارة هماً إضافياً على اللاعبين المستائين من عدم قبض رواتبهم، وقد تكرر تصريحهم بهذه المشكلة وتأثيرها عليهم سراً وعلانية، ووصل الأمر للتهديد بالامتناع عن الذهاب إلى المباريات أكثر من مرتين على أقل تقدير، وكان حينها كبش الفداء في المرة الأولى كابتن الفريق علاء إدلبي الذي ألبسته إدارة النادي تقصيرها ومشاكلها وحملته ضريبة قراراتها المضطربة.
أما في المرة الثانية وبعد إخفاق الإدارة في الوفاء بوعودها للاعبين وبعد إعلانهم الجماعي عن عدم استعدادهم للعب ما لم يتسلموا مستحقاتهم المالية المتراكمة منذ أربعة أشهر، فلم يكن هناك كبش فداء هذه المرة لأن الإدارة بحاجة لانتصارات كرة السلة للتغطية على نتائج كرة القدم التي شهدت واحداً من أسوء مواسمها عبر تاريخ النادي منذ تأسيسه بعد أن وصل الفريق لحد هاوية مصاف أندية الدرجة الثانية من دون أن تكون هناك حلول جذرية وناجعة للواقع المالي للنادي.
أسئلة بلا إجابات
وثمة أسئلة مازال عشاق النادي لا يجدون لها إجابات، فإذا كانت الإدارة عاجزة عن توفير رواتب اللاعبين، فكيف يمكن لها اتخاذ قرارات تصب في مصلحة كرة السلة والعمل على تطويرها، وكيف ستتمتع بالقدرة على تقديم متطلبات الحد الأدنى للمنافسة في المواسم المقبلة، وإذا كانت القرارات تتخذ وفق أهواء شريحة من الجماهير تسعى الإدارة لاسترضائهم مرة بالإطاحة بالمدرب وأخرى بالتضحية بكابتن الفريق، ومرات ومراتٍ بإجراءات غير مدروسة لتكون المحصلة تراجعاً مهولاً في كرة السلة على صعيد فريقي الرجال والسيدات ومستقبلاً لا يبشر بالخير على مستوى فرق القواعد أيضاً إن بقيت الأمور على حالها من دون حلول.
خلاصة
ما نشاهده اليوم في واقع كرة السلة لنادي الوحدة لن يقتصر أثره على الخروج من مسابقة كأس الجمهورية بهذه النتائج، بل سيمتد ليلاحق سلة الوحدة لسنوات عديدة وربما تراجع مستمر نحو الخلف في ظل حضور فرق جديدة دخلت على خط المنافسة كسلة النواعير التي كانت مثالاً يحتذى به وربما فرق أخرى في المستقبل القريب.