بدأ حلف شمال الأطلسي «ناتو» أمس الإثنين، أكبر مناورة جوية في تاريخه بتنسيق مع ألمانيا، في محاولة لإظهار وحدة أعضائه في مواجهة تهديدات محتملة يقول الحلف إن في مقدمتها روسيا.
وحسب وكالة «فرانس برس» تستمر تدريبات «إير ديفندر 23» حتى الثالث والعشرين من الشهر الجاري وتضمّ نحو 250 طائرة عسكرية من 25 دولة عضواً في الأطلسي وشريكة له، بما فيها اليابان والسويد الدولة المرشحة لعضوية الحلف.
ويشارك ما يصل إلى 10 آلاف شخص في هذه التدريبات التي تهدف إلى تعزيز توافقية التشغيل والحماية من الطائرات من دون طيار وصواريخ كروز، في حال وقوع هجوم على مدن أو مطارات أو موانئ واقعة على أراضي الأطلسي.
وأطلِقت فكرة التدريبات عام 2018 في إطار الرد على إعادة توحيد شبه جزيرة القرم مع روسيا في عام 2014، على الرغم من أنّها لا تستهدف حسب قائد القوات الجوية الألمانية الجنرال إينغو غيرهارتس «أي طرف» على وجه التحديد.
وأكد غيرهارتس خلال تقديمه التمرين أنّ الأطلسي «مصمم على الدفاع عن كل شبر» من أراضيه، مضيفاً: «نحن تحالف دفاعي، وهذه المناورات خُطط لها على هذا الأساس».
لكن سفيرة الولايات المتحدة في ألمانيا إيمي غوتمان أوضحت أن المناورات تهدف أيضاً إلى بعث رسالة، خصوصاً إلى روسيا، وقالت: «سأكون مندهشة جداً إن لم يُلاحظ أي زعيم في العالم ما يظهره هذا لناحية روح هذا التحالف، وماذا تعني قوة هذا التحالف، وهذا يشمل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين».
وتشمل المناورات تدريباً عملياتياً وتكتيكياً، وخصوصاً في ألمانيا، وأيضاً في جمهورية التشيك وإستونيا ولاتفيا.
ومنذ نحو أسبوعين، نشر موقع «ريسبونسيبل ستيتكرافت» (responsible Statecraft) التابع لمعهد كوينسي الأميركي تقريراً عن الاجتماعات السرية التي يعقدها قادة «الناتو» للرد على ما سموه هجوم روسيا.
وقال التقرير: مع صعود دور «الناتو» كجهة فاعلة في صناعة العلاقات الدولية بعد الحرب في أوكرانيا، أصبح الافتقار إلى الشفافية تحدياً خطراً لعملية الرقابة الديمقراطية التي لطالما كانت متعلقة بعمليات التخطيط العسكري الطويلة الأمد التي قام بها «الناتو»، حسب الموقع.
وحسب التقرير، سيُطلب من القادة السياسيين في «الناتو»، خلال القمة التي ستُعقد في تموز المقبل، الموافقة على آلاف الصفحات من الخطط العسكرية السرية التي ستفصّل للمرة الأولى منذ الحرب الباردة كيفية ردّ حلف «الناتو» على الهجوم الروسي «المرتقب».