بيانان متناقضان من الجيش و«الدعم» بعد عودة العنف … انفجار الأوضاع في السودان عقب انتهاء الهدنة
| وكالات
قُتل 18 مدنياً وأصيب آخرون نتيجة استمرار الاشتباكات العنيفة في مناطق مختلفة من السودان بين الجيش وقوات «الدعم السريع» بعد انتهاء هدنة اليوم الواحد، وسط تردي الأوضاع الإنسانية في البلاد.
واستأنف الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المعارك بعيد انتهاء هدنة امتدت 24 ساعة، وقال شهود لوكالة «فرانس برس» أمس: إن القتال الذي اندلع الأحد بين الجانبين كان من أعنف المعارك منذ أسابيع وشمل اشتباكات على الأرض في حي الحاج يوسف المكتظ بالسكان في مدينة بحري، التي تشكل إلى جانب الخرطوم وأم درمان المجاورتين العاصمة المثلثة حول ملتقى نهر النيل.
وحسب موقع «سكاي نيوز»، تبادل الجيش وقوات الدعم السريع، أمس الإثنين، الاتهامات بشأن المسؤولية عن تجدد المعارك في السودان، بعد انتهاء هدنة إنسانية استمرت مدة 24 ساعة فقط، صباح الأحد.
وقال الجيش في بيان، أمس: إن «المليشيا المتمردة (في إشارة إلى قوات الدعم السريع) درجت على استهداف المناطق السكنية بالأزهري والسلمة بالقصف المدفعي والصاروخي»، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 3 أطفال.
وأضاف البيان: «تدين القوات المسلحة بأشد العبارات هذا السلوك الإجرامي المعتاد من ميليشيا التمرد، وتطلب من مواطنينا توخي الحيطة والحذر».
وردت قوات الدعم السريع ببيان، جاء فيه: «تأكيد الالتزام التام بإعلان جدة لحماية المدنيين والتقيد المطلق بقوانين حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، والاستعداد الكامل للانخراط في المباحثات بما يحقق الاستقرار لشعبنا».
وأضاف البيان: «إننا نشاطر الوساطة (السعودية الأميركية) خيبة الأمل نفسها حول تجدد القتال، ونشير إلى أن الميليشيا الانقلابية (وفق وصفها لقوات الجيش) استغلت وقف إطلاق النار لتحقيق امتيازات على الأرض، وذلك بتجميع قوات من مناطق مختلفة ومهاجمة قواتنا في الساعات الأولى بعد انتهاء الهدنة، ما جعلنا أمام خيار واحد وهو الدفاع عن أنفسنا وصد الانقلابيين في جميع المحاور».
وحسب موقع «المنار»، سُمع دويّ انفجارات عنيفة وتصاعدت أعمدة الدخان شرق أم درمان ووسطها، بينما واصل الطيران الحربي تحليقه في سماء الخرطوم وأم درمان وبحري، منذ ساعات صباح أمس الأولى.
وتصاعدت أعمدة الدخان بكثافة لليوم الخامس على التوالي حول مخازن رئيسة للوقود جنوبي الخرطوم، على خلفية معارك عنيفة بين الجيش والدعم حول مصنع اليرموك للصناعات الدفاعية.
وأعلنت مصادر عسكرية سودانية أن الجيش تمكن من الوصول إلى جسر الحلفايا الرابط بين الخرطوم بحري وأم درمان والتمركز في مدخله، ويأتي هذا التقدم عقب هجوم شنته القوات المسلحة عبر أكثر من محور، بعد نصف ساعة من انتهاء الهدنة.
وتزداد الأوضاع الإنسانية وحركة المدنيين تعقيداً ومأساوية نتيجة الاشتباكات المسلحة في السودان، في ظلّ نفاد الدواء والغذاء والمياه الصالحة للشرب، مع تفشي موجات غلاء في جميع أسعار الاحتياجات اليومية الأساسية.
كما يواجه مرضى الكلى معاناة صحية مستمرة نتيجة توقف جميع وحدات غسيل الكلى بالخرطوم، باستثناء واحدة بمشفى سوبا، والتي عملت مدة أربع ساعات فقط خلال أمس.
واندلعت أحدث السودان في الخامس عشر من نيسان الماضي، في الخرطوم، بين قوات الجيش التي يقودها الفريق أول عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع شبه العسكرية الموالية لحليفه السابق محمد حمدان دقلو، في تحول مفاجئ للصراع بينهما إلى نزاع مسلح.