حالة من التجاذبات السياسية والاستقطاب الحاد خيمت على الأجواء … الملف الرئاسي اللبناني.. ترقّب لجلسة البرلمان غداً والمشهد النهائي لم يتضح
| وكالات
قبل ساعات من جلسة مجلس النواب اللبناني لانتخاب رئيس للجمهورية، لم يتضح المشهد النهائي بعد، وسط ضم وفرز داخل الكتلة النيابية الواحدة والذي وصل إلى من يسمون التغييرين، في وقت أكدت فيه مصادر نيابية أن كل الاحتمالات واردة في جلسة 14 حزيران، إلا انتخاب رئيس الجمهورية الذي لم تتوافر بعد ظروف ولادته، فيما أكد حزب اللـه مجدداً أنه ذاهب إلى مجلس النواب لتسمية سليمان فرنجية «الذي لم يدخل في لعبة الدم»، ولا يعمل وفق التعليمات الأميركية.
وكان بارزاً أول من أمس، خطاب رئيس تيار المردة سليمان فرنجية في ذكرى مجزرة «إهدن»، حيث أعلن انفتاحه على الجميع بحال وصل لرئاسة الجمهورية، كما وجّه رسائل للقوى التي تقاطعت على جهاد أزعور، طارحاً عدداً من النقاط كانت بمنزلة برنامجه الرئاسي.
وفي وقت سابق، أكد نائب الأمين العام لحزب اللـه نعيم قاسم أن كتلة الوفاء للمقاومة ستشارك غداً في جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وستصوت للوزير سليمان فرنجية.
وخلال اللقاء العام للجان العلاقات في منطقة جبل عامل الأولى في صور، قال قاسم يرفضون الوزير فرنجية: «لأنه لا يدخل بالدم في داخل البلد، ولا يعمل وفق التعليمات الأميركية، ولا يبيع دماء الشهداء، ولا يطعن المقاومة في ظهرها»، مشدداً على أن الرئاسة ليست لتصفية الحسابات، ولا للاستقواء، بل للإنقاذ، وقد اخترنا المواصفات، ولم نقبل المواجهة والنكد والاستئثار.
واعتبرت مصادر نيابية وفق تقارير صحفية أن كل الاحتمالات واردة في جلسة 14 حزيران، إلا انتخاب رئيس الجمهورية الذي لم تتوافر بعد ظروف ولادته، وأشارت إلى أن هذه الجلسة ستسلك على الأرجح أحد مسارين، فإما ألا يكتمل نصابها أساساً، وإما تعطيله في الدورة الثانية.
واعتبرت هذه المصادر أن الجلسة ستكون أقرب إلى مناورة انتخابية بالذخيرة السياسية الحية، لتظهير موازين القوى وتموضعات الكتل، أي إنها ستنتج «الداتا السياسية» التي يمكن البناء عليها في مرحلة ما بعد 14 حزيران.
ولفتت المصادر إلى أن النواب «الرماديين والمتريثين» باتَ لهم وزن في المعادلة الحالية، وسيجري العمل عليهم من جانب معسكري سليمان فرنجية وجهاد أزعور خلال الساعات القليلة الفاصلة عن الجلسة لتحسين أرقام كل منهما على اعتبار أن الحسم مؤجل.
إلى ذلك تكثفت الاتصالات والاجتماعات التي ستبقى مفتوحة بين الكتل النيابية كافة حتى موعد الجلسة، في ظل مفاجآت ستشهدها الجلسة، وفق معلومات صحيفة «البناء»، التي لفتت إلى أن فريق المعارضة والتيار الوطني الحر ورغم كل الدعم والتلاقي الخارجي لم ينجحوا حتى مساء الأحد بضمان 65 صوتاً لأزعور.
وترأس جبران باسيل أول من أمس، اجتماعاً للمجلس الوطني في التيار، وانتهى إلى إجماع بتبني القرار المتّخذ على صعيد الهيئة السياسية والمجلس السياسي بالتصويت لأزعور لرئاسة الجمهورية، وأكد المجتمعون ضرورة التزام جميع النواب بالتصويت لأزعور، من دون أي خيار آخر أو أي عذر.
وحسب «البناء» فإن أزعور أجرى اتصالات مع عدد كبير من النواب الذين يرفضون التصويت له وحاول إقناعهم بأنه ليس مرشح تحدٍّ أو مرشح جهات سياسية معينة ولا هو مدعوم من الخارج، لكن بعض النواب أبلغوه بعدم التصويت له لأنه مرشح «القوات» و«التيار» وفؤاد السنيورة.
وأكدت مصادر تكتل «الاعتدال» أنه لن ينضمّ لخيار التقاطعات الوهمية والمزيفة وسيبقى خارج الاصطفافات السياسية وسيشارك في الجلسة وسيؤمّن النصاب ويصوّت في الدورة الأولى وسيبقي على خياره في الدورة الثانية طي الكتمان وسيجتمع اليوم الثلاثاء وغداً الأربعاء قبل الجلسة ليقرّر، وقد يتخذ القرار قبل انطلاق الدورة الثانية، إن عقدت.
بدوره، أشار رئيس تيار «الكرامة» فيصل كرامي، إلى أن مرشحه هو سليمان فرنجية وجوّ تكتل التوافق الوطني ذاهب في هذا الاتجاه، ولكن القرار يُتخذ اليوم الثلاثاء، وأكد أن فرنجية رجل وطني بامتياز ذهب إلى الوحدة حينما ذهب البعض إلى التقسيم، وحين ذهب البعض إلى الحرب الأهلية ذهب مع رشيد كرامي لتحييد الشمال، حينما ذهب البعض إلى إسرائيل ذهب هو إلى العمق العربي، مضيفاً: «لا أرى أن هناك شخصاً غير سليمان فرنجية قادر على الوصول لإستراتيجية دفاعية».
من جانبه، قال نائب رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي وائل الحسنية في حديث لقناة «المنار»: «نحن مع المشروع بانتخاب رئيس الجمهورية وسليمان فرنجية هو أحد خياراتنا، وهذا المشروع هو حماية البلد ومنع التقسيم، لأننا بدأنا نسمع الإصرار على الفدرلة وغيرها من المصطلحات التي تدعو للتقسيم».
ولفت الحسنية إلى أن هذا الفريق الذي اجتمع على انتخاب الوزير السابق جهاد أزعور رفع شعار الدفاع عن حقوق المسيحيين، وقال: ونحن نقول لهم أنتم من يأكل حقوق المسيحيين.
واعتبر أن ما يحصل في لبنان يمضي بعكس ما يجري في الإقليم، والأميركي ليس راضياً عما يجري في الإقليم ويقوم بالتعطيل قدر استطاعته، لافتا إلى أنه بعد الرابع عشر من حزيران سيطول انتخاب رئيس للجمهورية وممكن أن نقطع فصل الصيف من دون رئيس.
البطريرك بشارة الراعي، أشار بدوره في كلمته خلال افتتاح سينودس أساقفة الكنيسة البطريركيّة، إلى أن البطريركيّة على «مسافة متساوية» من المرشحين جميعاً، وإلى التشاور مع هذه المرجعيّات بشأن إجراء انتخاب رئيس للجمهوريّة، بعد ثمانية أشهر من الفراغ «الهدّام» للدولة وللشعب، وكان التشديد من الموفدين على إجراء الانتخاب بالروح الديمقراطيّة التوافقيّة بعيداً عن التشنجات والنزاعات والعداوات والانقسامات.
على حين أكد رئيس الجمهوريّة السّابق ميشال عون، أن: نظامنا ديمقراطي ودستورنا يكفل حرّيّة الرّأي. وعليه، فإن من حقّ كلّ فريق سياسي أن يكون لديه مرشّح رئاسي، من دون أن يستجرّ ذلك خطاب التّخوين والتّهديد بالويل والبثور وعظائم الأمور.
وأشار، في تصريح عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، إلى أن «احترام الآخر وحقوقه، هو في أساس الوحدة الوطنيّة والعيش المشترك، ومن يريد الوطن فلا بدّ وأن يحترم هذه المبادئ».