طهران أكدت المحادثات بالوساطة العمانية مع واشنطن لكنها ليست لإبرام «اتفاق نووي مؤقت» … رئيسي يبدأ جولة في أميركا اللاتينية: تجمعنا علاقات إستراتيجية وشركاء بوجه نظام الهيمنة
| وكالات
وصف الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي العلاقات بين بلاده والدول المستقلة في أميركا اللاتينية بالإستراتيجية مشيراً إلى أن ما يجمعها معهم هو الوقوف بوجه نظام الهيمنة والأحادية، على حين نفت طهران إجراء محادثات مع الغرب بشأن «اتفاق مؤقت» حول الملف النووي وأكدت أن أي اتفاق يجب أن يستند إلى خطة العمل الشاملة المشتركة.
وقبيل توجهه أمس إلى فنزويلا في بداية جولة في دول أميركا اللاتينية تستمر خمسة أيام وتقوده أيضا إلى نيكاراغوا وكوبا على رأس وفد سياسي واقتصادي بهدف تعزيز العلاقات، قال رئيسي في تصريح له إن العلاقات مع الدول المستقلة في أميركا اللاتينية هي علاقة إستراتيجية وأكد أن موقف إيران وموقف هذه الدول الثلاث هو الوقوف بوجه نظام الهيمنة والأحادية، وذلك حسبما نقلت وكالة «تسنيم» الإيرانية للأنباء.
وأضاف، هناك علاقات طيبة بيننا وبين هذه الدول واعتبر التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والطاقة أمثلة على مجالات التواصل بين إيران وهذه الدول.
وتابع، تطور تعاوننا مع هذه الدول خلال العامين الماضيين، ولدينا علاقات وتعاون مع هذه الدول في مجالات الصناعة والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والطب والعلاج، معتبراً إيفاد الكوادر الفنية والهندسية من إيران إلى هذه الدول مثالاً آخر على التعاون معها.
وشدد رئيسي على أن دول أميركا اللاتينية تتمتع بقدرات جيدة للغاية وأضاف: «اليوم، بفضل الثورة الإسلامية وشعبنا العزيز، لدينا العديد من القدرات الجيدة في الجمهورية الإسلامية. ويمكن أن يلعب تبادل هذه القدرات دورا مهما في تعزيز التعاون بيننا وبين الدول الصديقة ومنطقة أميركا اللاتينية».
وأضاف: يوجد تعاون دولي جيد بيننا وبين هذه البلدان (كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا) والغالبية العظمى من دول أميركا اللاتينية، وبالتأكيد ستكون هذه الزيارة منعطفا في تحسين مستوى العلاقات بيننا وبين دول أميركا اللاتينية.
بموازاة ذلك، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي إن إيران لم تترك طاولة المفاوضات أبداً، ولطالما أبدت دائماً استعدادها الجاد للحوار.
وتابع، إن السياسة الأساسية للحكومة الحالية فيما يتعلق بخطة العمل الشاملة المشتركة هي أن هذه القضية ليست سوى واحدة من القضايا الدبلوماسية الإيرانية، وليست كلها، مضيفاً: تتواصل متابعتنا عبر القنوات الدبلوماسية المختلفة فيما يتعلق بالإفراج عن الأصول المجمدة.
وحول التكهنات بشأن تبادل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة بشأن استمرار المفاوضات الرامية إلي إلغاء الحظر عن إيران، قال كنعاني، لدينا وجهة نظر مبدئية وواضحة بشأن خطة العمل المشترك الشاملة وعملية التفاوض.
وأضاف: إن إيران وضعت سياسة تحييد الحظر على رأس جدول أعمالها بالاعتماد على قدراتها الداخلية وعلاقاتها الواسعة مع جيرانها لكنها لم تتخل عن العمليات الدبلوماسية بهدف رفع العقوبات القاسية والجائرة.
وتابع، الجانب الإيراني لم يترك طاولة المفاوضات أبداً لضمان أقصى قدر من المصالح الوطنية ولطالما أبدى استعداده لتحقيق ذلك وما يهمنا هو أداء الطرف الآخر وليس تصريحاته الإعلامية.
وبشأن تبادل السجناء بين إيران والولايات المتحدة، قال: «نأمل أن نشهد تبادل السجناء لأننا بذلنا كل الجهود اللازمة وتستمر المفاوضات عبر وسطاء بالنظر إلى الجانب الإنساني للقضية ويمكننا أن نعبر عن ارتياحنا لأن هذا سيحدث إذا كان الجانب الآخر جاداً أيضاً؛ لذلك كل شيء يعتمد على إرادة الجانب الآخر».
وحول ما يثار بخصوص مفاوضات بين إيران وأميركا في إحدى دول الجوار، قال كنعاني: لقد رحبنا بجهود سلطنة عمان وكبار المسؤولين في هذا البلد، والتي طرحت قبل عدة أسابيع، لتفعيل المفاوضات الرامية إلى إلغاء الحظر عن إيران وتبادلنا الرسائل مع الجانب الآخر.
وأردف: إن تبادل الرسائل هذا مستمر والجهاز الدبلوماسي يستخدم كل الإمكانيات الموجودة في إطار سياسات إيران المبدئية لضمان المصالح الوطنية كما استخدمنا القدرات العمانية ومساعدتها كدولة صديقة.
وقال: إن «الاتفاق الذي تم توقيعه هو الأساس في المفاوضات الرامية إلى إلغاء الحظر عن إيران، ولا يمكن تأكيد بعض التكهنات الإعلامية حول اتفاقية مؤقتة وحالات مماثلة تحل محل خطة العمل المشترك الشاملة».
وفيما يتصل بالعلاقات بين إيران ومصر، قال كنعاني: «لقد تم الإعلان بوضوح عن الموقف الواضح للحكومة والمؤسسات الدبلوماسية فيما يتعلق بالعلاقات مع مصر، كما أعرب قائد الثورة الإسلامية عن موقفه في هذا الصدد خلال لقائه مع سلطان عمان فإذا كان الجانب المصري راغباً فنحن نرحب بهذا الموضوع».
وفي سياق متصل أوضح كنعاني أن ليبيا دولة مهمة بالنسبة لإيران، وقد تم اختيار شخص ليكون سفيراً لطهران في هذا البلد، ونأمل أن تقام علاقات رسمية بين إيران وليبيا قريباً.
ولفت كنعاني إلى المستجدات المتعلقة بالعلاقات الإيرانية- السعودية، وقال إن التوصل إلى الاتفاقيات بين البلدين يجري بشكل جيد وسريع وليست هناك عقبة تحول دون تنفيذ الاتفاقيات بين الجانبين وأنهما ملتزمان بتعهداتهما كما أننا شهدنا افتتاح سفارة إيران في الرياض وقنصليتها في جدة وإن الأرضية باتت مهيأة لإعادة سفارة السعودية إلى إيران وقنصليتها في مدينة مشهد المقدسة.
وأضاف: سنشهد زيارة وزير الخارجية السعودي إلى إيران في مستقبل قريب وإعادة افتتاح السفارة السعودية في إيران.
في السياق، قال كنعاني إن البحرين أعلنت استعدادها لاستئناف العلاقات مع إيران ونحن نرغب في تعزيز العلاقات مع جميع الدول الإسلامية ودول المنطقة، مضيفاً هناك محادثات غير مباشرة تجري بين الجانبين ونأمل أن يسهم المسار الإيجابي الذي نشهده في المنطقة في إعادة العلاقات بين البلدين.
وبشأن التحالف البحري مع بعض دول الخليج، اعتبر كنعاني أن المبدأ الأساسي بالنسبة لطهران في الخليج هو التعاون الجماعي من أجل ضمان الأمن لدول المنطقة، وقال: «تعتقد إيران أن الأمن يجب أن توفره دول المنطقة»، مؤكدا أن وجود قوى من خارج المنطقة كان ولا يزال يشكل تهديداً للأمن.